سيعودون والعَودُ أحمدُ
كانت وما زالت مشكلة عمليات النزوح واللجوء التي جرت في البلاد أحد الجوانب الأكثر مأساوية في الأزمة السورية، وباتت هذه المشكلة التي طالت الملايين من السوريين، كغيرها مجالاً لقوى دولية وإقليمية وحتى محلية للعبث بالشأن السوري.
كانت وما زالت مشكلة عمليات النزوح واللجوء التي جرت في البلاد أحد الجوانب الأكثر مأساوية في الأزمة السورية، وباتت هذه المشكلة التي طالت الملايين من السوريين، كغيرها مجالاً لقوى دولية وإقليمية وحتى محلية للعبث بالشأن السوري.
اعتادت المراكز الرأسمالية الإمبريالية الغربية خلال أزماتها العامة والدورية، أن تحاول الخروج منها على حساب شعوبها وشعوب العالم ككل، وخاصةً الحروب التي هي الرئة الحديدية التي تتنفس منها، وما ينجم عن هذه الحروب من إبادة الملايين من البشر، وتدمير وخراب، وتهجير ولجوء وغيرها، وفق مالوتسية متعمدة، بدل أن تعيد توزيع الثروة بشكلٍ متناسب بين العمل ورأس المال، وهذا ما تجلى خلال القرن الماضي في حربين عالميتين، عدا الحروب البينية الأخرى.
أزمات اللاجئين السوريين والصعوبات الحياتية اليومية التي يواجهونها، وخاصة في دول الجوار، ما زالت على حالها، بل وتزداد سوءاً يوماً بعد آخر.
أصبحت الليرة التركية في العام الحالي العملة الأكثر تراجعاً عالمياً بعد العملة الأرجنتينية... وتتقاذف الأطراف التركية الاتهامات لتظهر المسألة كصراع سياسي بين سطوة أردوغان، وبين مسعى البنك المركزي التركي للاستقلالية! ولكن كل المقدمات تقول: إن الليرة ستنخفض وتستمر بالانخفاض حتى تنعتق تركيا فعلياً من «القيد الغربي».
أغلقت الأردن حدودها بشكل شبه كامل أمام اللاجئين السوريين منذ شهر 6-2016 وثبت بعدها رقم اللاجئين السوريين في الأردن تقريباً، رغم وجود سجالات واسعة بين الأردن والمنظمات الدولية حول ظاهرة ترحيل اللاجئين، المترافقة مع ظاهرة عودة طوعية إلى المناطق الجنوبية ودرعا بالدرجة الأولى، حيث خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2017 تم إبعاد 1200 سوري شهرياً ثلثهم بشكل قسري...
هذا الشتاء، كما غيره من الشتاءات، يمر على اللاجئين والنازحين السوريين في المخيمات المنتشرة، داخلاً وخارجاً، بالمزيد من المعاناة.
فوجئ اللاجئون السوريين في مخيم الدَّلهميَّة في البقاع – قرب مدينة زحلة ومعروف برقم 027 – بعد منتصف ليل الأحد 24 كانون الأول 2017 (صباح الاثنين) باقتحام جهات أمنية لبنانية لمخيمهم، طالبين منهم إخلاءه فوراً.
من سيئ إلى أسوأ هو واقع حال اللاجئين السوريين في المنافي القريبة والبعيدة، وفي المخيمات الحدودية، أو في داخل بلدان اللجوء ومدنها، وفي كل مرحلة تتغير طبيعة تسليط الضوء الإعلامي على معاناة هؤلاء السوريين تبعاً للظرف السياسي.
أكثر من 11 مليون عدد السوريين الذين خسروا منازلهم خلال الأزمة السورية، وهؤلاء قد توزعوا في نهاية عام 2016 على الشكل التالي: