نماذج من العمل المنظم: جرمانا
في ظل المخاوف الأمنية التي مرت بها سورية في الأسابيع الأخيرة، يبرز الوضع في مدينة جرمانا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، كمثال على الأمل والتجاوز الذي يحلم به السوريون. تعد هذه المدينة من الأمثلة البارزة على القدرة على التغلب على التحديات الأمنية وتجنب الفوضى والانتقام العشوائي.
جرمانا، التي تعتبر نموذجاً للتنوع السوري، نجحت في المحافظة على سلميتها بفضل تكاتف أبنائها وحكمة عقلائها. لم تشهد المدينة أي انتقام دموي رغم التحديات، حيث استطاع شبابها أن يحافظوا على الأمن منذ اللحظات الأولى لانهيار السلطة، وذلك دون أي تمييز أو استثناء.
كان للمدينة نشاط تجاري مستمر حتى في أحلك الأوقات، حيث ظل السوق التجاري الضخم، الذي يضم شركات خاصة ومحلات تجارية، يعمل بشكل طبيعي دون أن يتعرض للتكسير أو التخريب. كذلك، استمرت المؤسسات العامة في العمل باستثناء تلك الأمنية، بفضل المبادرات الفردية والجماعية التي قادها أهل المدينة.
إضافة إلى ذلك، شهدت جرمانا سلسلة من الندوات والمبادرات السياسية والفكرية والمدنية التي تعقد بشكل شبه يومي. آخرها كان تجمعاً لسكان المدينة طالبوا خلاله بتحسين الواقع العام، مع التركيز بشكل خاص على مشكلة الكهرباء التي تكاد تكون معدومة. كما عبر المشاركون عن رفضهم لسياسات خصخصة الكهرباء التي اتبعها النظام السابق رافعين شعار «ما بدنا أمبيرات، بدنا الكهربا».
بالإضافة إلى ذلك، طالب المحتجون بحل سريع لمشكلة النفايات المتفاقمة بسبب الكثافة السكانية العالية وسرعة محاسبة السلطات التي تسببت في تدمير البلاد. وكان لافتاً في هذا التجمع رفع العلم السوري فقط، بمشاركة واسعة من النساء ومختلف مكونات المجتمع السوري، وانتهى التجمع بشكل سلمي، مما يعكس الأمل في أن تلقى مطالبهم آذاناً صاغية، مختلفة عما عهدته البلاد في العقود الماضية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1212