رحلة الناس والأبطال

رحلة الناس والأبطال

يظن الناس أن أبطالاً قد يظهرون فجأة من الظلام لإنقاذهم مما همّ فيه، لكن الواقع غير الحكايات ولا يسير بهذا الشكل؛ فالأبطال يظهرون من بين الناس، هم مثلهم تماماً لكنّهم يمتلكون صفات محددة؛ فعندما تتراكم المشاكل التي تحتاج إلى حل، وتتحول حياة الناس إلى حملٍ ثقيل، يبدأون بالبحث عن الخلاص، والأبطال يستشعرون حاجة الناس إلى التغيير، ويملكون فطرة سليمة تدلهم على الطريق، وبالرغم من ذلك يخطئون كغيرهم من الناس، لكنّهم يملكون ما يكفي من التواضع للاعتراف بالأخطاء وتصحيح اتجاه السير، وعلى هذا الأساس يكسبون ثقة الناس ويتحولون إلى أبطال يذكرهم التاريخ.
هكذا الحال أيضاً في سورية؛ فأحوال الشعب كانت تسير من سيئ إلى أسوأ، ونحن الآن في اللحظة التي يولد فيها الأبطال، أولئك الذين يدركون مواجع الناس ويشعرون بها، ويبحثون عن المخرج الآمن، وهنا يلتف الناس حولهم ويحمونهم من الأخطار، ويسيرون خلفهم إلى الخلاص، وفي هذه الرحلة الشاقة يحتاج الأبطال لاستشعار نبض الشارع لحظة بلحظة، والتعاطي معه بقلب مفتوح، وعقل صاحٍ، وجرأة حقيقية، عند ذلك فقط تنجح المعادلة، وننتقل إلى مكانٍ أفضل، غير آبهين بأوحال الطريق وصعوبته.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1212