العنف الانتخابي المحتمل على عتبة اليوم الانتخابي الأمريكي
يُتوقع أن يشهد اليوم 3 تشرين الثاني 2020 انتخابات «تاريخية» في الولايات المتحدة، ولعل الأيام القليلة السابقة تشير إلى ذلك. وربما كلمة السر في المسألة هي انعكاس المشهد العالمي العام بما يكتنفه من تغيير يشهده النظام العالمي، أكثر من أي وقت مضى على المستوى الداخلي الأمريكي.
في التاريخ الحديث للانتخابات الرئاسية الأمريكية، لم يكن هناك أي شيء قريب مما يجري حالياً فيما يتعلق بالحدة والاستقطاب والانقسام بين الأمريكيين. وينعكس ذلك في الاستقطاب الحاد في الخطاب لمرشحي الحزبين المسيطرين على المشهد السياسي في الولايات المتحدة، وصولاً إلى التهديد العلني من ترامب بالويل والثبور في حال خسر الانتخابات. وقد نجح الخطاب، الذي وصل أحياناً إلى مستوى الخطاب التحريضي المباشر، في تقسيم وتشتيت انتباه غالبية الأمريكيين عن القضايا المهمة، لكن الأهم من ذلك أنه زاد الانقسام إلى درجة يمكنها أن تؤجج العنف الذي لا يستطيع أحد توقعه. الأمر الذي ينسجم مع كون الولايات المتحدة تتصدر العالم في عدد المدنيين الذين يمتلكون أسلحة نارية (125 سلاح ناري لكل 100 مدني).
توقع حدوث أعمال عنف مرتفع للغاية بناءً على ما يلي على الأقل:
- قبل يوم الانتخابات، استخدم ما يقرب من 100 مليون أمريكي التصويت المبكر للإدلاء بأصواتهم، وهذا أمر مهم مقارنة بانتخابات 2016 حيث كان هذا العدد حوالي 47 مليون وكان العدد الإجمالي للأصوات يقترب من 139 مليون. في حين أن هذا الرقم يشير إلى حدة التوتر المحيط بهذه الانتخابات مع توقع أن تكون المجاميع من أعلى المعدلات في التاريخ الحديث، يتوقع البعض أن أحد أسباب لجوء بعض الأشخاص إلى التصويت المبكر هو تجنب التواجد في مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات نتيجة الخوف من اندلاع أعمال عنف بين أنصار ترامب وبايدن.
- في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بدأت المتاجر ومباني الشركات وحتى بعض المباني السكنية قبل أيام قليلة من يوم الانتخابات بتحصين زجاجها بواجهات خشبية تحسباً للعنف في يوم الانتخابات وبعده.
- في اليوم السابق ليوم الانتخابات، تم نصب سياج غير قابل للتسلق في جميع أنحاء محيط البيت الأبيض لصد أي محتجين، بالإضافة إلى وجود قوات الحرس الوطني في حالة تأهب في واشنطن، وعلى استعداد للانتشار لتأمين المنطقة، إذا لزم الأمر.
في الوقت الذي وصل فيه الخلاف داخل الولايات المتحدة إلى مستويات غير مسبوقة، فإن العنف لا يمكن إلا أن يعمق هذا الصدع ويؤدي إلى مزيد من الاشتباكات ليس فقط بين المدنيين الأمريكيين أنفسهم، ولكن أيضاً بين جهاز الدولة والناس، وستكون تلك ذريعة مثالية لإضفاء الشرعية على الانتهاك الصارخ لخصوصية المواطنين وحقوقهم، بما في ذلك ما يبدو أنه بدايات لموجة جديدة من المكارثية... وربما أبعد من ذلك.. إرهاصات حرب أهلية!