عرض العناصر حسب علامة : الرأسمالية

أساسيّات الفهم العلمي للأزمة الرأسمالية (2- الميل التاريخي لانخفاض الرّبحيّة)

يَعتبرُ ماركس الأزمةَ الاقتصاديةَ الرأسمالية مشكلةً لعملية تراكم رأس المال وحلّاً مؤقتاً لها. فجميع الأزمات الكبيرة تكشف التناقضات الكامنة في عملية التراكم، الذي بمجرّد أن يتباطَأ، تظهر على سطحه جميع أنواع العيوب والنقائص. من بينها أنّ وسائل الإنتاج لا تتعرَّض إلى الاهتلاك الفيزيائي فحسْب، بل وكذلك إلى ما يسمّيه ماركس «الاهتلاك المعنويّ»؛ عندما يضطرّ الرأسمالي إلى استبدالها، قبل انتهاء صلاحيتها الفيزيائية، بوسائلَ أحدث تكنولوجياً، تحت ضغط المنافسة في السوق المحلية أو الدولية، وهو أحد العوامل الهامّة في ميل معدّل الربح التاريخي نحو الانخفاض، الذي يعدّ مِن أهمّ قوانين الاقتصاد التي اكتشفها ماركس، ويتجلّى بقوّة في الأزمة الراهنة اليوم، بارزاً كأحد أهمّ الأسباب العميقة للخطر الذي يشكّله التقدّم التكنولوجي الصيني (كما في الذكاء الاصطناعي والأتمتة الروبوتيّة) على الولايات المتحدة وعلى تسريع وتعميق الأزمة الرأسمالية.

أساسيّات الفهم العلمي للأزمة الرأسمالية (1- مقدّمة)

يصف بعض الباحثين الماركسيين المرحلةَ التاريخية الحالية التي تمرّ بها الرأسمالية العالمية منذ 2008 حتى اليوم بأنها «الركود العظيم الثالث». سنحاول في سلسلة المقالات الآتية تقديم عرضٍ لأساسيات النظرية الماركسية حول الأزمات الاقتصادية الرأسمالية، نظراً للفائدة العِلمية والاقتصادية السياسية للتذكير بها، خصوصاً مع الطور الجديد الذي يبدو أنّ الأزمة تدخل فيه الآن، ولمّا تتكشّف بَعدُ زلازلُه الأعظم القادمة، والتي لا يشكّل إعلان الرئيس الأمريكي ترامب حرباً تجارية جديدة على العالَم، سوى إشارة لبدايته فقط، كأحد تطورات المأزق التاريخي لتراجع أمريكا خصوصاً، وقوى الإمبريالية عموماً، وما يتوازى معه من توسّعٍ لآفاقٍ تاريخية سبق أنْ انفتحت بالفعل منذ سنوات أمام قوى العالَم الجديد الصاعدة، وعلى رأسها الصين وكتلة بريكس.

فهم أساسيات الرأسمالية المالية في القرن الحادي والعشرين

كان أسبوعاً مضطرباً في سوق الأسهم، حيث دفعت مساعي دونالد ترامب لإعادة تشكيل النظام الرأسمالي العالمي بالمستثمرين إلى حالة من الهستيريا. إلى أين تتجه الأمور؟ لا أحد يعلم. ولكن مع اقترابنا من حرب تجارية محتملة، من المفيد أن نتراجع قليلاً للتأمل في شكل نظامنا المالي العالمي.

المشكلة الألمانية ليست «صينية» بل «رأسمالية»

أكثر من 20 عاماً، كانت Webasto في قلب واحدة من «الزيجات الاقتصادية» العظيمة في العصر الحديث. أنشأت الشركة الألمانية القادمة من الضواحي الصناعية لميونيخ أوّل مصنع لها في شنغهاي في 2001، وهو العام الذي انضمت فيه الصين إلى منظمة التجارة العالمية. في البداية، قامت الشركة بتصنيع فتحات السقف، ومن ثم أنظمة التدفئة وتكييف الهواء والبطاريات لشركات صناعة السيارات المحلية والدولية التي كانت تسارع لبناء مصانع خاصة بها في «ورشة العمل» العالمية الجديدة، وبفضل ذلك نمت الشركة بشكل كبير لتصبح رائدة عالمية في مجالها.

الثمرة الحامضة ... المول والشاشة كـ«فاترينات»

أشار العالِم السوفييتي سيرغي قره مورزا إلى تجربة اجتماعية نفسية ضخمة خلال البيرسترويكا، دفعت بها النخبة الليبرالية وتقوم على «إحلال الإشارة مكان الشيء أو إبدال الأشياء بالإشارات، حيث أجريت على أشياء ذات أهمية حياتية كبرى (كالمواد الغذائية). وطالب أكثر من نصف السكان باستبدال الأشياء (المواد الغذائية على مائدة كل منهم بصورتها؛ المواد المعروضة على واجهة المحلات). وفي استطلاع للرأي عام 1989 تبيّن أن 74% من المثقفين اعتبروا نجاح البيرسترويكا مرتبطاً برؤية المواد الغذائية المكدَّسة في واجهة المتاجر والدكاكين».

العنصرية ليست فكرة بل نهج مرتبط بالرأسمالية والاستعمار

لا ينبغي لنا أن ننظر إلى العنصرية على أنها مسألة مشاعر أو رأي شخصي، بل على أنها نظام استغلالي عمره مئات السنين. لا يمكن إدراك المفهوم الحديث للعرق وما أصبح يعرف فيما بعد بالعنصرية إلا في سياق المشروع الاستعماري الأوروبي الموجود في جوهر المشروع الأكبر المسمى «التحضّر». عندما خرج الأشخاص الذين أصبحوا يعرفون في نهاية المطاف بالأوروبيين من «أوروبا» إلى ما أصبح «الأمريكيتين»، كان لقاؤهم مع الشعوب الأصلية في هذه المنطقة مستوحىً بالفعل من الوعي العنصري، كما حلل المنظّر الثوري الأسود العظيم سيدريك روبنسون.

مجدداً عن غياب البدهيّ في تحرير الإنسان في المشاريع الحضارية المتاحة على الساحة

عندما نستحضر المشاريع النقيضة المطروحة اليوم في مواجهة وصول الحضارة الرأسمالية إلى نهايتها يلفتنا الغياب العملي لموضوع المواجهة، ألا وهو الإنسان. طبعاً إن الدفاع عن مصير البشرية في وجه الدمار النووي والجوع والنهب الإمبريالي وتدمير الطبيعة يصب كله في مصير الحفاظ على الإنسان كنوع (جموع) بيولوجي، ولكن ماذا عن الإنسان كفرد وكعاقل؟ في هذه المادة سنعيد الإشارة إلى بعض أفكار تحرير الإنسان وكيف أن غيابها كـ»بدهيات» دليل على الخضوع للاغتراب وهيمنة التشييء وتأثيرها على المشاريع النقيضة، أو على الأقل، عدم جهوزية هذه المشاريع للصراع في ضرورته التاريخية.