عَلم زائف: «إسرائيل» تهاجم الحاملة الأمريكية نيميتز؟

عَلم زائف: «إسرائيل» تهاجم الحاملة الأمريكية نيميتز؟

يعود استخدام مصطلح «عَلم زائف- false flag»، إلى ما قبل عدة قرون، إلى أيام المعارك البحرية في القرن السابع عشر؛ حيث جرى في معارك عديدة أن تسللت سفينة معادية إلى قلب أساطيل العدو رافعة علمه، ثم حين وصولها إلى مسافة كافية، تقوم بإنزال علم العدو ورفع علمها وتبدأ المعركة. وبهذا كان العلم الزائف شكلاً من أشكال الخداع الحربي عبر التنكر.

مع الوقت، وفي عصرنا الحديث، بات «العَلم الزائف» تقنية أكثر تعقيداً ولها تطبيقات كثيرة في الحروب المعاصرة. من أشهر الأمثلة على ذلك أمران قام بهما النازيون، الأول عام 1933 حين قاموا هم أنفسهم بإحراق الرايختساغ واتهموا الشيوعيين بذلك، وشنوا عليهم حملة قمع دموية شديدة تحت هذه التهمة. الثاني هو الحادثة الشهيرة المسماة غلويفيتز عام 1939، حيث نفذ عملاء ألمان هجوماً على الإذاعة الألمانية مرتدين زياً بولندياً لاتهام البولنديين بالعملية، وتم استخدام هذه التهمة لبدء العدوان على بولندا واحتلالها، والذي بدأت معه الحرب العالمية الثانية.

«إسرائيل» لديها سجل حافل من استخدام عمليات العَلم الزائف، حيث تقوم بعمل تخريبي ما وتتهم أطرافاً أخرى بالقيام به بغرض تحقيق هدف محدد سياسي أو عسكري أو نفسي. بين أهم هذه الأعمال المعروفة (لأن كثيراً منها غير معروف)، عملان شهيران:

أولاً، قضية لافون 1954، حين فجر عملاء للموساد «الإسرائيلي» مكتبات ومراكز ثقافية بريطانية وأمريكية في القاهرة والإسكندرية، لاتهام المصريين بها وتعطيل محادثات الاستقلال البريطاني عن مصر، ودفع الأمريكيين للعمل ضد حكومة عبد الناصر الناشئة في حينه. فشلت هذه العملية وتحولت إلى فضيحة مع القبض على المنفذين وكشف غاياتهم.

ثانياً، مهاجمة السفينة يو إس إس ليبرتي USS Liberty يوم 8 حزيران 1967، في المياه الدولية على بعد 25 ميلاً من ساحل سيناء خلال حرب الأيام الستة، حيث قامت قوات جوية وبحرية «إسرائيلية» بمهاجمة السفينة ما أدى لإصابات جسيمة فيها، ولقتل 34 جندياً أمريكياً، وإصابة 171 آخرين على متنها. اضطرت «إسرائيل» لاحقاً للاعتراف بأنها المسؤولة عن الأمر، وقالت إنه جرى بالخطأ، رغم أن أدلة عديدة تشير إلى أن الغرض كان إغراقها نهائياً لمحو الأدلة، بما يسمح باتهام المصريين بالأمر، لدفع الأمريكيين نحو الانخراط المباشر في الحرب إلى جانب «إسرائيل».

والآن، تصل حاملة الطائرات الأمريكية USS Nimitz يو إس إس نيميتز إلى الشرق الأوسط، في ظل تصاعد الحرب بين «إسرائيل» وإيران، وفي ظل انقسام أمريكي حول المشاركة المباشرة في الحرب أو عدمها، مع رغبة «إسرائيلية» واضحة في تدخل مباشر من الأمريكان.

تعد الظروف الراهنة مثالية لاستخدام «العَلم الزائف»، عبر قيام «إسرائيل» بمهاجمة الحاملة نيميتز واتهام إيران بذلك! هل يبدو الأمر غريباً؟ ربما... ولكن واحداً من أشهر ضباط المخابرات المركزية الأمريكية CIA الذين عملوا في البيت الأبيض لسنوات عديدة، رايموند ماكغوفرن Raymond McGovern يحذر في تغريدة نشرها يوم الثلاثاء 17/6، من أن هذا بالضبط ما يمكن أن يحصل!

معلومات إضافية

العدد رقم:
0000