«الحاخام»  و«الجهادي» و «المقاوم»

«الحاخام» و«الجهادي» و «المقاوم»

بالتوازي مع الحملة الإعلامية ضد روسيا في كل وسائل إعلام  «محور الإرهاب الدولي» بدءاً من bbc  و cnn  و مروراً بمشتقاتهما من إعلام البترودولار، وانتهاء بالفضائية المسخ «أورينت».

طالعنا الإعلامي اللبناني الفرنسي، سامي كليب، في صحيفة السفير 08-08-2016 بمقالة عنونها بـ«يهودية بوتين، هل تنفع العرب وسورية؟»

وللدلالة على «يهودية» بوتين، وتحذير «محور المقاومة» من ذلك، يقول كليب: «تقول إحدى الروايات إن بوتين كان وهو صغير السن يسكن مع عائلته المتواضعة الحال بجوار عائلة يهودية. هناك تآلف مع التقاليد والديانة اليهودية ويعود الفضل في ذلك إلى رب العائلة المجاورة الذي كان يساعده في الدراسة»

سامي كليب، الإعلامي المحترف، الذي اعتاد أن يذكر الوقائع والتواريخ والأسماء في مقالاته وبرامجه، يتجاهل هنا مصدر «الرواية»، وبشيء من البحث نجد أن دسيسة صاحب «لعبة الأمم»، ملطوشة من تقرير عن موقع «اسرائيلي»، على لسان حاخام يهودي، نشره وروّج له، وعممه، في الأوساط الدينية الإسلامية، موقع جهادي سعودي «مفكرة الإسلام» ضمن محاولة شيطنة روسيا، الجارية على قدم وساق في الشرق والغرب.

لسنا في وارد الدفاع عن بوتين، ولا يهم إن كانت الرواية التي يشترك في ترويجها ثلاثي «الحاخام، والجهادي التكفيري، و المحسوب على المقاومة» صحيحة أم لا، ليس هذا بيت القصيد، بل ربما يكون تبسيطاً للموضوع عندما نقف عند هذه الجزئية، ولكن أوردناها للدلالة على سلوك الكاتب- المفلس، وبؤس قرائنه رغم كل ما يتمتع به من حذلقة في الكلام، وقدرته على قول الشيء ونقيضه في تدبيج مقالات تحت الطلب، وإلا ماذا يمكن أن نسمي مثل هذا العرض البائس لتقييم دور روسيا الدولي، وخصوصاً بعد أن باتت الوقائع المتعلقة بهذا الدور كافية لإسكات الجميع؟ ولماذا يحاول السيد كليب «تعميد» بوتين يهودياً هذه الأيام بالذات، هل لذلك علاقة بالإصرار الروسي على استئناف قريب لمفاوضات الحل السياسي في سورية؟ ..مجرد سؤال لا أكثر، وبعض الأسئلة تتضمن إجابات!