آرا خاجادور نقابي عمالي عراقي آرا خاجادور نقابي عمالي عراقي

وداعاً سهيل قوطرش

الرفاق الأعزاء في

اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين – دمشق

تلقينا رفاقي وأنا بحزن بالغ نبأ رحيل رفيقنا القائد النقابي الشيوعي البارز سهيل قوطرش ابن الطبقة العاملة السورية البطلة، وهو في ريعان عطائه الخصب، بعد أن ألم به مرض عضال.

نحن في العراق نظل ننظر إلى الشيوعيين السوريين بعين الثقة والأمل، ونرى في وحدتهم ليس قوة للشعب السوري العظيم، وهو يواجه العدوان الفعلي والتلويح باعتداءات أكثر شراسة وانحطاطا وحسب بل أيضا قوة لنا في العراق الذي تطحنه قوات الاحتلال والعدوان ومجرمو العصر الجديد.

أقول لكم أيها الرفاق في هذه المناسبة الحزينة وكأني أرى الراحل يلخص تجربته النضالية؛ بأن الأعداء في الخارج والداخل يتجرؤون علينا  فقط في حالة ظنهم أننا نفقد أو فقدنا وحدتنا داخل المجتمع والطبقة والحزب والنقابة... أقول لكم: إن وحدة الشيوعيين السوريين غالية على كل القوى الخيرة، وهي تعطي أيضا مؤشرا على أن الهجمة الامبريالية بدأت تفقد الكثير من زخمها، وبدأ شيء من الصعود الثوري يتملل في بقاع شتى من عالم اليوم، وان ظهرت ملامح وحدتكم فهي جزء من ذلك الصعود.

وبحكم تأثيرات الصدمة الكبيرة لشعوب العالم من انهيار المنظومة الاشتراكية الدولية فان مشاهد تململ المقاومة الثورية الدولية لا يراها البعض بالوضوح المطلوب.

إنكم أدرى بما يمكن أن يسمى بالأفق والإرادة وحتى الحلم العمالي الموشح بالنزعة الإنسانية الطاهرة والخبيرة بدواخل أعداء الشيوعيين والعمال عامة ضد كل السلوكيات والمفاهيم الأصيلة دوما، وما تفعله النفوس الصامدة فوق وتحت التراب.

قد تبدو الشعوب في ذروة هزيمتها اليوم أمام كل الاستغلاليين والجشعين من وجهة نظر الكثيرين أو البعض، وحتى ولو سلمنا بهذه المقدمة على سبيل المثال أو الجدل، فعلينا أن نتذكر أن الأعداء " الأقوياء" ينهارون في دواخلهم هلعا من مجرد ثقتنا بالنصر.

إن شعبنا اليوم يقاوم في العراق، وهو واثق بالنصر على كل من أراد هدر كرامته الوطنية وتمزيق انتمائه، وهو يعلم بأن سلاح أعدائه الرئيس هو محاولة تدمير القيم والمفاهيم التي تمجد التضحية والإيثار، ويحاولون أي الطامعون من كل نوع هز قناعات من لم يتمتن عوده من خلال الإشارة إلى أن كل المفاهيم الشريفة هي لغة قديمة، وهذه المحاولة – نحن نقول -  هي الخرقاء من جانبهم، وهي التي عفا عليها الزمن، وهي الصادرة من مشجب القوى الرجعية والمتخلفة عبر التاريخ، ويجري تكرارها دون أي قدر من الإبداع أو الخلق أو الابتكار. 

إن ضحايانا الذين رحلوا ويرحلون فقرا أو مرضا أو في ساحات النضال من اجل البناء أو لكنس احتلال هم الجديد، ودوما هم بناة الحضارة والمستقبل، وهم الذين يعرفون كيف يعيشون وكيف يموتون.

نتمنى لعائلة الرفيق الراحل سهيل قوطرش ورفاقه وأصدقائه الصبر والسلوان، وليكن عزاؤهم وعزاؤنا جميعا أن الراحل كان شجاعا وشريفا ومخلصا لشعبه وعقيدته.