انتهاء اليوم الثالث من مشاورات موسكو حول سوريا

انتهاء اليوم الثالث من مشاورات موسكو حول سوريا

انتهى الأربعاء 8 أبريل/ نيسان اليوم الثالث من لقاء "موسكو -2" التشاوري السوري - السوري، من دون التوصل لورقة عمل مشتركة.

وقدم الوفد الحكومي السوري خلال اليوم الثالث من اللقاء مقترحاته لتسوية الوضع الداخلي السوري، وانتهى اليوم من دون التوصل إلى اتفاق. أفاد بذلك في حديث مع وكالة "تاس" الروسية ممثل ائتلاف قوى التغيير السلمي فاتح جاموس.

وقال جاموس "قمنا بطرح ورقتنا والوفد الحكومي أيضا عرض ورقته وأصبح ذلك أساسا للنقاش، والعمل سيستكمل غدا".

من جانبه أكد نائب رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي" خالد عيسى عدم التوصل بعد إلى أية اتفاقات. وقال "سنواصل الحوار غدا".

هذا وقال فخر زيدان ممثل المنبر الديمقراطي السوري إن المشاركين في اجتماعات الأربعاء ناقشوا جميع القضايا المتعلقة بالوضع السياسي في سوريا والملفات الإنسانية ومسألة السجناء.

وفي حديث لوكالة "تاس" أعرب زيدان عن استعداد ممثلي المعارضة لعمل ما في وسعهم للتوصل إلى اتفاق غدا الخميس، لكنه أشار إلى أن الخلافات لا تزال قائمة.

من جانبه عبر عضو اللجنة التنفيذية لهيئة التنسيق الوطنية عبد المجيد حمو للوكالة نفسها عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع الوفد الحكومي. وأضاف في حديث لـ"تاس" أن هناك تقدما في مشاورات المعارضة مع ممثلي دمشق لكنه أشار إلى أنه كان اليوم الأول من المشاورات مع الوفد الحكومي.

 

من جهتها اعتبرت لمى الأتاسي، سكرتيرة "الجبهة السورية" أن إجراء جولات قادمة من المشاورات مرتبط بنجاح لقاءات موسكو الجارية.

وقالت الأتاسي للوكالة نفسها إن الأهم من كل شيء أن تجد الاتفاقات القادمة تطبيقاتها على الصعيد العملي وأن تكون هناك إجراءات ثقة بين السلطة والمجتمع.

هذا ولفتت الأتاسي إلى أن حقل النقاش لا يزال واسعا بين الطرفين رغم حصول تقارب في المواقف حول بعض المسائل.

 

 

من طرفه أعرب الوفد الحكومي عن ارتياحه من نتائج لقائه مع ممثلي المعارضة.

وفي تصريح أدلى به لوكالة "إنترفاكس" وصف السفير السوري في موسكو رياض حداد اللقاء بالواعد والمثمر، معربا عن اعتقاده بأن تسفر مواصلة المناقشات يوم الخميس عن نتائج إيجابية.

هذا وقد انطلقت أعمال اليوم الثالث من المشاورات صباح الأربعاء بعد انضمام فريق الحكومة السورية إليها.

وطرح المنسق الروسي جدول أعمال تضمن تقييم الوضع في سوريا وتوحيد القوة ضد الإرهاب بالإضافة إلى مناقشة إجراءات لبناء الثقة بين الطرفين والبحث في العملية السياسية بحسب مقترحات جنيف - 1.

 وكان السفير السوري في موسكو، رياض حداد قد أوضح في وقت سابق أن تشكيلة الوفد الحكومي ستكون ذاتها، كما كان الحال عليه في لقاء موسكو التشاوري الأول، مشيرا إلى أن مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري سيرأس وفد الحكومة.

 

وكان ممثلو المعارضة السورية المشاركون في الاجتماعات التشاورية قد بلوروا الثلاثاء وثيقة مشتركة لطرحها على الوفد الحكومي.

وأعلن سمير العيطة الذي يمثل "المنتدى الديمقراطي" المعارض في المشاورات أن الوثيقة المتفق عليها تحتوي على عناصر مختلفة، منها قضايا سياسية وإنسانية.

وفي تصريح صحفي الثلاثاء 7 أبريل/نيسان أشار العيطة إلى أن بلورة الوثيقة تعتبر "تقدما كبيرا"، مضيفا أن المعارضة تنتظر من لقائها مع الوفد الحكومي وضع آلية لتنفيذ الالتزامات التي أخذها الطرفان على كاهلهما أثناء الجولة الأولى من مشاورات موسكو، إضافة إلى التزامات جديدة محتملة قد تسفر عنها الجولة الراهنة.

من جانبه قال عارف دليلة، نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة إن تسوية الجوانب السياسية من الأزمة السورية تتطلب عقد مؤتمر "جنيف 3".

واعتبر دليلة أن الأهم في المرحلة الحالية هو وقف الصراع المسلح ومحاولة إعادة البلاد إلى حياتها الطبيعية، والإفراج عن سجناء وضمان أمن المواطنين ، مشيرا إلى أهمية ذلك لبناء نظام ديمقراطي جديد ودولة القانون.

وذكر دليلة أن اجتماع اليوم لم يتطرق إلى مسائل سياسية، مشيرا إلى أن مشاورات موسكو ليست مؤتمرا تشارك فيها المعارضة بجميع فصائلها من جهة والحكومة السورية من جهة أخرى، بل تعتبر منتدى يحضره عدد من ممثلي المعارضة.

وأوضح أنه على الرغم من أن الكثير من الموضوعات التي تتم مناقشتها سياسية في أصلها، إلا أن ذلك لا يعني نية المشاركين الانشغال بالقضايا السياسية، لأن اتخاذ قرارات سياسية يستدعي عقد مؤتمر "جنيف 3" على حد قوله.

أعلنت الأمينة العامة المساعدة لحزب الشباب الوطني السوري، سهير سرميني، أنه تم الاثنين خلال لقاء "موسكو -2" التشاوري السوري - السوري، طرح جدول الأعمال المقترح من قبل المنسق الروسي فيتالي نعومكين وبناء على ذلك جرى تعديل جدي على صياغة البنود الأولية.

وقالت سرميني: "خلال الجلسات التشاورية، في مبنى الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية، يوم الاثنين، كانت الأجواء إيجابية، لكن الأهم أننا نريد نتائج وهي أن نخرج ببنود أو ورقة معينة"، مشيرة إلى أنه تم تشكيل لجنة ستناقش الورقة مع وفد الحكومة السورية يوم الأربعاء القادم.

وأشارت سرميني إلى وجود اختلاف بسيط بين بعض المشاركين في العملية السياسية بناء على "جنيف 1".

وقال المتحدث باسم الأمانة العامة للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة ترحب باللقاء التشاوري في موسكو في إطار ترحيبها "بكل جهود ترمي إلى إعادة إطلاق الحوار السياسي" في سوريا، وهذا ما يفسر تمثيل الأمم المتحدة في هذه المحادثات.

وأوضح دوجاريك قائلا إن "ممثل مكتب ستيفان دي ميستورا (المبعوث الدولي الخاص بشأن سوريا) يحضر محادثات موسكو".

وكانت وفود المعارضة السورية استأنفت الثلاثاء اجتماعاتها في إطار المنتدى التشاوري الثاني الذي تستضيفه موسكو للخروج بورقة عمل موحدة، قبل لقائها الوفد الحكومي الأربعاء 8 أبريل/نيسان.

وتجرى المشاورات، بإشراف رئيس معهد الاستشراق الروسي فيتالي نعومكين، خلف أبواب مغلقة، بعيدا عن وسائل الإعلام.

وكان الاجتماع التشاوري الأول الذي عقد في يناير/ كانون الثاني الماضي انتهى بإقرار بيان ناشد من خلاله المجتمع الدولي تكثيف وتسريع وتيرة المساعدات الإنسانية للشعب السوري، كما دعا لرفع العقوبات، وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وطالب مجلس الأمن بتنفيذ قراراته رقم 2170 و2178 الخاصة بتجفيف منابع الإرهاب.

ودعا البيان أيضا إلى الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وضرورة التصدي للإرهاب وعدم السماح بالتدخل الخارجي والحفاظ على مؤسسات الدولة، لكن عددا من شخصيات وفد المعارضة تحفظت على بعض بنود البيان.