«أول الرقص».. مبادرة دي ميستورا!
مع التأكيد على وجوب حماية دماء المدنيين السوريين أينما كانوا، وعدم استخدامهم في أي بازار سياسي، من أي طرف كان، ولاسيما من «أصحاب المحافل الدولية»، إلا أن الذي اتضح يوم 6 تشرين الأول هو صحوة دي مستورا المتأخرة، وقلبه الطيب الذي لم يتحمل ما يجري لعناصر جبهة النصرة في الأحياء الشرقية من حلب، فقدم مبادرة أعلن من خلالها أنه مستعد شخصياً لمرافقتهم في خروجهم من حلب، محاولاً أن يرمي الكرة في الملعب الروسي، ويدعو موسكو الى إيقاف القصف الجوي، ولكن الدبلوماسية الروسية عاجلته بالتأييد والموافقة.
أما لماذا لم تتحرك نخوة دي مستورا قبل استئناف العمليات الجوية، وفي أثناء الإلحاح الروسي على ضرورة فرز المسلحين، وخلال عجز/ ممانعة الأمريكيين لذلك، والتملص الأمريكي من اتفاق الهدنة الخاص بسورية مع موسكو؟ ومن أوعز له بإطلاق المبادرة، ومن أين استمد هذه «المونة» على مسلحي جبهة النصرة، فالعلم عند «السوخوي»، على الأرجح.
على كل حال، تنطوي مبادرة المبعوث الدولي، على أحد معنيين:
-إما أنها أول الرقص، الذي ستتبعه حنجلة التراجعات الجديدة التي ستضطر واشنطن وحلفها لتقديمها بعد الحزم الروسي في ضرب الإرهاب، والإصرار على تنفيذ القرارت الدولية المتعلقة بالحل السياسي.
-أو هي خطوة نحو المزيد من التصدع في الإدارة الأمريكية، حيث من المرجح أن البعض من هذه الادارة، يبحث عمن يضع لها السلم للنزول من شجرة التملص من اتفاق الهدنة، فجاءت المبادرة الميمونة التي هي ترجمة متأخرة لفكرة فرز المسلحين روسية الأصل والمنشأ، الأمر الذي يعني رد فعل من أنصار استمرار الحرب في الادارة، وبالتالي المزيد من الإرباك في الصف الأمريكي.