السابع من أكتوبر... يوم اختارت فرنسا البت بطلب الإفراج عن جورج عبد الله

السابع من أكتوبر... يوم اختارت فرنسا البت بطلب الإفراج عن جورج عبد الله

تحلُّ غداً، في السابع من أكتوبر، الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى. منذ اليوم الأول للطوفان انقسم العالم بين مَن هو مع غزة ومن هو ضدّ. إنها قسمةٌ تقليدية واضحة وضوح الشمس: غرب استعماري عدواني جهاراً نهاراً، وشعوب لا تملك سوى المقاومة.

كعادته، منذ اليوم الأول للطوفان، صادق الغرب الجماعي على الرواية الصهيونية من دون أي إعادة نظر. فإذا بالمقتول يصبح إرهابياً، والقاتل حمامةَ سلام، ولو قتلَ وجرحَ مئات الآلاف، وجعل شعباً بأسره يعيش بين الأنقاض. هكذا، إلى ترسانة الأسلحة التي حشدها الأميركي وأعوانه، تحركت ترسانة الإعلام الغربي ومنظومته الحقوقية المخادعة لتبرئة المعتدي وتجريم المقاوم.
على هذا النحو اعتُقِلَ المناضل جورج إبراهيم عبد الله بتهمة الإرهاب بعد العدوان (الإسرائيلي) على لبنان واحتلال بيروت وتدميرها والتسبب بعشرات الآلاف من الضحايا. هي المنظومة الحقوقية الغربية نفسها منذ فجر التاريخ الاستعماري، مروراً بمحطات لا تحصى، وانتهاء بما يجري من عدوان على فلسطين ولبنان ومجمل الشعوب والقوى والكيانات والدول المناهضة لعدوانية الغرب الاستعماري. جورج عبد الله القاتل الإرهابي، وكل ما ومن يتصل ويتناسل من التحالف الغربي-الصهيوني ضحايا أبرياء.
غداً، في السابع من أكتوبر، قبل نحو أسبوعين من الذكرى الأربعين لاعتقاله، يمثل الأسير جورج إبراهيم عبد الله أمام المحكمة، للتداول بطلب الإفراج عنه. مع العلم أن الحكومة اللبنانية كانت قد تبنت مجتمعة طلب تسليمه إلى لبنان «لأنه أنهى محكوميته» كما ورد حرفياً في حيثيات طلب الحكومة اللبنانية. لكن، بـ«الصدفة»، في دولة «فصل السلطات» جرى اختيار السابع من أكتوبر للنظر في طلب الإفراج الذي تقدم به الأسير في حزيران من العام 2023. وبالصدفة نفسها الغرب الاستعماري عموماً ومعه فرنسا على وجه التحديد، مهتمّون اهتماماً استثنائياً بمتابعة أزمات الحكم اللبناني، لا سيّما مسألة انتخاب رئيس الجمهورية، و«بسط سلطة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني على مجمل أراضيها». بالطبع، آلاف الشهداء والجرحى جراء دعمهم العدوان الصهيوني غير المحدود ليس مطروحاً على بساط البحث، ولا يمس سلطة الدولة اللبنانية. سلطة الدولة اللبنانية وسيادتها تعني لهم فقط تحريض اللبنانيين على المقاومة بوهم إعادة عقارب الزمن إلى ما قبل تحرير لبنان ودحر المحتل (الإسرائيلي).
مرة أخرى، سيتشرف جورج إبراهيم عبد الله بتهمة الانتماء إلى المقاومة في لبنان وفلسطين، وبسعي الإدارة الفرنسية إلى ابتكار صلة ما له بطوفان الأقصى، ليكرر مثلما فعل أثناء محاكمته عام 1987، ويقول إن «شعبي لم يمنحني شرف القيام بأعمال ذات صلة بما تدّعون».
الحملة الوطنية لتحرير الأسير جورج إبراهيم عبد الله

معلومات إضافية

العدد رقم:
1195