بيان 11 شباط... يا سامعين الصوت!
لا تزال أوساط في وفد الرياض تصر على أنّ بيان "الهيئة العليا للمفاوضات" الموقع بتاريخ 11 شباط 2017، هو الأساس الذي ينبغي فرضه على المنصات الأخرى لتشكيل الوفد الواحد للمعارضة السورية الذي سيفاوض الوفد الحكومي على أساس 2254... ولكن ما الذي يحتويه بيان الهيئة في 11 شباط؟
1-لا يذكر البيان، القرار 2254، بشكل واضح ضمن مرجعيات الحل، ولدى ذكره فإنّه يذكر مواداً بعينها محولاً إياها إلى شروط مسبقة على التفاوض؛ ما لم تنفذ، فليس هنالك تفاوض.
2-لا يشير إلى داعش والنصرة صراحة كتنظيمين إرهابيين.
3-في فقرته السابعة يقول البيان حرفياً: "يؤكد المجتمعون على أنه لا دور على الإطلاق لبشار الأسد وزمرته في مستقبل سورية، وتنبغي محاكمتهم". أي أنّه يقول للنظام: "تعالوا نفاوضكم لكي تسلمونا السلطة"، وبذلك فإنّه يعطّل عملية التفاوض من أساسها عبر تقديمه الذرائع الكافية لعدم الدخول في تفاوض جدي، بمخالفته الصريحة والعلنية للقرار 2254 ولبيان جنيف حزيران 2012، اللذين لا يأتيان على ذكر شخص بعينه، بل ويطالبان بأن تدار المرحلة الانتقالية "بالتراضي والتوافق".
4-يتضمن الفرمان أيضاً، أمراً سلطانياً بتعيين ممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة ضمن وفد الهيئة، دون أي تشاور مع المعنيين ودون أي رجوع لهم، بما يخالف القرار 2254 الذي وضع المنصات جميعها على قدم المساواة، وهو ما يشير إلى تمتع (أو معاناة) قسم من سياسيّ وفد الرياض بذهنية "الحزب القائد" نفسها التي لدى النظام...
باختصار: فإنّ بيان 11 شباط ليس أساساً لتشكيل وفد واحد للمفاوضات، بل أساس لنسفها، بما يعني تعطيل الذهاب نحو عملية التغيير الجذري الشامل، وبما يعني استمرار وجود الإرهاب وخطره، واستمرار الكارثة الإنسانية...