وسائل التواصل ورهان تشيخوف!
لم يخطر في بال أحد من قبل، شدة وحجم واتجاه الأحداث المتسارعة التي حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي كان أحد أهم أدوار البطولة فيها لفيروس لا يُرى بالعين المجردة، تحدى البشر بقوة وشراسة وألزمهم بيوتهم.
لم يخطر في بال أحد من قبل، شدة وحجم واتجاه الأحداث المتسارعة التي حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي كان أحد أهم أدوار البطولة فيها لفيروس لا يُرى بالعين المجردة، تحدى البشر بقوة وشراسة وألزمهم بيوتهم.
منذ المشهد الأول في فيلم الجوكر، يظهرُ فيه الممثل خوان فينيكس جالساً أمام مرآة، وصوت مذيع يعلن «الوضع الجسيم الذي تعاني منه المدينة»، مؤكداً «إعلان حالة الطوارئ في المدينة التي باتت أرقى قطاعاتها أشبه بالمستنقعات..»، ومتسائلاً: إلى أين يذهب العالم؟ ومُطَمْئناً مستمعيه بأن «الأخبار لن تنتهي، ستُمَدُّون بالأخبار التي تحتاجونها طوال اليوم..»، ينقلُ الفيلم مشاهديه إلى مرارة الواقع في مدينة «غوثام» المتخيَلة، ممثلاً بشعور «السلبية» المفرطة التي يتعامل خلالها الممثل مع كل ما يجري حوله، محاولاً إظهار «ابتسامة» عريضة على وجهه الملون!
تتحدد هوية الإنسان الحقيقية بما يتبناه فكراً، ويعبر عنه قولاً وفعلاً، وهذه الأخيرة هي الأهم، فالممارسة الحياتية هي المحدد الفعلي لمصداقية الشخصية الإنسانية وتموضعها في المجتمع والحياة.
قد يعتقد البعض أن الشعارات في أي احتجاج أو انتفاضة شعبية ليست سوى هتافات غضب وتنديد ترددها الجماهير الشعبية الناقمة، لتنفّس من خلالها عمّا يعتمل صدرها من سخط ونقمة وعدم رضا عن وضعها المتردي سواء سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً او ثقافياً.. إلخ. وهذا صحيح جزئياً، فالشعارات غالباً ما تترجم حالة استياء ورفض للواقع المعاش، يُعبر من خلالها عن مشاعر متنوعة كالغضب والحماسة والحزن والسخرية... ولكن الشعارات وخاصة السياسية منها لها بُعد أعمق، فالشعار السياسي هو أحد الآليات التي يتكثف بها الخطاب المعبر عن مضمون هوية محددة.
لا يكلفك الاسترخاء أمام التلفاز شيئاً. فجأة، يتوقف برنامجك أو مسلسلك أو فيلمك المفضل الذي كنت تتابعه، ليبدأ فاصل إعلاني..! لا شيء جديد في ما سبق. إنه يتكرر ملايين المرات، وحتى وإن كنت أكثر حصافة من غيرك، سيمر عليك الأمر بكل تأكيد وكأن شيئاً لم يكن.
في وسائل الإعلام نقلت الشاشات والصفحات الخبر كما حدث. مصدر عسكري: "في تمام الساعة.. من صباح يوم... قام الطيران الحربي الإسرائيلي.. باستهداف محيط مدينة دمشق بعدد من الصواريخ...".
أخذ التطور الاقتصادي- الاجتماعي في بلدان الرأسمالية الطرفية أو ما يسمى ببلدان العالم الثالث شكله الخاص، والذي لم يتطابق مع شكل تطور المركز الرأسمالي لأنها كرأسمالية مستحدثة من الخارج لم تستكمل تطورها الداخلي، مما أدى إلى حالة من عدم التوافق مع البنى الاجتماعية لهذه الدول، وهذا بدوره أدى إلى اصطدامها وتضاربها مع الذهنية الخاصة بمجتمعات هذه الدول
يشبه النقاش حول الأزمة في سورية إلى حد كبير ذلك النقاش الذي دار بين غاليللو ومعاصريه من رجال محاكم التفتيش حول مسألة دوران الأرض حول الشمس.. يريد الكثيرون للأزمة أن تنتهي سريعاً، ولذلك يتسرعون في إطلاق الأحكام عند كل نقلة جديدة.. فيقفز كل طرف ليدعي « خلصت» وذلك طبعاً من وجهة نظره ووفقاً لمصلحته في محاولة مستميتة من الطرفين للملمة مناصريه ومؤيديه.. سواءً كان النظام بهروبه إلى الأمام، أو بعض أقسام المعارضة. ويبقى الشارع السوري مختنقاً بتداعيات الأزمة وتجلياتها يمني النفس بأسرع خروج ممكن منها يوقف عذاباته وخسائره التي تزداد يوماً بعد يوم..
منذ بدء الأزمة في سورية لم يستطع النظام كسر حالة عدم الثقة بينه وبين الشعب السوري من جهة والقوى السياسية الموجودة من جهة أخرى، ورغم اتخاذه بعض الإجراءات الإصلاحية في مسار وضعه حلولا للازمة لكنه لم يستطع ردم الهوة وكسب ثقة الشعب السوري وقواه المختلفة مجدداً، لأن إجراءاته تميزت بالسطحية والشكلية وكانت بطيئة ومتأخرة ومجتزأة لم يذهب بها إلى نهاياتها القصوى بحيث تفعل فعلها وتخرج البلاد من حالة الاستعصاء وإخراجها من عنق الزجاجة، لا بل إن الممارسات على الأرض عمقت حالة عدم الثقة أكثر فأكثر.
الشيوعي الجميل.. هو الذي تصمت الكلمات بحضوره..
الشيوعي الجميل.. يعجز الموت أمام تفاصيل عمره الزاخرة بالحياة..
الشيوعي الجميل.. ينبض حبه في ثنايا القلوب..
الشيوعي الجميل.. يحفر فكره بعمق في الذاكرة..
الشيوعي الجميل.. تجمع نسائم الصيف حروف اسمه وتشكلها قمراً يضيء للرفاق دروبهم..
الشيوعي الجميل ..... نقرأ اسمه بصوت عال..