عرّف ما يلي: التيار الوطني السوري

عرّف ما يلي: التيار الوطني السوري

قد يبدو مصطلح «التيار الوطني السوري» مفهوماً بمعناه العام، وينظر إليه على أنّه صفة إيجابية يوصف بها تيار أو مجموعة من التيارات، التي ورغم التباينات فيما بينها تتفق على القضايا الوطنية الأعم.

كيف يصيغ هذا التيار موقفه من وحدة البلاد؟

لا يكفي أن يؤكد الوطنيون السوريون على وحدة البلاد وسلامة أراضيها، بل ينبغي تلازم هذا الإعلان مع عمل حثيث وجدي على بناء توافق عام وشامل يحافظ على وحدة البلاد حقاً، فالتجربة أثبتت دئماً أن وحدة تراب أي بلد هو نتيجة طبيعية لقناعة أبنائه في مصلحتهم في بقاء هذه الوحدة، التي يرون فيها ضامناً لقوتهم وسلامتهم وتأمين عيشهم الكريم ومستقبلهم، ولا يمكن فرضها بقوة السلاح أو الإكراه، بل إنّ اعتماد أساليب كهذه يلحق أكبر الضرر بوحدة البلاد.

هل يمكن للوطنيين السوريين تجاهل أوضاع الناس المعيشية؟

إن أي تيار وطني سوري يجب أن يضع نصب عينيه رفع مستوى معيشة السوريين وأن يكشف أمامهم ذلك النموذج الذي استخدم لنهبهم لعقود مضت، وأن يضع ملامح النموذج البديل، وإنّ تحسيناً حقيقياً لظروف الحياة لا يمكن ربطه بالاستثمارات الخارجية إذ إنّ رؤوس الأموال تتجه لتحقيق أعلى ربح ممكن، بينما يحتاج السوريون للخروج من دائرة الفقر إلى البحث عن نموذج اقتصادي حقيقي بعيد عن الربح ويضع تأمين حياة كريمة للسوريين في المقام الأول.

كيف يبني هذا التيار رؤيته للعلاقات مع الخارج؟

البديهي القول أن المطلوب من العلاقات الخارجية أن تؤمن مصالح سورية أولاً، ويحدَّد حجم وطبيعة الانفتاح على أي قوة لا من خلال رغبة هذه الفئة أو تلك، بقدر ما ينبغي أن يكون ناتجاً عن معرفة حقيقية بدور القوى الدولية التاريخي تجاه سورية والمنطقة، ولا يمكن بناء علاقات خارجية صحيحة تحت نشوة الوعود بأنهار العسل التي يظهر أنّها قد تقودنا إلى الخراب، فـ «إسرائيل» مثلاً لم تكن صديقاً يوماً، بل إنّها كيان معادٍ في جوهره لسورية وأهلها.

هل يوجد هذا التيار اليوم؟ وهل يضم الوطنيين السوريين بين صفوفه؟

لا شك أن هذا التيار موجود بالفعل، ونشأ منذ نشوء الدولة السورية وانضم في صفوفه أهل سورية من كل المناطق ودون استثناء، عاش هذا التيار أياماً صعبة، وناضل أولاً في سبيل تبديد أوهام أبناء البلد الواحد الذين كانوا واقعين تحت تأثير كذب أعدائهم وعمل على رص صفوفهم، وكان دائماً حاضراً ويعمل دائماً على استقطاب السوريين إلى صفوفه وهو اليوم أمام فرصة حقيقية ليؤدي دوره التاريخي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
0000