آلو حياتي
هو: آلو حياتي، كيفِك اليوم؟
هو: آلو حياتي، كيفِك اليوم؟
لا يعرف الجيل الجديد بواب الفرح مخّول قاصوف، فالطبيب الفنان ابتعد عن الفن منذ سنين طوال، ولم تكن محاولة «نادي لكل الناس» بإصدارها ألبوماً عنه «مثقفون نون بلاس» كافية كي تعيده إلى الواجهة والمكانة التي يستحقها. كان طبيب الأسنان واحداً من أوائل فناني جيل ما عرف بالفنانين الوطنيين، وكان أول من افترق عنهم ليهتمّ أكثر بعمله السياسي والطبي.
عندما نقول أو عندما نردِّد ما قاله قبلنا غيرُنا: يا عمّال العالم اتحدوا، لا نكون بأي شكلٍ من الأشكال في موقع التحريض على فعلٍ ما سيّء أو معاد. فلِمَ التسرُّع في الحكم أمام شعور غريزيّ من الهلع يَفترِض سلفاً: أنّ اتحاد عمّال العالم هو من دون أي شكّ وضعٌ مخيفٌ أو خطرٌ أو ربما أخطر أو ربما الله أكبر والعزّة للعرب! خاصةً وأنه ليس هنالك أية إرهاصات أو إشارات تنمّ عن أو تسبق عادةً اتحاد عمّال العالم المفترَض، أو اتحاداً لعمّال العالم وقد اتحدوا. وهي المقولة التاريخية الوحيدة التي لم تحصل ولا مرة في التاريخ.
ما الذي يمكن أن يعكسه السجال الحالي حول السيدة فيروز وتصريحات زياد الرحباني على جبهة الفن والمثقفين وفي المجتمع عموماً؟ ولماذا يبرز دور الفنان أو المثقف «الفرد» في بعض المحطات كدور خطير ونوعي يمكن أن يتم الاصطفاف على أساسه؟
«مع هذه الأغنية الرائعة والعبقرية لفيروز نقول إلى اللقاء يا صيف!» لم يكن هذا تعليقاً لمواطن اعتاد أن يبدأ يومه مع السيدة فيروز كما اعتاد أبوه من قبله أن يفعل، بل كان للمتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي «أفيخاي أدرعي» مودعاً الصيف على صفحته على الفايس بوك وحسابه على التويتر مع فيديو لأغنية السيدة فيروز «حبيتك بالصيف» (الخبر من جريدة السفير – العدد 12617 – تاريخ 31-10-2012) لم يثر هذا التعليق حفيظة فواز طرابلسي ولا حازم صاغية ولا بول شاول ولا إياد عيسى، ولم يبق ربما غير كريم مروة والياس عطالله وميشيل كيلو وياسين الحاج صالح لم يكتبوا حتى الآن عن «الجريمة» التي ارتكبتها السيدة فيروز بحبها للسيد حسن نصرالله، كما أعلن زياد الرحباني في لقائه مع موقع العهد الإلكتروني المقرب من حزب الله.
«مع هذه الأغنية الرائعة والعبقرية لفيروز نقول إلى اللقاء يا صيف!» لم يكن هذا تعليقاً لمواطن اعتاد أن يبدأ يومه مع السيدة فيروز كما اعتاد أبوه من قبله أن يفعل، بل كان للمتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي «أفيخاي أدرعي» مودعاً الصيف على صفحته على الفايس بوك وحسابه على التويتر مع فيديو لأغنية السيدة فيروز «حبيتك بالصيف» (الخبر من جريدة السفير – العدد 12617 – تاريخ 31-10-2012) لم يثر هذا التعليق حفيظة فواز طرابلسي ولا حازم صاغية ولا بول شاول ولا إياد عيسى، ولم يبق ربما غير كريم مروة والياس عطالله وميشيل كيلو وياسين الحاج صالح لم يكتبوا حتى الآن عن «الجريمة» التي ارتكبتها السيدة فيروز بحبها للسيد حسن نصرالله، كما أعلن زياد الرحباني في لقائه مع موقع العهد الإلكتروني المقرب من حزب الله.
القصة بدأت عندما قال زياد الرحباني عبر مقابلة مع موقع العهد اللبناني, بأن والدته السيدة فيروز «تحبّ السيد حسن كثيراً، مع العلم أنها ستعتب عليّ كما المرة الماضية عندما ظهرت في مقابلة تلفزيونية، وكشفتُ عن بعض الأمور الخاصة بها وقاطعتني حينها»..
ليست فيروز شخصاً عاديّاً، بل رمز وأيقونة في وطن الأوبريت («النهائي»)، وأحد الوجوه الأخيرة القادرة على أن توحّد الناس وتعطي معنى سامياً لوجودهم في زمن التحوّلات الكبرى. ومع ذلك، رغم موقعها الفريد في الوجدان اللبناني، يبقى مستغرباً، ومن سمات هذا الزمن العبثي، المتشنّج، البلا أفق، أن تندلع حرب حقيقيّة حول موقف نُسب إلى المغنيّة الأسطورة، على لسان ابنها في معرض حديث إلكتروني.
لا يحتاج من يشاهد مسرحية لينا خوري «مجنون يحكي» التي كرّست عودة زياد الرحباني إلى التمثيل بعد عشرين عاماً انقطاعاً عنه، إلى أن يتذكر مسرحيتها السابقة «مذهب» التي قدمتها العام الماضي، مع أن النص هو نفسه وكذلك الرؤية السينوغرافية العامة وكذلك اعتماد الفرقة الموسيقية بمثابة خلفية للعرض. ومثلما نجحت المخرجة الشابة في اقتباس مسرحية الكاتب البريطاني توم ستوبارد «كل ولد طيب يستحق مكافأة» في عرضها السابق «مذهب»، نجحت أيضاً في معاودة بناء المسرحية، سواء في اقتباس جديد للنص نفسه وللعرض السابق في آن واحد. هكذا لابد أن يشعر من شاهد العرضين أن العرض الجديد هو جديد تماماً على رغم ارتكازه إلى الأول.
إنّها لحظة استثنائيّة: الليلة يقف زياد الرحباني ممثلاً على الخشبة. لا في مسرحيّة من تأليفه واخراجه وبطولته، بل بإدارة لينا خوري، إلى جانب ممثلين بارزين، في «مجنون يحكي».