عرض العناصر حسب علامة : الاحتجاجات

احتجاجات «الأزمة الوبائية» كشكلٍ خاصّ من الاحتجاج العامّ المتصاعد ضد الرأسمالية

تركّز رواية الطبقات الحاكمة حول الاحتجاجات المرتبطة بالوباء عالمياً، وخاصة في أوروبا وأميركا، على تقديم صورة للمحتجّين على أنهم بشكل رئيسي من المتطرّفين ومثيري الشغب والعنف، وأصحاب «نظريات المؤامرة» الرافضين لاعتبار الفيروس تهديداً حقيقياً، أو رافضي الكمامات واللقاحات وإجراءات الوقاية...إلخ. لكن نتائج تقارير ودراسات موثّقة ظهرت مؤخراً تكشف سطحية وتضليل هذه الصورة السائدة. وبنظرة أوسع ترى الأمور في حركتها، لا ينبغي تجريد الاحتجاجات الخاصة بالأزمة الحالية المركَّبة (الاقتصادية-الاجتماعية-السياسية-الوبائية) عن السياق التاريخي والميل العام المتصاعد لاحتجاجات الشعوب ضد حكم الرأسمالية، والذي وثقته بالفعل إحدى الدراسات (المنشورة في نيسان 2020) والتي قالت بأنّ وتيرة نمو الاحتجاج الشعبي العالَمي قد تضاعفت 3 مرات تقريباً (أو بمعدّل +11.5 % كوسطي سنوي) بين 2009 و2019 (أي حتى قبل الوباء).

الأردن... موجة احتجاجات جديدة؟

بدأت خلال الأسبوع الماضي موجة احتجاجات جديدة داخل الأردن، شملت عدداً من المدن والأحياء، كان أولها: «حي الطفايلة» ووصلت إلى العاصمة عمّان، وقد جرى ذلك بعد وفاة عدد من مرضى الجائحة الفيروسية «كوفيد-19» إثر انقطاع الأوكسجين في مستشفى السلط الحكومي.

العراق وركوب موجة الحراك: هزلية «المرحلة» مثالاً..

يشهد العراق منذ أسبوعين تجدد احتجاجات «انتفاضة تشرين» في عددٍ من المحافظات العراقية، منددة بالأوضاع المعيشية المتدهورة، ومعبرة عن فقدانها للثقة بمنظومة المحاصصة الطائفية العراقية بكل مكوناتها ومن يدور حولها، وتتركز الاحتجاجات الأخيرة في 3 محافظات، هي: النجف والناصرية وذي قار، وكان من اللافت تقاطع المحتجين بمطالب «إقالة المحافظين» والحكومات المحلية، فيما دعا رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى «حوار وطني» يضمن القوى السياسية والشبابية والمحتجين، وأعيد الحديث عن «إخراج القوات الأجنبية» مجدداً.

الجزائر: أزمات كبرى تلقي ضرورات أكبر على «الحراك»

عادت التظاهرات والاحتجاجات الشعبية في الجزائر لتملأ مدن وشوارع البلاد منددةً بتردي الأوضاع المعيشية المستمر، والمصحوب بمواقف مراوغة من السلطة الحاكمة، وإجراءات شكلية لا تتعدى تغيير بضعة وجوه وأسماء لا تسمن ولا تغني من جوع، مع مسرحية مكافحة فساد قديمة جديدة لا تنتج أكثر من «إعادة توزيع وتمركز للثروة» المنهوبة بأيدي قلّة أقل، وليطالب الجزائريون باحتجاجاتهم الآن بـ «تغيير جذري وشامل» لمنظومة البلاد.