رحيل وفاة المناضل الشيوعي فارس حوج
توفي في مدينة القامشلي بتاريخ 7/11/2005 الرفيق فارس حوج عن عمر يناهز السابعة والستين أمضى جلها في النضال من أجل تحقيق أهداف الفقراء، فلاحين وعمال، في العدالة والمساواة والحياة الكريمة..
توفي في مدينة القامشلي بتاريخ 7/11/2005 الرفيق فارس حوج عن عمر يناهز السابعة والستين أمضى جلها في النضال من أجل تحقيق أهداف الفقراء، فلاحين وعمال، في العدالة والمساواة والحياة الكريمة..
تعود علاقتي بالرّفيق النقابي المناضل سهيل قوطرش إلى أكثر من عقدين زمانيين وكانت هذه العلاقة قد توثقت بالأكثر خلال مؤتمرات للحزب الشيوعي السوري) حين كانت وجهات نظرنا متطابقة حول أمور عديدة, وكان من نتائجها أن التقينا معاً خارج صفوف هذا الحزب, كي ندعو معاً إلى تيار من طراز جديد, كما حلمنا, وهو: اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السويين، وكنا بضعة رفاق لم شملنا الرفيق (قدري جميل)، سرعان ما كبرت دائرتنا شيئاً فشيئاً.
ما إن شاع خبر وفاة القائد الشيوعي النقابي الكبير الرفيق سهيل قوطرش إلا وأخذت عشرات برقيات التعازي تصل بشكل متتابع إلى صحيفة «قاسيون» والمكاتب الحزبية معزية مواسية ومشيدة بمناقب الراحل الكبير التي قل نظيرها، ومؤكدة على أن مصابنا هو مصاب كل الشرفاء في هذا الوطن الحبيب..
الرفاق الأعزاء في
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين – دمشق
تلقينا رفاقي وأنا بحزن بالغ نبأ رحيل رفيقنا القائد النقابي الشيوعي البارز سهيل قوطرش ابن الطبقة العاملة السورية البطلة، وهو في ريعان عطائه الخصب، بعد أن ألم به مرض عضال.
ما الذي يمكن قوله في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي السوري، بعد اثنين وتسعين عاماً من تأسيسه؟ هل من اللائق الاكتفاء بالتغني بالماضي والاعتياش عليه؟ و«كفى الله المؤمنين»..! بما يعكس عجزاً تجاه ممارسة الدور التاريخي المطلوب في المرحلة الراهنة، أم الانضمام إلى جوقة الدجالين، والكذابين، والإمّعات، والبلهاء، والتافهين، والمهزومين، في صب اللعنات على هذا التاريخ، والتبرؤ من الماضي، وصولاً إلى المساهمة في تشويهه، وتزويره، تعبيراً عن الانهزام أمام العدو الطبقي..؟
العمر قصير بمعيار الزمن، وهناك فرق مابين العمر والحياة. العمر يقاس بالسنوات أو بالأشهر.لكن الحياة تقاس بالتجارب والخبرة ، والتفاعل الحي والتأثير المتبادل.
الشيوعي الجميل.. هو الذي تصمت الكلمات بحضوره..
الشيوعي الجميل.. يعجز الموت أمام تفاصيل عمره الزاخرة بالحياة..
الشيوعي الجميل.. ينبض حبه في ثنايا القلوب..
الشيوعي الجميل.. يحفر فكره بعمق في الذاكرة..
الشيوعي الجميل.. تجمع نسائم الصيف حروف اسمه وتشكلها قمراً يضيء للرفاق دروبهم..
الشيوعي الجميل ..... نقرأ اسمه بصوت عال..
لم يكن حضور الموت عادياً في ذلك الفجر رغم كل شيء..
كأن هذا الشبح الخرافي الغامض القادم من عوالم الأزلية استجمع كل ما فيه من جلال وهيبة وبطش وسخرية، وتسلل مع عتمة السحر إلى روحنا الراقدة على السرير الأخير، ليقول لنا جميعأ: ها أنا ذا أيها الرفاق! هل تأخرت عليكم؟
كأنه كان مستعجلاً وساهماً.. لأنه كان خاطفاً وخفيفاً ولم يشعر بقدومه الساهرون الحانون على الجسد المتعب؟
وكأنه لم يكن ذاته الجامحة حين عانق العروق الملائكية التي أتعبها النبض بحنو الرئيف المرهف ومضى بها بعيداً؟
ولم تكن صدمتنا حين باغتنا الغياب عادية رغم كل شيء..
كنا نشعر بدنو اللحظة الرمادية، لكننا لم نعط أذناً لهمسات الرحيل..
وكنا نعلم أن غيلان الألم قد أسرفت باجتياح الخلايا، لكننا لم نتهيأ لموكب الدموع..
وكنا نتحاشى التمعن في مقل قلوبنا لئلا تمر الحقيقة، فتضربنا في الصميم..
وأدركنا الحزن..
وحين أشرقت الشمس
آن أوان الوداع..
الوداع يا رفيقنا وصديقنا وأخانا وبقية روحنا..
الوداع يا سهيل.. الوداع يا أبا المجد..
ستبقى حياً في ضمائرنا.. في عقولنا وقلوبنا..
في مسيرتنا – مسيرتك التي لن تتوقف أبداً مهما بلغت المصاعب واشتدت العواصف وعظمت النوائب..
وعهداً منا - نحن رفاقك - أن تظل سيرتك الإنسانية والنضالية نبراسنا الهادي..
نعت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أحد قادتها، النقابي الشيوعي البارز سهيل قوطرش الذي وافته المنية صباح الثلاثاء 30/5/2006 في دمشق بعد مرض عضال أصيب به منذ أشهر دون أن ينال من إرادته حتى الرمق الأخير.
بعد صراع طويل مع المرض لسنوات عدة ونتيجة لازمة قلبية حادة توفي الرفيق «وحيد بن مصطفى الصباهي» عن عمر يناهز الخمسين عاماً.