يمكن أخذ السلطة بفوهة البندقية لكن لا يمكن الحفاظ عليها بفوهة البندقية!
خلال لقاء مع د. قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية، ورئيس جبهة التغيير والتحرير، على تلفزيون سوريا يوم الثلاثاء الماضي، عرض مجموعة من الأفكار، بينها التالية:
البعثيون كانوا يقولون لنا: «نحن أخذنا السلطة بفوهة البندقية، ومن يريد شيئاً منها فليأت لأخذه بفوهة البندقية». يمكن أن يفهم المرء أن استلام السلطة يمكن أن يحصل فعلاً بفوهة البندقية، ولكن الاستمرار بالسلطة لا يمكن أن يستمر بفوهة البندقية، والبعث نفسه هو مثالٌ يثبت صحة ذلك.
لذلك أعتقد أنه على السيد أحمد الشرع، مع الاحترام له، أن يفهم هذا الدرس التاريخي، وأن يفتح أكبر حوار ممكن مع كل القوى السورية الوطنية. هنالك إحساس لدى الناس اليوم أنه هنالك انفراداً بالسلطة؛ ابتداءً من طريقة تشكيل الحكومة المؤقتة ووصولاً إلى التصريحات والتعيينات والإجراءات التي تتم.
مع ذلك، ينبغي التذكر أنهم لعبوا دوراً مهماً في إسقاط السلطة. ولكن سقوط السلطة كي يتحول إلى سقوط للنظام يحتاج أشياء أخرى كثيرة، ويحتاج إجماعاً شعبياً. وهم الآن في مركز المبادرة وينبغي أن يتصلوا بالجميع، وأن يكونوا منفتحين على الجميع.
ينبغي علينا جميعاً أن نفهم أن سورية بطبيعتها لا يمكن أن يحكمها حزب واحد؛ سورية تعددية بطبيعتها، تعددية سياسياً أولاً وثانياً وثالثاً، وتعددية ثقافياً رابعاً وخامساً، وسادساً تعددية قومياً، وسابعاً دينياً، وثامناً طائفياً...
وتقصدت أن أقول أولاً وثانياً وثالثاً هي متعددة سياسياً، لأن التعدد السياسي في سورية هو ما يوحدها ويلم شملها. بالتأكيد ينبغي احترام كل الأديان والقوميات والطوائف، ولكن برأيي كل الأحزاب المستقبلية في سورية يجب أن تقوم على أساس وطني جامع، ويجب أن يكون ممكناً لأي سوري أن ينتسب لأي حزب يريد، ويجب ألا يتم منع أي سوري من الانتماء إلى الحزب الذي يريد، وبغض النظر عن القومية والدين والطائفة والجنس... هذا ما يحقق المواطنة المتساوية الفعلية.
ما يقلل من قلقنا ومخاوفنا ويدفع إلى قدر من الطمأنينة، هو أن العمل جارٍ على مهمة مقدسة هي الحفاظ على وحدة سورية.
ما نراه من إجراءات باتجاه إنشاء جيش وطني موحد يشمل كل البلاد، عملياً القوى التي في دمشق وفي الجنوب والشمال، وتجري مباحثات مع الشمال الشرقي، إن تم هذا كله، فنحن أمام نواة جيش وطني موحد وهذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على وحدة التراب السوري.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1206