معارضون سوريون – مقابلات
أكد مازن مغربية العضو المشارك في اللقاء السوري السوري التشاوري التمهيدي في موسكو أن نقاش اليومين الماضيين بين ممثلي قوى المعارضة والمجتمع المدني كان مثمرا وجرى في جو إيجابي على عكس ما أشيع بالأمس عن وجود خلافات شديدة واختلاف في وجهات النظر.
وقال مغربية في لقاء مع مراسل /سانا/ في موسكو اليوم إنه من الطبيعي على اعتباراننا لسنا من حزب واحد ولسنا تكتلا واحدا فبالتالي بعض الاختلاف في وجهات النظر هو حق كل طرف ولكن النقطة الهامة إننا توصلنا لإعداد ورقة لتكون مسودة لما سنطرحه اليوم على ممثلي الوفد الرسمي للحكومة.
وأشار مغربية إلى أن أهم النقاط التي ستطرح هي مسألة استحالة الحسم وضرورة عقد جنيف3 والاتفاق على تفسير مبادئ جنيف1 لأن كل واحد يفسرها على هواه وضرورة إجراء الحل السياسي كما سنطالب باتخاذ بعض إجراءات حسن النية كمنع تنفيذ عمليات عسكرية في المناطق المدنية بالإضافة إلى المطالبة بوصول المساعدات الإنسانية إلى كافة الأراضي السورية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ليقتنع الجميع بأنه لا سبيل للحسم بالسلاح وأن محاربة الإرهاب يجب أن تجري بالتزامن مع الحل السياسي.
وفي مقابلة مماثلة اعتبر الدكتور سلمان يوسف العضو المشارك في حوار موسكو أن روسيا مرشحة ذاتيا وموضوعيا لأن تكون طرفا وسيطا يلعب دورا إيجابيا في دفع العملية السياسية قدما للأمام وهذا ما انعكس على لقاءاتنا ونقاشاتنا إيجابا لأننا وجدنا في موسكو مكانا مناسبا وجديا بعيدا عن أي تدخلات على الإطلاق من الجانب المضيف وهذه مسألة نسجلها للأصدقاء الروس الذين لا يتعدى دورهم الإستضافة فقط.
وأضاف الدكتور يوسف إن في هذا اللقاء محصلة إيجابية يرجى أن تترجم في اليومين القادمين لمزيد من التقدم لأننا كسوريين متفقون على وقف سفك الدم السوري الغالي علينا جميعا.
وأشار إلى أن النقاط الأساسية التي تم التطرق إليها كانت في أن الكل متفق على أن الحل في سورية هو ح سياسي يحققه السوريون بأنفسهم عبر الحوار ولا سبيل آخر من أجل إخراج السوريين من أزمتهم وبالتالي جرى بحث آليات تحقيق ذلك مستفيدين من بيان جنيف الذي وافق عليه الأصدقاء الروس والأمريكيون مع إضافة نقطة هامة جدا وهي أن بيان جنيف1 لم يلحظ مكافحة الإرهاب ونحن أكدنا في لقاءاتنا على أهمية مكافحة الإرهاب في سورية لأن هذا الإرهاب يكتوي بناره شعبنا العربي السوري من أقصاه إلى أقصاه.
وأضاف يوسف إننا طرحنا ملامح عريضة لحل سياسي سنتشاور فيه مع الوفد الحكومي السوري معربا عن اعتقاده بأن خطوة إيجابية ستحقق على طريق طويل في الوصول الى إنهاء الأزمة السورية لأنها مركبة الأبعاد مؤكدا على أن هذا اللقاء كان مثمرا ولربما كان اللقاء الأول المثمر الذي نرجو أن تترتب عليه نتائج لاحقة واستمرار الحوار لاحقا أيضا.
بدوره قال علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية العضو المشارك في لقاء موسكو إنه تم خلال يومين من اللقاء التوصل إلى توافقات كبيرة بين أطراف المعارضة مشيرا إلى وجود بعض التباينات الناعمة بين الأطراف المشاركة ولكن هناك توافق عريض على جملة من المسائل تتعلق سواء بالتغيير الجذري السلمي أو بموضوع محاربة الإرهاب وكذلك إيقاف الكارثة الإنسانية وموضوع أن الحل في سورية هو حل سياسي تفاوضي يجب أن يتم مع النظام في سورية.
وأضاف عرفات أن هناك نقاطا أكثر جزئية متوافق عليها أيضا ولكن كلما دخلنا في الجزئيات يصبح التباعد ظاهرا أكثر وهذا شيئ طبيعي ولكن مستوى التوافقات يسمح لنا بلقاء وفد الحكومة غدا وسيصبح من المجدي طرح موضوع فتح طاولة الحل السياسي مع الحكومة من جديد مشيرا إلى أن جميع هذه المواضيع ستطرح للنقاش مع الوفد الرسمي السوري بالإضافة إلى موضوع التغيير الديمقراطي الشامل وقضايا جزئية صغيرة تتعلق بموضوع بناء الثقة كإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والعمليات القتالية في المناطق المدنية وبعض الملفات العملية المرتبطة بالإعلام والإغاثة وبما يتصل بإيصال المواد الإنسانية إلى المناطق الساخنة.
وأكد أمين حزب الإرادة الشعبية على أن مقاطعة هذا اللقاء لا يفيد في الحقيقة لا البلاد ولا ما يسمى بالإئتلاف لأن هذا الإتلاف منذ أن جرى تأسيسه وقبله المجلس الوطني هما كيانان جرى تحضيرهما لتنفيذ مهمات محددة وإن ما يسمى بالمجلس الوطني كان محضرا لمهمة دعوة التدخل الخارجي العسكري الذي توقف نتيجة الفيتو الروسي الصيني المزدوج لثلاث مرات ثم جرى تأسيس الإئتلاف ككيان للذهاب إلى الحل السياسي على الطريقة الأمريكية ما جعله يتعرض لانخفاض الوزن ولتشققات حصلت فيه وهو لا يدرك حتى الأن أنه واقع في هذه الحالة وكانت أمامه فرصة جدية في موسكو لأن يشارك القوى المعارضة الأخرى لإستعادة المسار في الحل السياسي ولكن العقلية الانفرادية الإقصائية جعلته يبقى كما كان سابقا معربا عن اعتقاده بأن الائتلاف بعد هذا الحدث سيكون في أضعف حالاته التي يعاني منها طيلة فترة وجوده.
من جانبه اعتبر المواطن السوري سمير عيطة العضو المشارك في لقاء موسكو أن مجمل المشاركين في هذا اللقاء واعون لمسألة أن البلد يدمر وأن أمامهم مسؤولية وقف الحرب ولتغيير يمكن أن يعيد بناء سورية من جديد.
وأضاف عيطة أن النقاشات كانت إجمالا جيدة معربا عن رأيه بأن الاتفاقات على النقاط التي ستطرح أمام الوفد الحكومي يجب ألا تصاغ وإنما تطرح كنقاط فقط بناء ليس على جنيف1 ولكن استمرارا لجنيف2 قائلا الأن أصبحت العناوين واضحة ومنهم من يريد صياغتها وبعضهم لا يرغب في ذلك لتبقى عناوين للحوار حتى يقول وفد الحكومة ما الذي يريده.
وأكد أن هناك رؤية مشتركة عما يجب أن يناقش وحتما أن الوضع الميداني ووقف الحرب وإغاثة المواطنين وإطلاق سراح المعتقلين وتعريف الإرهاب وغيرها من المواضيع الأخرى ستكون محلا للنقاش مشيرا إلى أنه لام الذين ذهبوا إلى جنيف لأنهم رفضوا مناقشة ملف الإرهاب والحفاظ على السيادة الوطنية لذلك يجب البناء على ورقتي جنيف بما يخص هذين الموضوعين.
وحول مقاطعة البعض للقاء موسكو اعتبره عيطة في جزء منه بمثابة اختلاف في الآراء السياسية وفي أجزاء أخرى صراعات على المقاعد ولكن ما خلق عدم الرغبة في المشاركة أن بعض الجهات كانت تريد أن تذهب بجملتها إلى اللقاء وليس شخص أو شخصان فقط ولا أحد يريد أن يترك مقعده شاغرا.
من جانبه قال أخيقار رشيد عيسى (تجمع شباب سورية الأم) العضو المشارك في لقاء موسكو لقد انهينا اليوم الثاني من اللقاء التشاوري في موسكو بين كل أطياف المعارضة السورية الحاضرين لهذا اللقاء وكان يجب على كل أطراف المعارضة أن يلبوا هذه الدعوة الروسية.
وأوضح عيسى إن حضور هذا اللقاء كان ضروريا لأننا نشاهد النقاط الإيجابية الكثيرة فيه حول كل الأمور ولابد من خلافات ناعمة جدا تصل لمستويات شخصية أحيانا في حين توصلنا لنقاط مشتركة أساسية عديدة يمكن طرحها على الجانب الرسمي السوري.
ولفت إلى انه إذا كنا نشعر بأننا مواطنون سوريون بالدرجة الأولى فينبغي علينا أن نلتقي ونتحاور على مختلف الأصعدة لأنه بدون النقاش والحوار لا يمكن التوصل إلى حل في سورية.
وأضاف أن النقاط التي جرى التوافق حولها تنحصر في تنشيط الجانب الإغاثي الإنساني والاستعجال في الحل السياسي وبعض النقاط الأساسية الأخرى التي تأتي في مقدمتها مسالة محاربة الإرهاب لأنه بدون محاربة الإرهاب لن نتمكن من الخروج من هذا الوضع الكارثي في سورية قائلا إننا كسوريين وكأبناء حقيقيين لهذا الوطن ملزمون بمحاربة الإرهاب الذي يكتوي أبناؤنا بنيرانه.
وأكد على أن المشاركة في هذا اللقاء هي واجب على كل مواطن معارض أو موال وكل من امتنع عن الحضور سيفقد المشاركة في رسم الخطوط الأساسية للحل في سورية معربا عن أمله في أن من قاطعه اليوم سيراجع ضميره الوطني وحسه الوطني ليلتحق في الغد بما سيؤدي إلى انعكاسات إيجابية جدية على الوضع في سورية المستقبل.
\سانا\...