تزايدت مؤخراً الأصوات التي تتحدث عن إمكانية تفاوض مع روسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. فالأمر لم يعد يقتصر على عدد من المظاهرات الشعبية في الدول الأوروبية التي تم خلالها بالفعل رفع شعارات وهتافات ضدّ واشنطن وحلف الناتو، والدعوة إلى السلام والتفاوض، والتوقف عن ضخ الأسلحة والأموال لأوكرانيا، بل بدأ ساسة أوروبيون يتحدثون عن التفاوض ولو أنّ خطابهم بهذا الشأن ما زال ملتبساً وخجولاً أو بالأدق «خائفاً» من بطش صانعي القرار الفاشي بمواصلة الحرب، والمتمركزين بشكل رئيسي في البيت الأبيض والبنتاغون، وتتفاوت قدرة الفاشيين على قمع المطالبات بالتفاوض بين داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث سحب نحو 30 عضواً بالكونغرس رسالتهم بهذا الشأن (وبغض النظر عن مدى جدّيتهم أساساً) ولكن يرجّح أن سحبها جاء بضغوط فاشية بالدرجة الأولى. ومع ذلك تضعف القدرة على قمع دعاة التفاوض مع الهزائم العسكرية والسياسية والاقتصادية للحلف الذي يريد محاربة روسيا «حتى آخر أوكراني».