عرض العناصر حسب علامة : طوفان الأقصى

ما الذي يكمن وراء ثلاثية واشنطن (لا لوقف للنار، لا للاجتياح البري، لا لتوسيعٍ إقليمي للحرب)؟

مضى حتى الآن (يوم الجمعة 27 تشرين الأول) 21 يوماً على 7 أكتوبر 2023. القصف «الإسرائيلي» الهمجي متواصل على غزة. ما تم إحصاؤه من شهداءٍ حتى الآن يزيد عن 7000 شهيد، بينهم قرابة 3000 طفل. تركز «بنك الأهداف» «الإسرائيلي» على المشافي والمدارس والمخابز والجوامع والكنائس وبيوت المدنيين، وفي كل بقاع قطاع غزة، شماله ووسطه وجنوبه. وبالتوازي، يجري قتل المدنيين في الضفة الغربية على أساس يوميٍ، وعدد الشهداء فيها تجاوز المئة. وفي أراضي 48 تجري عمليات اعتقال ممنهجة وعمليات انتقامٍ يقوم بها المستوطنون أيضاً على أساس يومي. وعلى الجبهة الشمالية مع لبنان، يتواصل التصعيد بشكل متدرجٍ، يوماً وراء يوم. «الإسرائيلي» يواصل قصفه لمواقع في لبنان وسورية، وخاصة لمطاري دمشق وحلب بشكل متكرر وبوتائر أعلى من السابق، والقواعد العسكرية الأمريكية في سورية والعراق تتلقى ضربات تزداد وتائرها وحِدتها شيئاً فشيئاً. والأمريكي ينقل أساطيل وقوات بشكل مكثفٍ باتجاه قواعده في منطقتنا، إضافة إلى الجسر الجوي الذي يمد به «إسرائيل».

حشود شعبية ضخمة تخرج دعماً لقضية فلسطين

في الولايات المتحدة 

احتج آلاف المتظاهرين أمام الكونغرس قبل تحركهم إلى البيت الأبيض، ورفع المشاركون شعارات تطالب بالحرية لفلسطين، وبوقف فوري لإطلاق النار، كما طالبوا الرئيس جو بايدن بإرسال المساعدات الإنسانية لفلسطين بدل البوارج الحربية. وفي نيويورك، تظاهر أكثر من ألف شخص في مانهاتن بالقرب من مبنى الأمم المتحدة، للتضامن مع غزة، مرددين هتافات تتهم بايدن ونتنياهو بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وتتوعدهم بالمحاسبة. وفي نيويورك أيضاً تجمّع المئات في بروكلين، وتعتبر أهمية هذه التجمعات، أن نيويورك تعد أكبر تجمع لليهود في العالم خارج الكيان الصهيوني، وعلى الرغم من ذلك يقف العديد منهم إلى جانب الفلسطينيين في نضالهم يدحضون بذلك. الادعاء الصهيوني بأن الكيان «يمثل اليهود على المستوى العالمي».

خطاب عنصري مرتفع يواجهه مد شعبي عالمي

تلقي قاسيون في ملفها هذا الضوء على مسألتين أساسيتين، الأولى: هي التحركات الشعبية الواسعة التي خرجت مؤخراً للتنديد بممارسات الاحتلال الصهيوني، والجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، ويلقي الملف الضوء على أبرز الاحتجاجات والتحديات التي واجهت منظميها، مثل: محاولات تجريمها وقمعها من قبل الحكومات المتواطئة مع واشنطن وسلطات الاحتلال. المسألة الثانية: هي التصاعد الملحوظ للخطاب العنصري من الصهاينة وبعض مناصريهم حول العالم.

لماذا تحوز المعركة في فلسطين كل هذه الأهمية؟

يختلط الأمر أحياناً في أذهاننا حين نخلط بين ما هو «ترند» وبين ما هو أمرٌ مصيري شديد التأثير، وربما يكون هذا أحد نتاجات طريقة إدارة الإعلام على المستوى العالمي.

حول فلسطين و«التعاطف الإنساني» باستخدام «قفازات حريرية»!

بينما تتفطر ألماً وقهراً قلوب الناس الطبيعيين حول العالم من هول الهمجية الصهيونية، يسعى البعض هنا وهناك، بشكل واعٍ أو غير واعٍ، إلى تغيير إحداثيات التفكير في المسألة بأسرها، واضعاً سؤالاً واحداً فوق كل الأسئلة: «هل هنالك ما يستحق كل هذا العدد من الضحايا؟».. هذا السؤال الذي قد يبدو «بريئاً» و«إنسانياً» و«متعاطفاً»، يضمر في الحقيقة عدة أفكار:

تمرين نظري: تطور السردية حول طوفان فلسطين

الكثير من الدم الفلسطيني (واللبناني والسوري) المراق بين الركام والدمار، وعلى النقيض منه، كبيرة هي شحنة القوة التاريخية للمقاومة، وعجز العدو وخسائره الإستراتيجية، وفي طيات الحدث الكثير من المعاني الجديدة. في متابعة لسردية و»لغة» تناول الأحداث التي تلت انطلاق عملية طوفان الأقصى، يمكن تلمس عملية تحول (وإن كانت في ملامحها الأولى) في هذه اللغة وهذه السردية من قبل مختلف القوى الفاعلة نظرياً وعملياً. وفي قلب هذا التحول نجد ملامح المرحلة التاريخية وضرورتها. وهنا إشارة إليه وإلى بعض دلالاته التاريخية.

«طوفان الأقصى» عن أي نتائج سياسية يمكن الحديث؟

لم تخمد التطورات منذ «طوفان الأقصى» فالعملية التي أطلقتها كتائب القسام، وتحوّلت خلال ساعات إلى الحدث الأبرز في السنوات الماضية، وطرحت مع الإنجازات الكبرى التي حققتها، جملة من الأسئلة، ربما يكون أبرزها: إلى أين يمكن أن يصل كلّ هذا؟ وهل يمكن أن يكون «الطوفان» خطوة باتجاه حل القضية الفلسطينية؟

هل يحتمل الغرب التأثيرات الاقتصادية للحرب على غزة؟

عند التحدث عن الآثار الاقتصادية المحتملة للحرب «الإسرائيلية» على الفلسطينيين، يجب أن نضع في الاعتبار أنّه سواء الغرب، أو صنيعته «إسرائيل»، سيتأثران بشكل كبير، وربّما تأثّر طويل الأمد، نتيجة هذا العدوان، خاصة إذا ما طال أمده، أو امتدّ ليشمل أقاليم ولاعبين آخرين.

من «حرب أكتوبر» و«فك الارتباط» إلى «طوفان الأقصى»

كان من الطبيعي، مع اقتراب الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر، أن يأخذ ذلك الحدث حيزاً في وسائل الإعلام، خصوصاً مع الإفراج عن عدد من الوثائق التي تعود ليوم 6 تشرين الأول 1973 والأيام القليلة التي سبقته، بالإضافة إلى تصريحات جديدة نقلتها «جيروسليم بوست» عن هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، ووزير الخارجية الأمريكي في حينها، والتي اعترف فيها، أن الولايات المتحدة، قدّمت «كل ما يضمن منع أي نصر عربي في تلك الحرب» حسب تعبيره، وعلى الرغم من أهمية نقاش تلك الحرب والتحولات الكبرى التي جرت في المنطقة فيما بعد، وخصوصاً بعد توقيع «كامب ديفيد» إلا أننا اليوم نجد أنفسنا أمام حدث كبير ذكّرت فيه المقاومة الفلسطينية «إسرائيل» بأنها ليست منيعة وأنها «أوهن من شباك العنكبوت».