«ماذا لو اختفى بيل غيتس؟» – تربية الأطفال على عبادة الشخصية والمال!
نشرت قناة «تربوية وتعليميّة» للأطفال على يوتيوب فيديو مخيف يحذّر المشاهدين الصغار من أنّ العالَم «سيصبح مكاناً أسوأ» إذا اختفى بيل غيتس أو بقيّة المليارديرية أو شركاتهم!
ترجمة وإعداد: قاسيون
في مقطع الفيديو الغريب بعنوان «ماذا لو اختفى بيل غيتس؟»، والمرفق بعلامات «هاشتاغ»: #صغار، #أطفال، #تعليمي، #علم (والذي يعني بشكلٍ صريح بأنّه موجَّهٌ للأطفال دون 18 سنة) تظهر قصة كرتونية يحذّر فيها الراوي من أنّ اختفاء بيل غيتس سيؤدي إلى أن يخسر الكثيرون من الناس مليارديراً يحترمه كثيرون.
يظهر الفيديو الذي تم نشره في 3 كانون الثاني الماضي، لكن لم يحظَ بالانتباه إلّا منذ أيام قليلة، شخصيات كرتونية بوصفها تعبّر عن «الطاقة النظيفة» و«رابطة الأطباء»، وهم يبكون بعد اختفاء غيتس الكرتوني وتوقفه عن منحهم أكواماً من النقود.
ويشير الفيديو إلى كون مؤسسة بيل وميليندا غيتس هي «أكبر مؤسسة خيريّة في العالم»، وبأنّه في حال اختفائها «سيتعرّض الإحسان لضربة كبيرة». ويضيف بأنّه في حال زوال غيتس فالمليارديرية الآخرون قد يتوقفون بدورهم عن منح المال للأعمال الخيرية. اختفاء غيتس سيقود أيضاً، بحسب ما يزعم الفيديو الكرتوني، إلى تلقّي «جهود الحفاظ على البيئة لضربة» وإلى «إمكانيّة عودة الوقود الأحفوري».
وذلك في نوعٍ من الترويج التجاريّ والإيديولوجي الوقِح، الذي ليس جديداً استخدامه من طبقة أصحاب المليارات، من حيث المضمون، لكن ما يثير الاشمئزاز الإضافي هو استغلال الأطفال وقولَبة أفكارهم وتسميمها بهذه الطريقة البشعة التي يمكن اعتبارها ترويجاً لـ«عبادة الشخصية» التي يكون فيها المعبودون هم أثرى أثرياء الرأسماليّين في العالَم، وتربية الأطفال الأبرياء على «عبادة المال».
القناة التي تعرض هذا الفيديو اسمها «AumSum Time» وهي تستهدف الأطفال، وكان اسمها سابقاً «التعلّم الذكي للجميع». ولدى القناة أكثر من مليوني مشترك وقرابة 600 مليون مشاهدة متوزعة على جميع فيديوهاتها. وفقاً لموقع لينكدن، فالقناة مقرها الهند وقد أنشأها شينماي شاه.
ورغم أنّ التعليقات محظورة على محتوى قناة «AumSum» على يوتيوب، فمستخدمو تويتر علّقوا على الفيديو بأنّه: «مخيف للغاية» و«مثير للغضب». بالمقابل مثلاً، علق السياسي اليميني المحافظ بول جوزيف واتسون بشكل ساخر على الفيديو بأنّه: «يبدو طبيعيّاً للغاية».
فيديوهات القناة الأخرى على يوتيوب لا تقلّ ترويعاً وغرابة. ففي فيديو «ماذا لو اختفى إيلون ماسك»، تزعم القناة بأنّ اختفاء ثاني أثرى رجل في العالم، وصاحب شركة تسلا العملاقة الشهيرة، سيجعل العالم «أفقر». حيث تُظهر رجالاً يحملون أوعية فارغة عند اختفاء إيلون ماسك. ويضيف الفيديو «سيفتقده بمرارة ملايين متابعيه حول العالم».
فضلاً عن ذلك فإنّ وجود محتوى كهذا على يوتيوب يظهر النفاق والمعايير المزدوجة لشركة يوتيوب وسياساتها لمراقبة المحتوى، التي تزعم أنها تشدِّدُ عادةً على مراقبة الرسائل الموجَّهة إلى الأطفال، بحيث يفترض أنْ تحظر أيّ محتوى يُعتَبَر غير مناسب أو مضراً للأطفال أو لا يجوز أن يشاهدوه.
وإذا كان يتحجج بأنّ لا مشكلةً تربوية خطيرة بالترويج لـ«عبادة شخصيات» أصحاب المليارات، بذريعة أن ذلك «ترويج لقدوة في ثقافة التبرع» و«العمل التطوّعي»...إلخ. فإنّ ما يقطع الشك باليقين حول سماح يوتيوب بعرض محتوى سياسيّ ومنحاز بطريقة مكشوفة على الأطفال، هو أنّ يوتيوب لم ترَ مشكلةً في فيديو آخر للقناة نفسها بعنوان: «ماذا لو اختفت روسيا؟»، حيث يزعم الراوي بأنّه «لو اختفت روسيا، فقد يحصل السلام أخيراً على فرصة للتحقق»! ذاكراً بأنّ روسيا هي ثاني أكبر مصدّر للسلاح في العالم. لكنّ المثير للاهتمام أنّه في فيديو «ماذا لو اختفت الولايات المتحدة»، وباعتبار أمريكا هي أوّل مصدّر للسلاح في العالم، لا يتم ذكر السلام على الإطلاق.
بتصرّف عن: Kids YouTube channel warns world would suffer if Bill Gates ‘disappeared’