التغيّرات الجيوسياسية المسببة والمصاحبة لطوفان الأقصى
طبول الحرب في فلسطين مستمرة، والمقاتلون الفلسطينيون ما زالوا منخرطين في المعركة. في هذه المقالة، أحاول التفكير في حجم الحرب وأهميتها على المستويين الإقليمي والعالمي، بالاعتماد على الأدوات النظرية التي غالباً ما وجهت شعوب الجنوب العالمي لفهم محنتهم ونضالاتهم. وهذا يعني أنني أعتقد أنه من المهم العودة إلى الثلاثي المفاهيمي للإمبريالية والصهيونية والرجعية لوضع هذه المعركة التاريخية خارج حدود سجن غزة المفتوح. ويجب علينا للقيام بذلك أن نعتمد على هذه المفاهيم، ولكن مع الارتقاء بها إلى العصر الحاضر، لفهم الطبيعة الجدلية لهذه الحرب في عالم يشهد الانحدار البطيء «ولكن الثابت» للإمبريالية التي تقودها الولايات المتحدة.
ترجمة: أوديت الحسين
يشير مصطلح الإمبريالية إلى نظام عالمي لاستخراج فائض القيمة، حيث يتمّ تقسيم التنمية بشكل غير متساوٍ على أسس عرقية وطبقية. إنّها مجموعة من علاقات الاستغلال المادية بين دول الشمال العالمي والجنوب، والتي تتم من خلال التعاون الطبقي بين الطبقات الحاكمة في المركز العالمي مع الكومبرادور في الأطراف. يعتمد التراكم بعد ذلك أكثر فأكثر على درجة قمع واستغلال الدول الإمبريالية للدول النامية. وينطوي ذلك، على سبيل المثال، على استخدام الهيمنة والسياسات العسكرية التي تمنع الدول النامية من تسخير مواردها الداخلية لأغراض التنمية الإقليمية أو الشعبية. في الوقت نفسه، فإنّ هذا التراكم غير المتكافئ للثروة، الثابت تاريخياً، لا يستلزم تكديس السلع والموارد الطبيعية فحسب، بل يعمل أيضاً كعملية مادية وأيديولوجية متوافقة مع منطق زحف رأس المال. بمعنى آخر، تكوّن البعد الفكري للإمبريالية كظاهرة اجتماعية.
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت الولايات المتحدة هي التي عززت نفوذها السياسي والمالي في مختلف أنحاء العالم، فأصبحت القوة الإمبريالية الكبرى. وباعتبارها دائناً لفرنسا وبريطانيا خلال الحرب، حاولت الولايات المتحدة إعادة هيكلة النظام العالمي. استندت هذه المهمة إلى المجالات المترابطة للتجارة والتوسع العسكري. وفيما يتعلق بالمسائل التجارية، سعت إدارة ترومان ما بعد الحرب إلى إنشاء «الباب المفتوح»، مع إزالة الحواجز التجارية والمالية، والكتل التجارية الحصرية، والسياسات التقييدية من كل نوع. وفي الوقت الذي تمّ فيه تصوير هذه الترتيبات التجارية الجديدة على أنها تسهّل حرية محايدة للمشروعات والتبادل الدولي، فقد مثّلت في الواقع أمركة النظام العالمي.
ومع ذلك، فإن الصعود الاقتصادي التدريجي للصين، والتدخلين العسكريين الروسيين، على التوالي لدعم الدولة السورية في 2015، وضد تعديات الناتو في أوكرانيا في 2022، دفع الولايات المتحدة وحلفائها، أوروبا واليابان، بشكل حاسم إلى كابوس جيوسياسي. دخلت الإمبريالية التي تقودها الولايات المتحدة مرحلة تاريخية من الانحدار السياسي. اللحظة أحادية القطبية تنهار، في حين أصبحت الكتل السياسية الجديدة من الجنوب العالمي، مثل مجموعة بريكس، أكثر حزماً في تشكيل نظام دولي يمنع إذلالها، ويعاملها على قدم المساواة. إلى جانب هذه العمليات، شهدنا أيضاً موجة من الانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا ضد الاستعمار الفرنسي/الغربي الجديد، وزيادة مقاومة إيران في غرب آسيا وتعاونها مع روسيا، في حين صمدت كوبا وفنزويلا لعقود من العقوبات والانقلابات التي رعتها الولايات المتحدة.
يتزايد الضغط على الإمبريالية التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها، وكان رد الفعل الفوري على الإدراك الواعي لانحدارهم هو موجة متجددة من الخطب والأيديولوجية الفاشية الصارخة. كانت السمة الأكثر لفتاً للانتباه في أوروبا الفاشية الجديدة هي إعادة التأهيل الكامل للنازية في أوكرانيا، وتصديرها كشكل من أشكال المقاومة الشعبية ضد روسيا. الطبقات الحاكمة الأوروبية مستعدة للتضحية بشعوبها وبلدانها بأي ثمن من أجل الإمبريالية الجبارة.
الصهيونية والرجعية
في البدء، عملت الإمبريالية التي تقودها الولايات المتحدة في تعاون وثيق مع حليفين مخلصين، «إسرائيل» وممالك الخليج الرجعية. أصبح الكيان الصهيوني فعلياً موقعاً عسكرياً أمريكياً في المنطقة. كتبت شيلا رايان، من 1948 حتى منتصف 1973، تلقّت «إسرائيل» مبلغاً مذهلاً يزيد عن 8 مليارات دولار على شكل مساعدات اقتصادية من مصادر أجنبية مختلفة، بمتوسط 233 دولاراً سنوياً للفرد من المساعدات. وهكذا، فإن المواطن «الإسرائيلي» العادي تلقّى كل عام من المساعدات وحدها أكثر من ضعف دخل الفرد المصري في الفترة ذاتها «102 دولار في 1969». بين عامي 1943 و2023، قدّمت الولايات المتحدة «لإسرائيل» مساعدات تصل عند حسابها اليوم إلى حوالي 260 مليار دولار، دون النظر إلى ضمانات القروض العادية التي تبلغ قيمتها المليارات. هذه المساعدات «لإسرائيل» هي استثمار في النزعة العسكرية للإمبريالية التي تقودها الولايات المتحدة. تكمن خصوصية الكيان الصهيوني في كونه تشكيلاً استعمارياً استيطانياً، يحتضن نمطاً من الوعي يعزز القيم الإمبريالية ويضمن هيمنة الولايات المتحدة في المنطقة.
من خلال امتلاك الأسلحة النووية، ومن خلال هجماتها العسكرية العديدة وغزواتها لدول أخرى في المنطقة - مثل العراق ولبنان وسورية - لعبت الصهيونية رأس الحربة للإمبريالية في المنطقة. من هنا يشكّل تحرير فلسطين نضالاً ضد الإمبريالية التي تقودها الولايات المتحدة، ومحاولة لتقويض المصالح الأساسية للولايات المتحدة وحلفائها الرجعيين في المنطقة بشكل مباشر. كانت إسرائيل هي القوة الرئيسية التي تحمي تراكم رأس المال الإمبريالي في المنطقة. فقد ضمنت الولايات المتحدة عبر سيطرتها على ممالك الخليج الغنية بالنفط سيادة الدولار الأمريكي على المستوى الدولي من خلال مبيعات النفط المقومة بالدولار، والتي تمّت إعادة تدويرها بعد ذلك في شراء سندات الخزانة الأمريكية والأسلحة. وفي السنوات الأخيرة، بالتنسيق مع أموال وأسلحة دول الخليج، دفعت الولايات المتحدة أيضاً بأجندة التطبيع مع «إسرائيل». كلما زاد الاعتراف الرسمي «بإسرائيل» في المنطقة، أصبحت مصالح الإمبريالية التي تقودها الولايات المتحدة أكثر أماناً.
مع ذلك، فقد تكشفت عمليتان أخريان هزتا التوازن الجيوسياسي في المنطقة. أولاً، أظهر تدخل روسيا في سورية عام 2015 أن التوازنات الإقليمية والجيوسياسية قد تغيرت. ثانياً، أن قدرة إيران على تحمل عقود من العقوبات «كما فعلت كوبا وكوريا الشمالية وفنزويلا»، سمحت لها بالنمو لتصبح لاعباً سياسياً مهماً في المنطقة، وأصبحت العدو رقم واحد للكيان الصهيوني. ومن خلال تقديم الدعم للتشكيلات الاجتماعية والسياسية الأخرى في المنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن، يمثل الحزم السياسي والعسكري لإيران تحولاً حاسماً في طبيعة المسيرة الأيديولوجية للمنطقة ضد الصهيونية. حافظت المقاومة جدلياً على الاستمرارية التاريخية والأيديولوجية للمنطقة، منتقلة من الوحدة العربية إلى الوحدة الإسلامية. لم ترفض الماضي مسبقاً. قامت بدلاً من ذلك، بدمج الماضي مع الحاضر، وخلقت نظاماً أيديولوجياً جديداً يدعو الهوية العربية والإسلامية للمنطقة إلى القتال ضدّ الحرب المادية والأيديولوجية التي أطلقها المضطهدون الأجانب لتقويض سيادة كل دولة في المنطقة.
في ظل تراجع النظام العالمي أحادي القطب، تجسّد المقاومة محور الدفاع الذي يقف بثبات لدرء الهجمات الإمبريالية على المنطقة . كما يمكن أن يخلق مساحة لعمليات إعادة التنظيم المستقبلية وغير المتوقعة. في الواقع، في الوقت الذي أشبعت فيه التحليلات السائدة الرأي العام الغربي بصورة الانقسام بين «السنة والشيعة»، واضعة السعودية في مواجهة إيران، منطلقة من أنّ هذا الانقسام هو من يشكّل مستقبل المنطقة، تمكنت الصين من تسجيل هدفٍ سياسي هام عند التحرك للتوسط في اتفاق دبلوماسي بين هذين البلدين في 2023، فاتحة الباب أمام إيران والسعودية لتشكيل مسار مشترك معاً في مستقبل المنطقة.
تسريع ظهور التناقضات
مع ذلك، فإن الرجعية لا تزال حية وتنشط في المنطقة. لا تزال مصالح الطبقات الحاكمة في مختلف الأنظمة الكومبرادورية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالرأسمال الإمبريالي الذي تقوده الولايات المتحدة، وخاصة في الأردن ومصر والإمارات. ومع ذلك، فقد أدى طوفان الأقصى إلى تسريع ظهور هذه التناقضات القائمة بين الدول الرجعية في المنطقة وشعوبها، وكذلك داخل النظام متعدد الأقطاب الناشئ.
في حين قامت دولٌ خليجية مثل الإمارات بالتطبيع بالفعل مع الكيان الصهيوني، فإن السعودية ترد الآن بتجميد أي نقاش مستقبلي حول التطبيع، في الوقت الذي تتواصل لأول مرة مع إيران بشأن الوضع. من هذا المنطلق، يمكن أن يصبح طوفان الأقصى مقبرة للخطط الأمريكية في المنطقة. يعدّ تطور هذه الأحداث بمثابة أخبار سيئة للولايات المتحدة وآمالها في «الانسحاب» من منطقة مهشّمة من أجل التركيز على الصين. وجّه الفلسطينيون ضربة مباشرة للمصالح الأساسية للولايات المتحدة. لم يفتحوا جبهة عسكرية جديدة وغير متوقعة فحسب، بل ذكّروا أيضاً الجنوب العالمي بأن إنشاء نظام عالمي جديد يجب أن يمر عبر فلسطين.
كما أدى طوفان الأقصى إلى تفاقم الفجوة القائمة بين الأنظمة الحاكمة الرجعية وقواعدها الانتخابية. وبغض النظر عن مصالح الكومبرادوريين، فإنها لا تعكس مصالح الجماهير العاملة في المنطقة. تمّت إعادة إشعال وعي الطبقة العاملة في المنطقة حول مدى ترابط مصيرهم بالنضال ضد رأس المال الأمريكي، وقواعده العسكرية، وحلفائه الرجعيين. هذه عملية تتكشف ببطء ولا يزال يتعيّن مراقبة شكلها وكثافتها.
على سبيل المثال، يُظهر هجوم المتظاهرين اللبنانيين على ماكدونالدز في صيدا مثالاً مبكّراً للتعبئة الجماهيرية ضد التجسيد الإيديولوجي والمادي للإمبريالية التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة. وفي الإسكندرية، يمثّل إطلاق النار على سائحين «إسرائيليين» والخطاب الذي روج له حول «الإسرائيليين» كأعداء للأمة العربية، ضربة أخرى للموقف المصري الرسمي من التطبيع. وهذا يعني أن المعركة لا تدور حول غزة أو داخلها فحسب، بل إنّها تجري في جميع العواصم العربية – من القاهرة إلى عمان وبغداد – وأن تنظم الجماهير العاملة في المنطقة نفسها حول فلسطين يعني استعادة مستقبلها واستقلالها.
البداية وليس النهاية
في مثل هذا السياق، هناك عدّة عناصر يجب أن نأخذها في الاعتبار عند النظر إلى العملية الفلسطينية التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023. أولاً، تمثل العملية طريق الفلسطينيين للدخول بشكل حاسم في هذه اللحظة التاريخية من التراجع الأمريكي، وشنّ حرب التحرير ضد الكيان الصهيوني. في الوقت ذاته، بالرغم من الطبيعة التاريخية لطوفان الأقصى دون شك، فإنّ قدرته على جذب الجماهير العربية وتجميعها عسكرياً حول النضال من أجل تحرير فلسطين ليست فورية. لا تزال هناك عقبة ملموسة – كما ذكرنا أعلاه – تتمثل في الأنظمة الرجعية في المنطقة، التي ترتبط مصالحها الأساسية برأس المال الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أن ننسى التدمير العسكري المنهجي الذي اجتاح الجمهوريات الكبرى المناهضة للصهيونية في المنطقة «العراق وليبيا وسورية». ومع ذلك فإن محور المقاومة لا يستطيع أن يخسر حلفاءه في فلسطين. والحقيقة أن حزب الله حذر مراراً وتكراراً من أنه مستعد لدخول الحرب في حالة حدوث غزو بري لغزة. وهذا يكشف عن الطابع التراكمي للتاريخ. لا يمكننا أن ننظر إلى طوفان الأقصى باعتباره الطريق الأخير إلى حرب التحرير، بل باعتباره إحدى الخطوات الرئيسية التي سوف تؤدي إلى حراثة المحاصيل في حقل التحرير، والذي بدأ من الانتصار العسكري الذي حققه حزب الله ضد إسرائيل في 2006.
ثانياً، لقد أُخذ الكيان الصهيوني على حين غرّة تماماً. فشل الجيش الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية في المنطقة في منع مثل هذا الهجوم، وهذا يمثّل بالفعل خسارة سياسية كبيرة. في ظل التناقضات المجتمعية المتزايدة- التي تضع المستوطنين الليبراليين والمحافظين ضد بعضهم البعض- يأمل نتنياهو في توحيد البلاد حول ما يمثل «إسرائيل» أكثر: الإبادة الجماعية للفلسطينيين. ولهذه الأسباب، دعا العديد من السياسيين الإسرائيليين علناً إلى نكبة ثانية، بهدف محو غزة عن وجه الأرض.
ومع ذلك، فإن دعوات الإبادة الجماعية هذه هي انتصار باهظ الثمن للصهاينة، لأنها تُظهر فقط لدول الجنوب العالمي الانحدار السريع للغرب وحلفائه إلى الفاشية الأخلاقية والسياسية. وفي الوقت نفسه، قد تواجه دعوات الإبادة الجماعية مصيراً آخر. أي إنه إذا توسّعت الحرب إلى الضفة الغربية لرفع السلاح والانضمام إلى الفصائل في غزة، أو فتحت المقاومة جبهات عسكرية جديدة، فمن الممكن أن تجد «إسرائيل» نفسها محاصرة تماماً. إن الهجوم الكامل على غزة من قبل الكيان الصهيوني – كما هو موضح أعلاه – هو إعادة تأكيد لتراجع قوة الولايات المتحدة في المنطقة. بمعنى آخر، إنها تسير ضد التاريخ، حيث إن كلّاً من روسيا والصين ومختلف دول الجنوب العالمي كلها تراقب الحرب، وتمثل فلسطين اختباراً لرغبتهم الجديدة في تشكيل نظام عالمي متساوٍ.
اليسار الغربي المضلل
هذه الحركة الجدلية غير مفهومة لمن يسمون باليساريين الغربيين، الذين لا يستطيعون التصالح مع فكرة أن المعركة التقدمية في المنطقة قد اتخذت منحى يقوده الإسلام. حتّى في الوقت الذي تبنّت فيه قوى المقاومة غير المتجانسة أيديولوجياً في فلسطين التنسيق والتحالفات الإستراتيجية مع أضدادها المفترضين. فالغرب الجمعي، الذي أعمته غطرسته الإمبريالية، إما انزلق بسرعة كبيرة إلى الدعم الفاشي والمتعصب «لإسرائيل»، أو وجد جماعاته اليسارية مشوشة تماماً. في الواقع، يستمر اليسار الغربي في البحث بيأس عن القدر أو النوع «الصحيح» من العنف، وعندما لا يكون موجوداً، يسارع إلى إدانة vكلا الجانبين بالتساوي.
وغني عن القول إنّه بعد تطبيع ودعم سبعة عقود من العنف الصهيوني ضد الفلسطينيين والقصف المتتالي للمنطقة، فإن الغرب يخذل نفسه كحليف لفلسطين في هذا المنعطف التاريخي. ولنطرح الأمر على نحو استفهام، هل تمكن اليسار الغربي، على الرغم من كل معارضته، من منع القصف الذي تقوده الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي في المنطقة؟ وفي هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، لا بد من تذكير اليسار الغربي بأن غزة والنضال من أجل فلسطين يشكلان أمل البشرية في عالم أفضل. لقد أظهرت الأيام القليلة الماضية كيف تعمل المؤسسات الغربية المدنية والتعليمية والإعلامية الجماعية جنباً إلى جنب مع أجهزتها العسكرية والأمنية، المنتشرة جميعها لحماية مصالح الطبقات الحاكمة.
حان الوقت لليسار الغربي للتعبئة على العديد من الجبهات، على التوالي، على المدى القصير والطويل: 1) لمواجهة دعم الإبادة الجماعية بالإجماع الذي تقدمه طبقاتهم الحاكمة للكيان الصهيوني؛ 2) توفير بديل سياسي ينضم إلى الجنوب في خلق نظام عالمي بديل وأكثر عدالة. وكما كتب غسان كنفاني في عبارته الشهيرة: «القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين فقط، بل قضية كل ثائر أينما كان... قضية الجماهير المستغَلة والمضطهدة».
طوفان الأقصى لحظة تجسد زمننا التاريخي. لقد قررت الجماهير الفلسطينية والعربية والمسلمة أن تدخل المسرح وتقول للعالم إنها لن تُترك خارج التاريخ. إنهم على استعداد للانضمام إلى النضال من أجل عالم أكثر مساواة لغالبية شعوبه. إمّا أن نقف معهم، أو أن نكون خارج التاريخ.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1148