على ذمة قرقاش!
يستمر التراشق الإعلامي بين أطراف الأزمة الخليجية، ويتدفق سيل اتهامات متبادلة عن مسؤولية كل طرف في هذه القضية أو تلك، ومنها ملف الأزمة السورية، وفي هذا السياق، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن جهات كثيرة في الغرب تعتبر المعارضة السورية مفلسة، وربط ذلك بأنشطة هدامة لقطر و«دولة أخرى».
وأضاف قرقاش خلال حديثه في مؤسسة تشاتام هاوس بالعاصمة البريطانية، ( إن الإمارات حذرت «خلال مختلف الحوارات» من أن ما تقوم به قطر و«دولة أخرى» في سوريا، يعد أمراً هداماً بالنسبة للمعارضة)
و حمّل المسؤول الاماراتي تحول المعارضة نحو التطرف إلى (جهود دؤوبة بذلها القطريون والأتراك لضمان سيطرة الإخوان المسلمين على المعارضة).
وتابع قائلاً: (أنه عندما لم تأت هذه الجهود بالنتيجة المرجوة، رأينا دورا كبيرا للقطريين في دفع المعارضة نحو التطرف).
وأكد قرقاش: (أنه تم توثيق كل ذلك، فيما كانت الدوحة تبرر موقفها آنذاك بكون مقاتلي تنظيم «جبهة النصرة» الأفضل على ميدان القتال، وباستحالة تحقيق الانتصار، إلا عبر هؤلاء المقاتلين المتطرفين، ودعت إلى التعامل مع الطابع المتطرف لهذه القوات ونزعاتها الجهادية في وقت لاحق)
بغض النظر عن الاتفاق، والاختلاف مع الدبلوماسي الإمارتي، فهو لم يأتِ بجديد، وكل ما في الأمر أنه يؤكد المؤكد، وإن كان مؤكداً مجتزأ، لأن دور دولته، وحليفته السعودية لم يكن أفضل من دور قطر الذي يتحدث عنه قرقاش، ولكن من جانب آخر، فإن اعترافه على غاية من الأهمية، إذ يرسخ ويؤكد حقيقة انقسام منظومة الرعاية الإقليمية، التي تتحمل مسؤولية كبرى عن الوضع في سورية، ويشير إلى تنصل قسم من هذه المنظومة من مسؤوليتها، وأن قسماً من «المعارضة السورية»، محكوم بالذهاب إلى دار الأيتام، بعد أن بات الراعي – الأب - عاجزاً عن أداء دوره، مما يعني أن الظرف بات أفضل للبرنامج البديل، أي برنامج الحل السياسي، ويؤكد أيضاً، وللمرة الألف بؤس تلك القوى التي تراهن على التدخل الخارجي.