على المؤمن أن يقول خيراً أو يصمت!
دأبت قناة الميادين على التشويش على مفاوضات الحل السياسي في سياق مواكبتها لهذا الحدث الذي تنتظره أغلبية السوريين في الموالاة والمعارضة بفارغ الصبر، بعد أن أنهكتهم الأزمة قتلاً وإرهاباً وتشريداً واعتقالاً واختطافاً.
وفي هذا السياق، نشرت هذه الفضائية، يوم الخميس 13 تموز، تقريراً إخبارياً جاء فيه: «في آخر تطورات الحوار السوري... تختتم غداً الجمعة جولة جنيف 7 من دون إحراز أي تقدم، بعد فشل مساعي توحيد وفود منصات المعارضة في وفد واحد تمهيداً للحوار المباشر في الجولة المقبلة...»، وينهي المذيع التقرير، بكل ما أوتي من فصاحة وبلاغة، قائلاً: «الأوساط الأممية أصيبت بخيبة أمل من هذه الجولة، وأوساط المشاركين من الوفود المختلفة تقول صراحة أن جنيف 7 كانت مضيعة للوقت...».
وبالتدقيق في الخبر نجد أنه يجانب الصواب من ألفه إلى يائه، فالتوافق بين منصات المعارضة، رغم اختلاف برامجها لم يكن أحسن حالاً مما هو عليه اليوم، والمناخ الدولي لم يكن مهيأً كما هو الآن، والسلال الأربع أصبحت على طاولة التفاوض، أما من هي الأصوات الأممية المصابة بخيبة أمل؟ ومن الذي قال أن المفاوضات كانت مضيعة للوقت؟ فتلك أحجية «الميادين» إلى مشاهديها، ولغز ربما يفسِّر النوايا، وستفسره أيضاً - وعلى طريقتها- الجولة القريبة القادمة كما نظن، وكما قالت «المصادر الأممية» خاصتنا... ناهيك عن أن المناخ السياسي قد أنهى تماماً: زمن الحسم والإسقاط، والشروط المسبقة، واحتكار تمثيل المعارضة، وفتح الباب عريضاً أمام الحل السياسي.
وإذا كان مفهوماً أن تصدر مثل هذه الفبركات من وسائل إعلام البترودولار، كالعربية والجزيرة، فهي أصلاً جزءاً من منظومة تسعى إلى تدمير سورية، أما أن تكون الميادين مبشرة باستمرار الحرب من حيث تدري أو لا تدري، فذلك والله يستدعي وضع أكثر من إشارة استفهام!!! فلا هو أمر جائز بالمعنى المهني، ولا هو صحيح بالمعنى السياسي... و«رحم الله امرئ قال خيراً فغنم، أو سكت فسلم».