لقاء لإلهام أحمد مع دير شبيغل.. وتعليق من قاسيون!

لقاء لإلهام أحمد مع دير شبيغل.. وتعليق من قاسيون!

نشرت صحيفة ديرشبيغل الألمانية يوم الخميس 31/10/2024 لقاءً (هنا رابطه) مع السيدة إلهام أحمد، التي تشغل حالياً منصب الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية، حول احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سورية.

فيما يلي، تنشر قاسيون ترجمة هذا اللقاء، وتتبعه بتعليقٍ منها عليه.

نص اللقاء

حمل اللقاء عنوان: «إذا انسحب الأمريكيون، فسوف يندلع القتال على الفور»، وتضمن ما يلي:
المناطق الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في سورية محاطة بالأعداء. ويحتجز هناك الآلاف من أنصار تنظيم «الدولة الإسلامية». تقول السياسية إلهام أحمد: الأكراد يشعرون بالتخلي عنهم.
مقابلة أجرتها سوزان كويلبل
31 أكتوبر 2024، الساعة 5:47 مساءً

 

spiegel-photo_2024-11-11_23-56-12


خلال الحرب الأهلية السورية، حكم تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي أجزاء كبيرة من سورية والعراق. وتمكنت الميليشيات الكردية، بالتعاون مع القوات الأمريكية، من كسر هذه القاعدة في مارس/آذار 2019. ومنذ ذلك الحين، يحكم الأكراد شمال شرق سورية، أي ما يقرب من ثلث البلاد. ومع ذلك، بموجب القانون الدولي، تنتمي المنطقة إلى سورية. خلال زيارتها إلى برلين، تسعى مسؤولة السياسة الخارجية الكردية إلهام أحمد للحصول على الدعم للمناطق الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي والمحاطة بالأعداء.
شبيغل: الأكراد السوريون قلقون بشأن نتائج الانتخابات الأمريكية. لماذا؟
أحمد: قد يعتمد مستقبل حكمنا الذاتي على هذه الانتخابات. قبل خمس سنوات، هزمنا تنظيم «الدولة الإسلامية» هنا مع الولايات المتحدة. ولهذا السبب لا يزال حوالي 800 جندي أمريكي متمركزين في شمال شرق سورية. ومع ذلك، فإن بقاء الوضع مستقراً يعتمد على بقائهم أو مغادرتهم.
شبيغل: قرر التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية، وهو تحالف دولي للدول التي تقاتل الجماعة الإرهابية، عدم سحب الجنود الأمريكيين حتى نهاية العام المقبل على الأقل. هل يمكن أن يحدث هذا في ظل رئيس جديد في واشنطن؟
أحمد: كرئيس، أعلن دونالد ترامب بالفعل سحب الجنود الأمريكيين. ولم يتم منع ذلك إلا بإقناع أهل العلم في واشنطن.
شبيغل: ماذا سيحدث إذا غادر الأمريكيون؟
أحمد: ستندلع الاشتباكات على الفور. وسيتم ملء فراغ السلطة من قبل جهات فاعلة أخرى، وخاصة تركيا. وستغرق المنطقة في الفوضى. إيران وميليشياتها الشيعية والروس، وكلاهما حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، سوف يهاجموننا أيضاً. القوى النائمة في تنظيم «الدولة الإسلامية» ستخرج من مخابئها للقتال من جديد من أجل أراضيها السابقة.
شبيغل: ما هي الأهداف التي تسعى أنقرة إلى تحقيقها؟
أحمد: تركيا تقصفنا كل يوم. تشترك تركيا في حدود طويلة معنا، ومن الواضح أن الرئيس رجب طيب أردوغان يريد زعزعة استقرار الحكم الذاتي. يريد أن يأخذ أراضينا تحت سيطرته.
شبيغل: قد تكون أنقرة محقة في خوفها من الانفصاليين الأكراد المتشددين. ونُسب الهجوم الأخير في العاصمة التركية، والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص إلى منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية. ما هو الدور الذي تلعبه هذه القوة في المناطق الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي؟
أحمد: نحن لا نهدد أحداً. كما أن تركيا لا تهاجم منشآتنا العسكرية، وبعض المسؤولين فحسب، بل تهاجم أيضاً معسكرات اعتقالنا التي ما زلنا نحتجز فيها الآلاف من مقاتلي داعش، وعشرات الآلاف من أقارب مقاتلي داعش من جميع أنحاء العالم. كثير منهم متطرفون للغاية.
شبيغل: ما هي المصلحة التي يجب أن تكون لدى تركيا في قصف السجون التي يقبع فيها مقاتلو داعش الخطرون وأقاربهم؟
أحمد: يريد أردوغان إطلاق سراح مقاتلي داعش حتى يتمكنوا من إحداث الفوضى والإطاحة بنظامنا هنا. وسمح لمقاتلي داعش بدخول سورية عبر تركيا خلال الحرب الأهلية. من الواضح أنه ليس لديه صراع مع إرهابيي داعش، لكن لديه صراعاً معنا.
شبيغل: كيف يمكن أن يبدو السلام؟ كما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد عن رغبته في إعادة المنطقة إلى حكمه. هل هناك حل يمكن للجميع التعايش معه؟
أحمد: هدفنا هو التوصل إلى اتفاق مع دمشق وأنقرة، على غرار اتفاق إقليم كردستان في العراق. وسيكون من المفيد أن يتدخل التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية، بما في ذلك الألمان، كوسطاء.
شبيغل: التزمت الحكومة الفيدرالية [الألمانية] بدعم التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية لتعزيز جهود اجتثاث التطرف لدى أقارب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين تم أسرهم. ما مدى نجاح الألمان في هذا؟
أحمد: تقوم برلين بتمويل مركزين صغيرين لإجمالي 250 مراهقاً من داعش، الذين ستتم إعادة دمجهم في المجتمع، كما تقوم بترتيب عودة بعض أنصار داعش إلى العراق. وهذا نهج جيد، ولكنه مجرد قطرة في محيط - بالنظر إلى أننا نحتفظ بـ 5000 مقاتل من داعش، وأكثر من 50000 عضواً من داعش من 52 دولة في الأراضي التي نديرها. ولا يزال معظم هؤلاء الأشخاص متطرفين، والعديد منهم عنيفون.
شبيغل: ما الذي يجب أن يحدث لنزع فتيل هذا الخطر؟
أحمد: سنحتاج إلى ما لا يقل عن 15 إلى 30 مركزاً لمكافحة التطرف، وموظفين مؤهلين، وبرامج تدريب، ولكن أيضاً إلى ولاية قضائية لمحاكمة مرتكبي جرائم داعش.
شبيغل: كيف يمكن تحقيق ذلك؟
أحمد: نود أن نوجه الاتهام إلى إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في عملية قانونية، ومن ثم، بمجرد إدانتهم، ننقلهم إلى بلدانهم الأصلية. يجب أن يقضوا عقوبتهم هناك. لكن عدداً قليلاً جداً من البلدان على استعداد لاستعادة مواطنيها. أقل ما يجب على التحالف المناهض لتنظيم داعش فعله هو توفير الموارد المالية لتأمين معسكرات الاعتقال، وتوسيع السجون بطريقة إنسانية.
شبيغل: ما الذي يعيق محاكمة إرهابيي داعش في سورية؟
أحمد: وضعنا بموجب القانون الدولي. على سبيل المثال: نود توجيه الاتهام إلى مقاتل ألماني من تنظيم الدولة الإسلامية قام مع مقاتلين آخرين بتنفيذ مذبحة في عام 2015 بعد استعادة مدينة كوباني. قُتل 127 رجلاً وامرأة. تم قطع حناجر معظم الضحايا في ذلك الوقت. وجميع هذه الأفعال موثقة بشكل جيد. لكن التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية وكذلك ألمانيا يقولان لنا: نظراً لعدم الاعتراف بكم كدولة بموجب القانون الدولي، فلا يمكن تنفيذ مثل هذه الإجراءات القانونية لديكم. ومن الواضح أن هذه الدول، بما في ذلك ألمانيا، تأمل أن يظل هؤلاء الأشخاص الخطرين في رعايتنا إلى الأبد، وألا يعودوا أبداً إلى وطنهم.

تعليق قاسيون

ليس من الواضح تماماً، إلى أي حد يمثل كلام السيدة إلهام أحمد ضمن هذا اللقاء، الرأي العام ضمن مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية، وهذه الجهات معنية بتوضيح موقفها سريعاً من هذا الكلام. ولكن بكل الأحوال، ما دام لم يصدر بعد أي نفي رسمي لحدوث اللقاء أو لمضمونه، ينبغي التعامل معه على أنه «موقف رسمي» إلى حين ظهور ما يخالف ذلك.
هذا الموقف يعني تصريحاً ضمنياً بأمرين واضحين هما:
نحن ضعفاء دون وجود الأمريكي، ووجود الأمريكي عامل أساسي من عوامل قوتنا.
مشروعنا ككل مرتبط ببقاء أو رحيل الأمريكي، أي أنه مرتبط بعامل خارجي وبقوة خارجية، وليس بإرادة سورية محلية.
وهذا الموقف يعني أيضاً استقواءً بالخارج، واعتماداً على قوة أجنبية بشكلٍ علني، ويعني خرقاً لموضوع المطالبة بانسحاب كل القوات الأجنبية من سورية، وهو البند الثاني ضمن خمسة بنود لمذكرة التفاهم مع الإرادة الشعبية التي وقعت عليها السيدة إلهام أحمد في آب 2020.
يضاف إلى ذلك، أن هذا الموقف المنحاز علناً للأمريكي وضد الروسي والتركي معاً، يأتي في وقت تظهر فيه جهود واضحة للدفع نحو حل ديمقراطي للقضية الكردية في تركيا، وفي المنطقة، بما ينتزع فتائل التفجير الأمريكي والصهيوني في منطقتنا، ما يجعل منه (أي من هذا الموقف) أكثر غرابة وخطورة، ويستدعي، كما أسلفنا في بداية التعليق، إظهار موقف رسمي واضح وسريع من مسد والإدارة الذاتية حياله...
الأمريكي يريد تفجير المنطقة كلها، وإحلال الفوضى فيها. لذلك ليس غريباً أي سلوك منه، وهذا الأمر لن يتغير تحت إدارة ترامب، التي ستستمر في تحفيز الفوضى الهجينة حتى لو خفضت مستوى المكون العسكري منها، عبر هذه الخطوة أو تلك. ولكن المستغرب جداً هو موقف السيدة إلهام أحمد التي يتزامن تصريحها مع نضوج الأجواء شيئاً فشيئاً لحوار تركي-كردي في تركيا لإحلال السلام فيها، وهو ما يؤشر عليه بشكل واضح تصريح المناضل أوجلان مؤخراً...
الإدارة الأمريكية ليست مسرورة بهكذا حوار مع ما يمكن أن يحمله من نتائج.. وتريد إجهاضه قبل نضوجه..
طبعاً تصريح إلهام أحمد لن يمنع الأمريكي من الخروج من سورية، ولكنه يصب الماء في طاحونة من يريدون في تركيا منع خروج أوجلان من عزلته، التي ستكون الخطوة الأولى على طريق إحلال السلام العادل في تركيا، ومنع المخطط الأمريكي الإسرائيلي من الوصول لهدفه في الفوضى الشاملة وصولاً إلى تركيا نفسها...
لذلك يطرح نفسه سؤال هام: لمصلحة من هذا التصريح؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1200
آخر تعديل على الجمعة, 15 تشرين2/نوفمبر 2024 13:09