عرّف ما يلي: الأمن الوطني

عرّف ما يلي: الأمن الوطني

يعرف أحد الفنانين «الأمن» بشكل ساخر ومكثف عبر سؤال وجواب بسيطين: السؤال: «شو عكس الأمن؟»، الجواب: «الأمن»! والمقصود بطبيعة الحال هو أن الأجهزة الأمنية، أجهزة القمع والاعتقال والتعذيب التي تمتلكها الأنظمة، هي العدو الأول لأمن الناس وأمانهم... مع ذلك، فإن مفهوم «الأمن الوطني» هو مجال واسع جداً ينبغي تعريفه.

ما هو الأمن الوطني ببساطة؟

يمكننا القول إنّه يعبّر عن قدرة الدولة على حماية مصالح شعبها من التهديدات الداخلية والخارجية، وضمان استقرارها وسيادتها، ولكنّه في الوقت نفسه أعقد بكثير من ذلك؛ فالتهديدات هذه يمكن أن تكون واسعة ومتنوعة، ومجابهتها غير ممكنة بالوسائل الأمنية وحدها، بل وإن الوسائل الأمنية تكاد تكون الأقل وزناً ضمن المفهوم الواسع للأمن الوطني.

ما هي الخطوة الأولى؟

نحتاج أولاً إلى مراكز أبحاث حقيقية تعمل على تطوير معارفنا عما يجري حولنا وانعكاسات كل ذلك على البلد، وتحدد الأخطار سواء كانت من الداخل أو الخارج، هذا إلى جانب وجود جهاز استخبارات متخصص لا في قمع الحريات وتكميم الأفواه بل بحماية البلاد وأهلها. ولكن مع ذلك يظل فهمنا للأمن الوطني قاصراً فالمسألة أوسع من مركز أبحاث وجهاز استخبارات.

كيف يمكن أن يؤثر استقرار البلاد على الأمن الوطني؟

يظل موضوع الاستقرار الداخلي الركن الأهم في الأمن الوطني، فالمخاطر الخارجية دائمة لكن مدى حصانة المجتمع ضد هذه المخاطر يكون في كثير من الأحيان عاملاً حاسماً، وهو ما يتطلب تأمين احتياجات الناس المعيشية وإنهاء مشاكل سرطانية مثل التهميش والبطالة، هذا إلى جانب بناء هوية وطنية حقيقية جامعة لكل السوريين وعلاج كل ما يسبب التفرقة بينهم، إلى جانب تأمين الاحتياجات الحيوية مثل الغذاء والماء ومصادر الطاقة، وعدم الاعتماد على مصادر خارجية في تأمينها لأن ذلك يمكن أن يتحول إلى ثغرة كبرى في أمننا الوطني.

كيف نضمن الأمن الوطني في سورية اليوم؟

تعرضّت سورية خلال 15 سنة إلى أضرار كبيرة في أمنها الوطني، على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي وغيرها، وهي لذلك في حالة خطرة من الانكشاف، وإذا ما أردنا حقاً تحصين أنفسنا علينا أولاً أن ننطلق من أن «الأمن الوطني» هو في النهاية مفهوم متعدد الجوانب، يحتاج وسائل متنوعة لتأمينه ينطلق أولاً من كيفية تلبية حاجات المجتمع وتدعيمه ورأب الصدوع داخله، وبناء نظام سياسي جديد يتمتع بالمرونة والاستقرار في آن واحد، كما يستوجب وضع سياسة اقتصادية تضمن أعلى درجات الاستقلالية، تعتمد على الداخل وقدراته بأقصى درجة ممكنة.
 

معلومات إضافية

العدد رقم:
0000