في صحافة العدو: رعبٌ متعاظم من آثار الخسارة المدوية في الرأي العام العالمي
لم يبدأ تاريخ القضية الفلسطينية في 7 تشرين الأول من هذا العام، بل بدأ قبل أكثر من 75 عاماً، ولكن ما حصل قبل سبعة أسابيع كان نقطة تحول مفصلية في تموضع القضية الفلسطينية في الرأي العام حول العالم، وبشكل ملحوظ في الدول التي دعمت حكوماتها الكيان الصهيوني منذ تأسيسه، وتحديداً في أوروبا وأمريكا الشمالية.
هذا لم يكن خافياً على الكيان، وسببَ له قلقاً غير مسبوق، حيث لم يعد الاتهام بما يسمى بـ «معاداة السامية» كافياً لكمّ الأفواه وإسكات الأصوات التي تهتف ضد الكيان الصهيوني كاحتلال ونظام تمييز عنصري، وباءت بالفشل كافة محاولات تصوير عملية طوفان الأقصى بالهجوم الإرهابي وتشبيه حماس بداعش. كل هذا أجبر الكيان على فتح جبهة أخرى في محاولة لتخفيف آثار ذلك على المعنويات، من خلال نسب ذلك إلى معاداة اليهود وجهود أعداء «إسرائيل»، وليس لممارساتها وانكشافها بشكل متزايد بالرغم من استمرار الحكومات الغربية والإعلام الغربي بدعم الكيان من خلال تصوير «إسرائيل» كضحية وتغطية حقيقة أنها فعلياً الجلّاد.
تصوير الكيان كضحية لمؤامرة
يعاني الكيان اليوم من أزمة تتصاعد بشكل يومي مع تصعيد عدوانه وممارساته، وهي أزمة في الرأي العام بين شعوب العالم، ويحاول مواجهة هذا بأساليب مختلفة وملتوية، بما فيها نسب هذا الشيء لأسباب تغييرات في تركيبات المجتمعات، وبالأخص الغربية ولـ «الأكاذيب» المحرضة ضد الكيان، وليس لممارساته وطبيعته، ويحاول تخفيف وطأة هذا الأمر على جمهوره.
الدعم في الرأي العام حول العالم بات أمراً مقلقاً للكيان، وظهر بشكل واضح منذ بدايات الأزمة الحالية، حيث ورد في مقالة في «يديعوت أحرونوت» في 11 تشرين الثاني أن استطلاع رأي في بريطانيا كشف أن «الجمهور البريطاني يدعم بشكل متساوٍ إلى حد ما «إسرائيل» والفلسطينيين، على الرغم من أن الدعم للفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول تزايد أكثر من الدعم «لإسرائيل»: 21% يؤيدون الجانب الفلسطيني الآن، و19% يؤيدون الجانب «الإسرائيلي». وقال 32% أنهم يتعاطفون مع كلا الجانبين بنفس الدرجة»، علماً أنّ هذه الإحصاءات باتت قديمة جداً، إذا أخذنا التطورات الملموسة بعين الاعتبار، بما فيها ضمن المظاهرات المناصرة لفلسطين في بريطانيا، والتي كسرت كل الأرقام السابقة تاريخياً، ليس كمظاهرات مناصرة لفلسطين فحسب، بل وأيضاً كمظاهرات من أي نوع في بريطانيا، مع تقدير عدد إحدى المظاهرات في لندن مؤخراً بمليون مشارك.
ما يقلق الكيان أكثر، هو الدعم وفق الشريحة العمرية والميول السياسية للناخبين، حيث «يظهر الاستطلاع وجود علاقة واضحة بين الانتماء إلى المعسكر المؤيد «لإسرائيل» أو المؤيد للفلسطينيين، وبين عمر المشاركين وميلهم السياسي العام: بين مؤيدي «إسرائيل» تبلغ نسبة الناخبين الأكبر سناً، والمحافظين ثلاثة أضعاف نسبة الشباب وناخبي حزب العمل، الذين يميلون بوضوح إلى دعم الفلسطينيين».
في مقالة نشرتها «كالكاليست» وهي صحيفة تصدر عن «يديعوت أحرونوت»، في 23 تشرين الثاني، تربط كاتبة المقالة في المقدمة تصاعد الرأي العام ضد الكيان في الغرب بازدياد عدد المسلمين هناك، حيث تقول: «لقد أثبت تصاعد التعبير عن الكراهية تجاه اليهود في أوروبا والولايات المتحدة منذ الهجوم الإرهابي مرة أخرى مدى عمق أنماط السلوك هذه في الغرب. في العقد الماضي، اشتدت معاداة السامية في أوروبا في الوقت نفسه الذي اشتدت فيه هجرة المسلمين».
إلا أنها تنظر لاحقاً في المقالة في بعض الدراسات التي تدحض هذه العلاقة السببية، ولكنها بكل الأحوال تستنتج أن «معاداة السامية» متجذرة في الغرب، وأن هذا الأمر ليس محصوراً في «أي فصيل سياسي. إنه موجود على الجانب الأيمن، وعلى الجانب الأيسر من الخارطة. ويوجد منه الكثير في الدول الإسلامية، ولكن بكميات كبيرة أيضاً في أوروبا. أحياناً يكون مجهولاً وأحياناً منظماً، لكن الهدف موحد: إعطاء صورة مرعبة لليهود».
في السياق ذاته، يتم نسب التصاعد في الرأي العام المناهض للكيان لـ «الأكاذيب». في مقالة في «يديعوت أحرونوت» في 20 تشرين الثاني، يقول كاتب المقالة: «الضجيج على الشبكات والمظاهرات المؤيدة لحماس في العالم تخفي الحقيقة: الأكاذيب تمر بأوقات عصيبة. وتفترض جماهير واسعة أن حماس هي داعش»، ويضيف: «إسرائيل تتعامل مع إمبراطورية الأكاذيب خلال الحرب. أكذوبة أن حماس تعمل على تحرير نفسها من «الاحتلال». كذبة أن هناك احتلال لقطاع غزة أصلاً. كذبة أنها أكبر «سجن مفتوح» في العالم... كذبة منظمات الإغاثة والأمم المتحدة التي اتخذت جانباً واضحاً في الصراع، وبالطبع الصليب الأحمر، الذي تجنب تحويل مئات المختطفين إلى مسألة إنسانية من الدرجة الأولى. الأكاذيب التي تنتشر في تيك توك، أولئك الذين ينكرون مجازر 7 تشرين الأول، والآن يلومون «إسرائيل». كذبة «وقف إطلاق النار»، من يسمونها، يعرفون جيداً أنها تعني انتصاراً كاملاً لحماس، بعد محاولة إجرامية للتطهير العرقي». ويحاول بعد هذا الكلام رفع معنويات القارئ، حيث يقول: «إن ضجيج الشبكات الاجتماعية والاحتجاجات المؤيدة لحماس في جميع أنحاء العالم يخفي حقيقة مهمة: الأكاذيب تمر بأوقات عصيبة. وتفترض جماهير واسعة أن حماس هي داعش».
وفي ذات السياق، في مقالة نشرتها «معاريف» في 25 تشرين الثاني، ينسب الكاتب التعاطف مع القضية الفلسطينية إلى الجهل، ويهدد بأن مصير الشعوب التي تنجر وراء هذه العواطف سيكون كمصير «إسرائيل»، حيث يقول: «إن العالم يظهر جهلاً ولامبالاة بمصير شعب إسرائيل، ألا يفهمون أنهم التالون في الدور؟ إن ضمير الرأي العام العالمي، إن وجد، يتأثر بالجهل والجهل بالحقائق– وهذا ما أدى على مدى عقود إلى الموقف المشوه تجاه إسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين». ويدخل الكاتب في متاهات من التضليل لتفسير هذا «الجهل»، فيقول: «يتغذى العالم من دقائق قليلة من الأخبار على شاشة التلفزيون، ويشاهد الدمار الكبير في غزة ومعاناة السكان، إلى جانب صور الجيش الإسرائيلي بكامل قوته– الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والمدافع والطائرات. لقد تمكنت بالفعل من نسيان أهوال السبت الأسود في السابع من تشرين الأول. إن الدعاية الإسرائيلية... تجنبت إظهار الفظائع التي ارتكبها مجرمو حماس». وثم يعطي مثالاً آخر من «التاريخ» ساهم في هذا «الجهل»، حيث يتكلم حول حرب النكسة، قائلاً: «هناك سبب آخر للتصور الجزئي لصورة الصراع يتعلق بالجدول الزمني– السرد التاريخي. ومن الأخطاء الشائعة أن تبدأ الإشارة من حرب الأيام الستة عام 1967، عندما احتلت إسرائيل سيناء والجولان ويهودا والسامرة – وبدأ ما يسمى «الاحتلال». لو تحققوا مما حدث قبل شهر واحد فقط، لرأوا الدول العربية تحيط بإسرائيل، وتهدد بإعلانات صريحة وعروض عسكرية بغزوها وتدميرها، بينما ترمي اليهود في البحر. وفي الخامس من حزيران أفسدت إسرائيل خططهم. إن العالم لا يتذكر فترة الانتظار المتوترة والتهديد الوجودي والقلق الذي يعيشه السكان في إسرائيل، ولا يأخذها بعين الاعتبار في تحديد الموقف الصحيح من الأحداث».
ربما أكثر ما يقلق الكيان هو المنظمات اليهودية المناهضة لـ «إسرائيل» وبالأخص تلك التي في الولايات المتحدة، حيث تشكل هذه المجموعات تهديداً حقيقياً للجزء الأهم من السردية الصهيونية التي سادت في الخطاب حول «إسرائيل» منذ إنشائها، وهو أنها وطن لكل اليهود، وأن مناهضة «إسرائيل» والصهيونية يساوي «معاداة السامية» والكراهية اتجاه اليهود. سلطت مقالة نشرتها «كالكاليست» في 12 تشرين الثاني الضوء على أبرز هذه المجموعات، وهي منظمة مناهضة للصهيونية اسمها «الصوت اليهودي من أجل السلام» – Jewish Voice for Peace– والتي نظمت خلال الأسابيع الماضية عدداً من الاعتصامات والمظاهرات في عدة مدن في الولايات المتحدة، تميّزت بارتداء المشاركين فيها قمصاناً مكتوب عليها شعارات، مثل: «ليس باسمنا» و«يهود يقولون: وقف إطلاق النار الآن». وفق كاتب المقالة، فإن هذه المنظمة «تجاوزت الخط الأحمر، وتسببت في أكبر قدر من الغضب... وهي منظمة يهودية أمريكية ليس لديها أي انتقاد يُذكر للفظائع التي ارتكبت في 7 تشرين الأول... وتتمتع المنظمة بتبرعات من بعض أكبر المؤسسات، وتدعم حركة المقاطعة– BDS أو حركة مقاطعة إسرائيل– وتدعم السياسيين الذين لديهم مواقف معادية لإسرائيل في أحسن الأحوال، ومعاداة السامية بشكل واضح في أسوأ الأحوال». ويتابع كاتب المقالة: أنه وفق مستشارة حول شبكات التواصل الاجتماعي: «تحظى JVP بشعبية كبيرة بين اليهود الذين لا علاقة لهم بإسرائيل. أي أنه ليس لديهم أقارب في إسرائيل و/ أو لم يقوموا بزيارتها مطلقاً... وبالنسبة لهم، هم فقط يهود... وفي السنوات الأخيرة تم دمج المشاعر المعادية لإسرائيل في حزب JVP في الحركات الأخرى المرتبطة بالجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، مثل: حركة أنا أيضاً، وحياة السود مهمة... النقطة المهمة هي: أن هناك الآن خسارة كاملة للقيم».
هل يمكن تغيير اتجاه الحركة؟
ضمن هذه الصورة، يحاول البعض من خلال توصيف ما يحصل تحديد ما يجب العمل عليه لتغيير الأهواء، أو على الأقل الحد من هذه الخسارات والضربات التي يتلقاها الكيان.
حول التغييرات في الرأي العام حول العالم اتجاه «إسرائيل»، كتب شخص في مقالة في «يديعوت أحرونوت» في 24 تشرين الثاني، قال عن نفسه: إنه فرنسي كاثوليكي من أصول بولونية، يحذّر فيها «الإسرائيليين من أن الانحطاط الفكري في أوروبا يهددهم»، حيث إنه يرى من حوله «في فرنسا عمى عن خطر الإسلام الراديكالي، ومكارثية مقلوبة ضد مبادئ المحافظين والرأسمالية والبيض، والتي تنسب بطريقة أو بأخرى إلى اليهود» وينصح أنه «حان الوقت لأصدقاء جدد». وأضاف «في وجهة النظر المتحيزة، التي كانت تراقب الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط من خلال نظارات سوداء وبيضاء، تم تقديم إسرائيل باستمرار على أنها الطرف السيئ. منذ الوضع الحاد، وبعد مذبحة 7 تشرين الأول، انزلقت أوروبا والولايات المتحدة بالفعل إلى موجة معادية للسامية خسيسة، تحت ستار معاداة الصهيونية، وإنكار حق دولة إسرائيل في الوجود». ويربط الكاتب بين «الإسلام المتطرف... بالإسلام المتورط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني». ويقول «إننا نشهد السقوط البطيء للغرب من خلال المكارثية المقلوبة، واضطهاد كل ما يوصف بأنه يميني أو محافظ، مما يؤدي إلى كراهية الرأسمالية والبيض». ويحذّر مرة أخرى بأنه «سيكون هناك دائماً في أوروبا والولايات المتحدة أولئك الذين يدعمون إسرائيل دون قيد أو شرط، ولكننا أقلية تتقلص. ويجب على إسرائيل أن تفهم أن العالم قد تغيّر... إن إسرائيل بحاجة إلى تجديد قيادتها، وأفكار جديدة، وبحث مستمر عن المؤيدين، حتى أولئك الذين كانوا يعتبرون أعداء في السابق».
في مقالة أخرى في «يديعوت أحرونوت» في 24 تشرين الثاني حول الدعم الأمريكي لـ «إسرائيل»، تقول الكاتبة: «كجزء من عملية التحرر من الوهم بعد 7 تشرين الأول، يجب ألا ننسى أن إسرائيل استخفت في السنوات الأخيرة بمبدأ الدعم الحزبي وأهملت الديمقراطيين واليهود». وتبدأ الكاتبة كلامها بالتساؤل: «لماذا دعمتنا الولايات المتحدة فعلياً لسنوات؟ الجواب المقبول يشمل المصالح في الشرق الأوسط والقيم المشتركة، مثل: الديمقراطية. أود التركيز على جانب آخر– قدرة المواطنين هناك على التأثير بشكل مباشر على السياسة من خلال أعضاء الكونغرس، وسأشير إلى السلوك الإسرائيلي الذي قد يضر بمستقبل الدعم». وتتابع الكاتبة، بأنه ضمن التركيبة للمنظومة في أمريكا والقائمة على حزبين بشكل أساسي، «أتى الالتزام بالحفاظ على الدعم من الحزبين لإسرائيل في جميع الأوقات. وهذا هو العرف الثابت الذي عملت عليه أجيال من السياسيين والدبلوماسيين الإسرائيليين». وضمن هذا المشهد، كان هناك تركيز على استهداف القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري، وكذلك ممثليه في الكونغرس، ولكنها ترى أن ذلك أتى «على حساب الديمقراطيين ومؤيديهم اليهود، والذي لا يؤذي أقاربنا فحسب، بل يتعارض أيضاً مع أي سلوك سياسي حكيم، وقد يقوض الدعم المستمر لإسرائيل».
وتصب مقالة أخرى نشرتها «معاريف» في 26 تشرين الثاني في ذات الاتجاه، حيث يركز الكاتب على أهمية العمل مع أصدقاء «إسرائيل» في أمريكا، قائلاً: «يجب على إسرائيل أن تقدم للأميركيين ولأنفسنا إجابة، ولو جزئية، عن سؤال اليوم التالي في غزة. إنه ضروري لتعزيز الأمل هنا، وضروري للحفاظ على الدعم في الخارج»، ويضيف «الغالبية المطلقة من أعضاء الحزب الديمقراطي هم من محبي إسرائيل... ويعتبر أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون أقوى داعم لإسرائيل في الولايات المتحدة»، وينصح الكاتب: «إذا أردنا الفوز في الحرب، علينا أن نفهم أن واجبنا كدولة هو إجراء حوار مع أصدقائنا في الخارج. عدم رفض أي انتقاد باعتباره معادياً للسامية أو مناهضاً لإسرائيل (هناك ما يكفي منها)، بل التمييز بين كارهينا ومحبينا، وإعطاء أولئك الذين يريدون خيرنا الأدوات اللازمة لمواصلة النضال من أجل حقنا في العيش بأمان في دولة الشعب اليهودي».
ضمن مجريات الأحداث والتحرك الشعبي الهائل على المستوى الدولي المؤيد للقضية الفلسطينية والمناهض للكيان وممارساته، المسيرات المؤيدة لـ «إسرائيل» خجولة جداً، كانت أكبرها تلك التي خرجت في واشنطن قبل حوالي الأسبوعين، والتي كان هناك تسريبات حول تحفيز المشاركة فيها بمبالغ مالية بقيمة 250 دولاراً لكل مشترك، ولكنهم بحاجة لأي شيء يرفع من معنوياتهم، بشهادتهم، حيث قال أحدهم في مقالة في «يديعوت أحرونوت» في 20 تشرين الثاني: «كانت المسيرة المؤيدة لإسرائيل الأسبوع الماضي في واشنطن، والتي جاءت بعد أسابيع لم يكن فيها كل ما يمكن أن تراه سوى مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، بمثابة لحظة ضرورية لرفع المعنويات». ويتكلم كاتب المقالة حول بعض الشخصيات المعروفة التي شاركت في المسيرة، وهم من المعروفين بخطاب الكراهية اتجاه اليهود، أو حسب قوله «معاداة السامية»، ويحذر من تقبلهم بين صفوف المتعاطفين مع «إسرائيل» بالرغم من الحاجة الماسة في هذا الوقت الصعب الذي يمرّ به الكيان: «هذه ليست حتى حالة «عدو عدوي هو صديقي» لأن هؤلاء الأشخاص ببساطة يفعلون ما فعله معادو السامية دائماً: استخدام اليهود لأغراضهم الخاصة. لا شيء من هذا أصلي، فهو موجود في كل كتب التاريخ. لا أحد منهم يحب إسرائيل، وإذا كان صباح الغد يناسبهم أن يكونوا على الجانب الآخر، فسوف يذهبون إلى هناك دون تردد».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1150