خطوة بالاتجاه الصحيح
في لحظة مهمة تلت الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة، طالب قائد الإدارة السورية المؤقتة أحمد الشرع، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء القطري، «إسرائيل» بالعودة إلى خطوط اتفاق 1974. فما القصة؟ وما سر التزامن بين الحدث والتصريح؟
كان واضحاً أن السوريين بدأوا يعبرون عن موقفهم الواضح من «إسرائيل» بعد أن نفضوا غبار السلطة السابقة وشعاراتها المنافقة عنهم، وشهد الشارع السوري حتى اللحظة عدة أحداث بارزة ضمن هذا الاتجاه، أولها: كان في ريف درعا، عندما خرجت مظاهرات في قرى حوض اليرموك ومنها قرية معرية لرفض التوغل «الإسرائيلي»، ثم تلاها منذ أيام مظاهرة أخرى في حمص تحث الإدارة الجديدة على وقف غطرسة العدو، ما عكس بوضوح أصالة الشعب السوري وحساسيته تجاه كل ما يمس كرامته.
وجاء موقف الإدارة المؤقتة في سورية متماشياً مع المزاج الشعبي، وعبّر عنه الشرع للمرة الأولى بشكلٍ واضح أثناء مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء القطري حين قال: «(إسرائيل) كانت تبرر سلوكها السابق بوجود المليشيات الإيرانية وحزب الله»، واليوم اختلف الوضع، لكن السلوك لم يتغير، وطالب على هذا الأساس بانسحاب القوات المعتدية إلى حدود اتفاق 1974.
الخطوة مطلوبة وفي الاتجاه الصحيح. وإذ كان البعض يقول: إننا في سورية نمر في لحظة ضعف، ولا نستطيع المطالبة بحقوقنا تحديداً بوجه «إسرائيل»، إلا أن اتفاق وقف إطلاق النار أثبت أن «إسرائيل» ليست بالقوة التي تحاول تصوير نفسها بها، وأن اللحظة مواتية لوضع حدٍ للاعتداءات المتكررة التي سرقت فرحة السوريين.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1210