عرض العناصر حسب علامة : الإعلام

جمهور نفسي أم واعٍ: بين لوبون والحاضر (2)

قابل الصورة التي قدمها لوبون في كتاب سيكولوجيا الجماهير معترضون، وهم الذين اعتبروا أن الطرح خارج التاريخ، والذين شدّدوا على أهمية فهم الجماهير من خلال الواقع الاجتماعي. ومع هذا، لا يزال الكتاب والطرح يتمتعان بشهرة كبيرة، إما لمن يستخدم الكتاب لنشر فكرة لوبون أو لمن لم يستطع «فك شيفرة» وعي الجماهير ومن يقودها، أما من لم يستطع قيادة الجماهير فعزا المشكلة إلى الجماهير غير الواعية. وكتاب لوبون مهم لفهم الأحداث الحالية، وتفسير الوحشية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني والمدافعون عنه، ونركز على فكرتين، الفردية والوجود والانتماء.

صحافة العصر الرقمي والطبقة العاملة

سنقوم بنشر مقال للقائد العمالي والشيوعي الإيطالي أنطونيو غرامشي «دور الصحافة والعمال» حول تأثير الصحافة البرجوازية على وعي العمال ونضالاتهم من أجل حقوقهم ومصالحهم. والمقال الذي سنعمل على نشره في عددين متتاليين في «جريدة قاسيون» منقول بتصرف عن مركز الدراسات العمالية والنقابية.

منصّة «شاهد»... كيفَ تشاهد التطبيع مع الاحتلال؟!

نشرت مدوّنة «مقاطعة من أجل فلسطين» وهي إحدى منصات مقاطعة الاحتلال وإدانة التطبيع معه، في 13 آذار الجاري 2024، تقريراً بعنوان: معلومات يجب أن تعرفها قبل أن تُشاهد «شاهد» - والمقصود منصّة شاهد الترفيهية التابعة لقناة MBC المتورّطة منذ السنة الماضية في اتفاقية تعاون تجاري وفنّي بينها وبين شركة بارتنر «الإسرائيلية» منذ آذار 2023 بحيث تعرض منصّة «شاهد» مسلسلات «إسرائيلية» إلى جانب العربية. وهذا الموسم الرمضاني تعرض المنصّة المطبّعة 25 مسلسلاً عربياً بينها 4 مسلسلات سوريّة!

الإعلام الغربي يساعد «إسرائيل» في الإبادة الجماعية

كيف يمكن «للديمقراطيات الليبرالية» أن تحافظ على صورتها الرائدة على مستوى العالم عندما تتواطأ بشكل علني مع جريمة الإبادة الجماعية لشعب؟ وليس بسرعة قبل أن يتاح للعقل الوقت الكافي لاستيعاب ووزن خطورة ومدى الجريمة، ولكن بحركة بطيئة، يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، وشهراً بعد شهر. أيّ نوع من منظومة القيم يمكن أن تسمح لمدة خمسة أشهر بسحق الأطفال تحت الأنقاض، وتفجير الأجساد الهشة، بينما لا تزال تدّعي أنّها إنسانية، ومتسامحة، وساعية إلى السلام؟

مزحة اسمها الحياد!

ثمة اعتقاد شائع عند كثير من الناس، وكثير من النخب، قد يصل إلى درجة الإيمان أحياناً، وهو أنه يمكن اتخاذ «موقف» محايد! من المشاكل والصراعات الجارية سواء في الحياة اليومية للأفراد والجماعات أو في التطورات والأحداث المحلية والإقليمية والدولية. يكمن مبعث هذا الموقف غالباً في طلب الأمان والسلامة! وينسى أصحابه في غمرة حماسهم لموقفهم المحايد هذا أنهم اتخذوا موقفاً فعلاً!

الثمرة الحامضة ... المول والشاشة كـ«فاترينات»

أشار العالِم السوفييتي سيرغي قره مورزا إلى تجربة اجتماعية نفسية ضخمة خلال البيرسترويكا، دفعت بها النخبة الليبرالية وتقوم على «إحلال الإشارة مكان الشيء أو إبدال الأشياء بالإشارات، حيث أجريت على أشياء ذات أهمية حياتية كبرى (كالمواد الغذائية). وطالب أكثر من نصف السكان باستبدال الأشياء (المواد الغذائية على مائدة كل منهم بصورتها؛ المواد المعروضة على واجهة المحلات). وفي استطلاع للرأي عام 1989 تبيّن أن 74% من المثقفين اعتبروا نجاح البيرسترويكا مرتبطاً برؤية المواد الغذائية المكدَّسة في واجهة المتاجر والدكاكين».

جمهور نفسيّ أم واع: بين لوبون والحاضر

في أواخر القرن التاسع عشر نشر غوستاف لوبون كتاب «سيكولوجية الجماهير» كتفسير لأحداث الثورة الفرنسية. اعتُبِرَ لوبون من مؤسسي علم النفس الاجتماعي بحسب مترجم ومقدم الطبعة العربية الصادرة عن دار الساقي، وهذا استناداً إلى الشهرة الواسعة التي لاقاها بعد صدور الكتاب.

ثلاث آليات غربية للتعامل مع الغضب الشعبي المتعاطف مع فلسطين

إلى ما قبل العدوان الصهيوني الأخير على غزة، كان يبدو أنّ «ثقافة الترند» قد سيطرت نهائياً، ولم يعد هنالك فكاكٌ منها. نقصد بذلك أنّ المدى الزمني لتفاعل الناس مع أي «شيء جديد» لا يتجاوز في أقصى الأحوال أسبوعاً؛ سواء كان الأمر زلزالاً، كارثة، حرباً... أو أي شيء آخر. تتفاعل الناس، تتعاطف، تشتم، تناقش، تحاجج، ومن ثم يتم طوي الموضوع/ الترند والانتقال إلى الموضوع/ الترند التالي وهكذا، رغم أنّ معاناة من وقعت عليهم الكارثة أو الحرب لا تكون قد انتهت، بل وأحياناً تكون قد تعاظمت.

محترفو الدعاية الكاذبة ضدّ فلسطين

بعد أن شنّت حماس هجوماً مفاجئاً على الأراضي الفلسطينية المحتلة ضدّ «إسرائيل»، ردّت القوات «الإسرائيلية» بغارات جوية وقصف أدّى إلى تسوية المباني في غزة بالأرض. وأودت أعمال العنف حتى الآن بحياة آلاف الأشخاص. ومع ذلك فإنّ وسائل الإعلام الغربية تبدي اهتماماً أكبر بكثير وتتعاطف مع القتلى «الإسرائيليين» أكثر بكثير من تعاطفها مع ضحايا الفلسطينيين، ليلعب هذا الإعلام دوره كالمعتاد كمتحدث غير رسمي باسم الجيش «الإسرائيلي».

«ديمقراطية» و«حياد» الإعلام الغربي مهزلة العصر!

كتب الدبلوماسي البريطاني السابق كريغ موراي، حان الوقت لنسأل كيف وصلنا إلى هذه النقطة، وما نوع الطبقة السياسية لدينا القادرة على إيصالنا إلى هنا... ترسل كلّ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة مساعدات عسكرية إلى إسرائيل لارتكاب أعمال إبادة جماعية، محسوبة ومتعمدة. قتل حتى الآن أكثر من 500 طفل في غزة وأصيب أكثر من ألفين آخرين بتشوهات. ورغم قطع الغداء والماء عن غزة، وتصنيفها في القانون الدولي جريمةً دولية كبرى، يرفض المؤيدون الغربيون لـ «النظام القائم على القواعد» إدانتها.