لماذا يكدّس الأثرياء الأراضي وموارد الحياة؟
نشرت مجلّة فوربس مؤخراً مقالاً عن امتلاك بيل غيتس، إضافة لأصوله الرئيسة، أراضٍ مترامية الأطراف. فوفقاً «لتقرير الأرض» الحكومي يملك غيتس بشكل مباشر أو عبر منظمات مثل كاسكيد للاستثمارات العائدة بملكيتها له، أراضٍ بمساحات شاسعة في 18 ولاية. كما يملك استثمارات كبرى في شركة إيكلوب للغذائيات وفروم للسيارات المستعملة وسكك الحديد الوطنية الكندية.
بقلم: ليونيد سافين ترجمة وإعداد: قاسيون
علّقت فوربس: رغم كونه من المستغرب لملياردير التكنولوجيا أن يكون مالكاً للأرض، إلّا أنّه في حقيقة الأمر المالك الأكبر للأراضي في البلاد... ناهيك عن تخصيص مؤسسته لمبالغ 306 مليون دولار كمنح زراعية في إفريقيا والاستثمار فيما يدعى «المحاصيل الخارقة».
ليس غيتس وحيداً في هذه «الموضة»، فهو يأتي من ناحية الأملاك الشخصية للأرض بعد قطب الإعلام جون مالون، الذي يملك 2.2 مليون فدّان من الغابات والمزارع، وبعد ثريّ الإعلام الآخر تيد ترنر الذي يملك 2 مليون فدّان من الأراضي الزراعية.
أحد الأثرياء الآخرين: مالك أمازون جيف بيزوس، يقوم بدوره بشكل نشط بشراء الأراضي، فهو يملك في تكساس وحدها أكثر من 300 ألف فدّان من الأرض ويعدّ من بين أكبر عشرة ملّاك أراضٍ في أمريكا. وستان كورنيك ثريّ الرياضة والترفيه بات يملك بشكل مباشر حتى اليوم 1.4 مليون فدّان.
ولا يقتصر انطلاق الأثرياء لامتلاك الأراضي والغابات فقط، بل يقومون أيضاً بالسيطرة على الموارد الطبيعية. تستثمر عائلة والتون مليارات الدولارات في حوض نهر كولورادو، والمعلن بأنّهم يحاولون الحفاظ على النهر وتجديده، لكنّ الاهتمام الحقيقي للعائلة الثريّة التي يدير أملاكها الابن سام هو في «إدارة الطلب»، ويعني ذلك إنشاء مخطط خاص لتسويق المياه. ويشمل ذلك من بين أمور عدّة التوصّل إلى اتفاقات مع المزارعين الريفيين القديمين للتوقف عن استخدام مياه النهر في عمليات الري الخاصة بهم.
تحويل نهر كولورادو إلى سلعة جارٍ على قدم وساق، وهو ممتد ليشمل ولايات «الحوض العُلوي»: «نيو مكسيكو» و«وايومنغ» و«يوتاه». لم تُعرَض عملية الاستيلاء على نهر كولورادو لأيِّ نقاشٍ عام، وتمّت التعمية عليها تحت مسميات مثل «خطط إدارة الجفاف»، وذلك رغم أنّ النهر يشكّل مصدراً حيوياً لأكثر من 40 مليون إنسان.
رغم أنّنا لم نسمع بعد عن ملكية مباشرة للموارد مثل الأنهار، فالسيطرة عليها ممكنة من خلال السيطرة على التشريعات الناظمة لها. قامت عائلة والتون بتمويل أكثر من 60 منظمة غير حكومية عاملة في نهر كولورادو في الأعوام الأربعة الماضية، حيث حصلت سبع من هذه المنظمات على 2.9 مليون دولار لكلّ واحدة، وقامت في العام الماضي بدفع هذه المنظمات لاختبار «إدارة الطلب» في عددٍ كبير من الجداول والروافد. كما موّلت العائلة «صندوق الدفاع البيئي» بمبلغ 29 مليون دولار لتنفيذ الجوانب الحساسة للبرنامج.
سيصبح لدينا بعد فترة لوردات إقطاعيون على غرار ما كان موجوداً في العصور الوسطى، لكن هذه المرة سيكونون مليارديرية يمتلكون شركات التكنولوجيا الفائقة العملاقة العالمية. لكنّ وجود لوردات إقطاعيين يستدعي بالضرورة وجود أقنان أرض، فهل سنلعب نحن هذا الدور؟
بتصرّف عن: Landowning Globalists