صاحب الجلالة الشعب
ما هو شكل الحياة السياسية القادمة؟ وما هي القوى السياسية التي ستكون موجودة على الساحة؟ أسئلة كثيرة تتكرر على ألسنة الناس في الشارع، وتحديداً بعد اتخاذ السلطة الجديدة قراراً بحل أحزاب «الجبهة الوطنية التقدمية». لكن، وقبل أن نجيب على ما سبق، لا بد من قول الحقيقة حول هذه الأحزاب، ما لها وما عليها؛ في البداية، لا يمكن لأحد أن يتجاهل فكرة أن هذه الأحزاب أدت أدواراً مهمة في تاريخ سورية منذ ما قبل الاستقلال، أي قبل أن يحتل نظام الأسد موقع السلطة بأكثر من 40 أو 50 عاماً، لكن دورها أخذ بالانحسار تدريجياً خلال العقود الماضية، ولم تعد تتمتع بعلاقة حقيقية مع الشارع السوري الذي لم يكن يرى تمايزاً واضحاً في مواقف أحزاب الجبهة عن حزب البعث الحاكم، ولذلك لم نسمع أصواتاً كثيرة تدافع عن هذه الأحزاب أو تعارض قرار حلها. لكن المشكلة الحقيقية هي أن قرارات من هذا النوع، تندرج ضمن صلاحيات الشعب وحده، أي أن الشعب السوري هو الطرف الوحيد المخول في حسم مسألة الأحزاب؛ أيها يستحق الحياة وأيها ينبغي تشييعه إلى مثواه الأخير. لكي نوضح مقصدنا أكثر، نبدأ من فكرة بسيطة، وهي أن حرية العمل السياسي يجب أن تكون مصانة، ويحق للسوريين الانتماء لأي حزب وطني موجود، ويحق لهم أيضاً تشكيل أحزابٍ وتجمعات جديدة، وعلى هذا الأساس يجب أن تكون الساحة متاحة للجميع لطرح آرائهم وبرامجهم السياسية، وهنا يستطيع الشعب أن يقرر موقفه؛ فالأحزاب التي تكسب ثقة الناس تضمن حقها بالوجود، والأحزاب التي تفشل في نيل هذه الثقة تنحل بحكم الأمر الواقع، أي أن الحياة السياسية وصناديق الاقتراع قادرة على حسم هذه المسألة... حين تكون الكلمة هي للشعب السوري فلا خوف من تلك الكلمة، ينبغي أن تكون الثقة عالية بإرادة الشعب السوري ورأيه، فالأحزاب أو القوى التي تنال ثقته هي الأحزاب التي يمكن أن تبقى وتكبر، أما تلك التي لا تنال ثقته فإنها تنحسر وتموت من تلقاء نفسها، حتى وإنْ بقيت موجودة شكلياً لكنها لن تكون موجودة من حيث الوظيفة ومن حيث الدور...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1212