«تنزيلات كبرى» على مختلف البضائع الأمريكية!
تبدو مفاجئة للبعض التصريحات الأمريكية حول الآجال التي ضمنها سيجري إنهاء وجود «داعش»، فالمسؤولون الأمريكيون الذين قالوا أواخر حزيران الماضي أنهم يأملون الانتهاء من داعش قبل صيف 2017، هم أنفسهم من قالوا قبل ذلك بأن عمر داعش المتبقي هو 30 عاماً، ثم أجروا تنزيلات (SALE) على ذلك العمر ليغدو 10 سنوات، وبعدها 3 سنوات، وصولاً إلى الحديث عن أشهر قليلة.. فما الذي يجري؟
إنّ العودة إلى تاريخ «التنزيلات» التي أجرتها واشنطن على عمر داعش المفترض( الذي لا يعني مطلقاً، الوقت الحقيقي اللازم لإنهاء هذه الظاهرة، بل يعني تحديداً المدة الزمنية التي لا مشكلة لدى الأمريكان في إبقاء داعش خلالها للاستثمار بها).. إنّ العودة إلى تاريخ التنزيلات، يحيلنا إلى تزامنها مع دخول روسيا المباشر على خط محاربة الإرهاب في الشهر التاسع من العام الماضي.. منذ تلك اللحظة ولاحقاً بدأت التخفيضات بالتوالي والتسارع.
إنّ هذه العملية تعني ضمناً، أن واشنطن وتحت واقع انكشاف حقيقة «المارد الداعشي» قزماً في تدمر وغيرها، تحت الضربات الجدية الروسية، باتت مضطرة لتغيير لهجتها وخطابها المتعلق بما يسمى «الدولة الاسلامية».. وليس خطابها فحسب، بل وخططها العملية والعملانية حتى..
رغم ذلك، فإنّ الطريقة التي تخوض بها واشنطن «الحرب على الإرهاب»، وما يرشح من معلومات ووقائع حول معارك منبج وغيرها، يشير وضوحاً إلى أنّ الأميركان لا خاطر لهم البتة في تسريع القضاء على داعش، وكل خطوة يسيرون بها إلى الأمام بهذا الاتجاه إنما يكونون مدفوعين إليها دفعاً وبحكم الضغط والتقدم الروسي.. حتى لقد بات الحديث عن العام القادم موعداً لنهاية داعش موضع شك.. لا لناحية طول الأمد أكثر من ذلك، بل على العكس تماماً.. فسياق الأمور يقود التفكير إلى القول بأن لدى واشنطن «تنزيلات» إضافية تقدمها على مختلف البضائع التي كانت مساهماً أساسياً وشبه احتكاري في انتاجها طوال نصف القرن الماضي، من الناتو إلى الاتحاد الأوروبي إلى منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد والصندوق الدولي، وصولاً إلى القاعدة وداعش وأشباههما..