جبرا إبراهيم جبرا رحل عن زمنه مرتين
قال الراحل إميل حبيبي ذات مرة، وهو يرثي صديقاً له في حيفا: لم نكن نموت في ذاك الزمان بل كنا نسافر. استرجع الأديب الساخر صورة فلسطين «في أيام العرب»، حين كان الفلسطيني يعيش في أرضه ويدفن فيها، ولا ينتهي إلى قبر في مكان مجهول. لن يحظى جبرا إبراهيم جبرا بنعمة الولادة والعيش والموت في وطنه. رحل بعد النكبة من القدس إلى بغداد، وبقي في بغداد إلى أن رحل عنها عام 1994 مع أشياء كثيرة رحلت، فلا القدس التي عاش فيها بقيت كما كانت، ولا بغداد وقاها الزمن من لعنات مقبلة.