درسٌ من الهند/باكستان!

درسٌ من الهند/باكستان!

هناك أجيال من الشباب لا تعلم أن الهند كما نعرفها اليوم هي قطعة من بلد أكبر عمل البريطانيون على تقسيمه؛ فالهند كانت سابقاً تضم كلأ من باكستان وبنغلاديش، ويروي التاريخ قصصاً بطولية حول كيف قاومت شعوب شبه القارة الهندية الاستعمار، الذي وجد أن السبيل الوحيد لمجابهة الشعب هو اتباع سياسة شهيرة عرفت باسم «فرّق تسد»، والتي تقوم على تفريق الشعب ودفعه للاقتتال الداخلي بدلاً من قتال المستعمر الذي كان ينشغل بنهب ثرواتهم بغض النظر عن دياناتهم وقومياتهم، ما سمح بتقسيم شبه الجزيرة الهندية في عام 1947.

وتوثّق المراجع التاريخية التي درست تلك المرحلة تفصيلاً فريداً من نوعه؛ إذ كانت الشائعات تنتشر بسرعة كبيرة وكانت بريطانيا تسيطر على وسائل الإعلام وتتحكم بالأخبار التي يجري ترويجها، وعملت بريطانيا على نشر هذه الشائعات وتضخيمها ولم يكن من الممكن في ذلك العصر أن يتحقق الناس من صحة هذه الأخبار، بل ما جرى كان تعظيم مخاوف الناس! فكان كثير من سكان الأرياف في القرى الهندوسية يسمعون الحكايات عن مجازر لم تقع في قرى أخرى، وللمفارقة كانت القصص ذاتها تنتشر في قرى المسلمين لكن مع تبديل ديانة الضحايا، ما دفع في نهاية المطاف للمزيد من الاقتتال الطائفي، والمثير للانتباه أن القناعة التي سادت في حينه كانت تفيد باستحالة عيش المسلمين والهندوس جنباً إلى جنب في بلدٍ واحد، وجرى تصوير باكستان على أنّها «وطن المسلمين» لكن اليوم يعيش في الهند أكثر من 200 مليون مسلم وهو عدد يقارب عدد سكان باكستان!

معلومات إضافية

العدد رقم:
-