«الوقائع الغريبة» ليوم الأحد 17 نيسان 2016!

«الوقائع الغريبة» ليوم الأحد 17 نيسان 2016!

اشتمل يوم الأحد 17 نيسان الماضي، على جملة من الوقائع والأحداث السياسية التي لم يكن من الممكن استيعاب أبعادها كاملة لحظة وقوعها، ولكن تجميعها إلى جانب بعضها بعضاً، وبعد فترة من حدوثها، يسمح ببناء حكاية ربما تزداد حبكتها متانة مع الأيام..

بداية، سنذكر أهم وقائع 17 نيسان الماضي:

1- رئيس حكومة كيان الاحتلال الصهيوني، يعقد اجتماع حكومته في الجولان السوري المحتل، ويعلن من هناك أنّ الجولان السوري جزء من «إسرائيل إلى الأبد».

2- مفاوضات السلام اليمنية المزمع عقدها في اليوم التالي، 18 نيسان، في الكويت، يجري تأجيلها.

3- اجتماع الدوحة النفطي، الذي كان مخططاً له أن يؤدي إلى توافق على تجميد إنتاج النفط، بمعنى تحديد كم الانتاج الأقصى، وبما يفضي إلى إنهاء تدريجي لما بات يعرف بحرب النفط، يفشل ولا يصل إلى أية نتائج.

4- قائد «جيش الإسلام»، و«كبير مفاوضي» الرياض، محمد علوش، يدعو عبر حسابه على تويتر إلى إنهاء الهدنة.. في تغريدة حربجية، ما قبل تاريخية: «(..) اضربوا فوق الأعناق، واضربوا منهم كل بنان»، وهي التغريدة التي استكملت في اليوم التالي بإطلاق معركة «رد المظالم»، وفي تاليه بتعليق قسم من وفد الرياض مشاركته في مفاوضات جنيف3، ومن ثم انسحابه منها.

5- حلب تشهد أعنف المعارك منذ بدء سريان الهدنة في 27/شباط، ويقع ضحية تلك المعارك 22 مدنياً. شهدت أيام أخرى، تلت 17 نيسان، معارك أعنف من تلك التي جرت يوم الأحد 17 نيسان، لكن يوم الأحد شكل انعطافة في عنف المعارك مقارنة بما سبقه.

إنّ المشترك بين الوقائع المذكورة هو أنها جميعها ذات طابع تصعيدي، وجميعها تعاكس الميل الدولي العام باتجاه تثبيت وتنفيذ مسارات الحلول السياسية، بما يدعو للافتراض بأن هذه الأحداث ورغم امتدادها على خارطة واسعة جداً، إلّا أنها ربما تقاد من مركز دولي واحد!

ما نعتقده هو أن المركز الفاشي الدولي، ومن خلال مجمل هذه التصعيدات، إنما أصدر أمر عمليات واضحاً بشن هجوم واسع النطاق يستهدف تأريض التوافق الدولي، الروسي- الأمريكي الذي يؤسس لحلحة جملة من المشكلات والأزمات في منطقتنا وفي مناطق آخرى من العالم استناداً للتوازن الدولي الجديد.

بكل الأحوال، فإنّ الهجوم الفاشي جرى تأريضه خلال أيام قليلة تلته، فالمفاوضات السورية استمرت وكذلك اليمنية، وحكومة الاحتلال تلقت هجوماً دولياً عاصفاً على تصريحاتها، والهدنة في سورية تلقت دعماً وضغطاً كبيراً باتجاه إعادة تثبيتها..

ربما سيذكر التاريخ لاحقاً يوم الأحد، 17 نيسان 2016، بوصفه يوماً شهد واحدة من آخر محاولات الفاشية الدولية الجديدة بالتصعيد.. المؤسف أنّ من يتابع الأحداث بدقة يعلم أن احتمال تكرار «الأحد الأسود» هذا، لا يزال قائماً.. ولكنه يعلم أيضاً أنّ كل محاولة لاحقة، ومهما بلغت مستويات تصعيدها، ستكون أكثر بؤساً وضعفاً في نتائجها من المحاولة السابقة..