خطّ أنابيب كيستون وما وراء ضجة إلغائه
نيك كونينغهام نيك كونينغهام

خطّ أنابيب كيستون وما وراء ضجة إلغائه

خطّ أنابيب كيستون، والذي كان مقرراً له أن ينقل يومياً 830 ألف برميل من نفط الرمال القطرانية «أكثر أنواع الوقود الأحفوري قذارة» من كندا إلى خليج المكسيك لتتم إعادة تكريره وتصديره، ألغي بأمر تنفيذي وقعه الرئيس جو بايدن لينهي ملحمة طويلة من الصراع مع مشروع شركات الوقود الأحفوري بما بات رمزاً لتغيّر المناخ.

بقلم نيك كونينغهام
ترجمة وإعداد: قاسيون

صرحت مادونا هوك من «مشروع قانون الشعب» لناشطي البيئة بأنّه: «يمكننا فقط تحقيق هكذا انتصارات من خلال الاتحاد معاً. كما يبدو بأنّ الإدارة الجديدة تستمع لمخاوفنا بشأن القضايا المناخية والعدالة للسكان الأصليين». لكن هل حقاً يمكن تحقيق الانتصارات بالاعتماد على الإدارة الجديدة؟

يمثّل إلغاء الخطوط ذروة انتصار حركة ناشطي البيئة، الحركة «المتغيرة» التي باتت قوة لا يستهان بها في السياسة الأمريكية، والذين اتحدوا في الصراع ضدّ كيستون مع ناشطي حقوق السكان الأصليين. الأمر الذي فتح ثغرة في «انعزالية» نشطاء البيئة حول العالم، وأظهر بأنّ القضايا معقدة ويجب على الجميع التكاتف لحلها. وكما قال دالاس غولدتوث منظم شبكة البيئة الأصلية: «لطالما كان الأمر تحدياً بالنسبة للحلفاء أن يفهموا القيمة الاستراتيجية لإطار حقوق السكان الأصليين».

رغم أنّ هزيمة خطّ أنابيب كيستون نصرٌ ذو أهميّة تاريخية، يجب على العاقل أن يسأل نفسه حول المسارات الأخرى لنفط الرمل القطراني. لقد حوّلت شركات النفط منذ زمن نشاطها إلى خطوط أنابيب بديلة، منها إيندبريدجز في مينيسوتا، وترانس ماونتن من ألبرتا إلى بريتش كولومبيا.

في حقيقة الأمر، قد يكون إلغاء خطّ أنابيب كيستون من الأخبار السارة لشركات النفط، حيث دفع الصراع عليه الحكومتين الفدراليتين الكندية والأمريكية لاعتبار إيجاد مشاريع بديلة أمراً طارئاً لضمان استمرار تدفق نفط الرمل.

ستقوم الشركة المنشئة لخطّ كيستون اليوم غالباً ببيع ما بني منه كخردة كانت قيمتها 1.1 مليار دولار في 2019، وستقدم للحصول على تعويضات من حكومة الولايات المتحدة. وفي مجال القطّاع علّق البروفسور وارنر أنتويلر من جامعة بريتش كولومبيا: «بفضل وجود خطّ لاين-3 وترانس ماونتن، فإنّ لدى ألبرتا الاستطاعة الكافية للحصول على سوقها الخاص بنقل النفط».

الانتصار على خطّ أنابيب كيستون أمرٌ جيّد، لكنّه لا يكفي بمفرده، وإلا سيكون بمثابة نعمة لخطّ أنابيب آخر. فقد بدأ مشروع توسيع خطّ أنابيب ترانس ماونتن ليكون هو البديل، والقرار التنفيذي الخاص بخطّ أنابيب كيستون لا ينسحب عليه.

في 2016 قادت حملة قبائل السكان الأصليين صراعاً ضدّ خطّ أنابيب داكوتا. والصراع ضدّ خطّ كيستون بدأ من قبيلة «دين» التي تعيش بالقرب من عمليات النفط القطراني السام. واليوم بدأت تتشكّل حملات مشابهة من السكان الأصليين ضدّ خطوط لاين-3 وتوسيع ترانس ماونتن، وكوستال غازلينك.

يشكّل كل هذا جذوراً مناسبة لإطلاق حملة واسعة عابرة للأطياف والجغرافيا، فمن دون هكذا حراك سيتحول إلغاء خطّ كيستون إلى مجرّد حدثٍ إعلامي يستخدمه السياسيون لتلميع صورهم، بينما لا قيمة له في حماية البيئة والسكان الأصليين.

 

المصدر:

https://www.desmogblog.com/2021/01/20/keystone-xl-pipeline-canceled-biden-future-fossil-fuels

 

آخر تعديل على الإثنين, 25 كانون2/يناير 2021 12:52