3 ملفات دولية... وأزمة أمريكية واحدة
ملاذ سعد ملاذ سعد

3 ملفات دولية... وأزمة أمريكية واحدة

يتسارع مجرى الأحداث الدولية في إطار ميزانها الجديد بين حالة التراجع الغربي عموماً، والقوى الجديدة الصاعدة المتمثلة بشكل أساس في روسيا والصين، ضمن 3 ملفات دولية أساسية.

الملف السوري

تجري التطورات منذ اندلاع الأزمة السورية وحتى الآن في سياق المواجهة المباشرة بين العالمين القديم والجديد، لتأخذ طابع «كسر العظم»، فسورية ذات الملف الأعقد دولياً، نظراً لموقعها الجغرافي والحيوي شكّلت على طول الخط نقطة اصطدام بين الطرفين، في إطار التوتير والحرب ضد التهدئة والحلول السياسية، إلّا أن الجانب الأمريكي لم يعد يملك شيئاً حولها، سوى المماطلة.. التي سيسعى إلى استدامتها قدر استطاعته، حرصاً على عدم حل أزمة بهذا الثقل، في منطقة بهذا الوزن، من قبل أطراف غير غربية، كما يحدث في إطار أستانا الذي يجمع «الترويكا» الروسية التركية الإيرانية.

الملف الكوري

على جانب آخر هنالك الملف الكوري الذي كان يُهدد الشرق الآسيوي، والصين وروسيا بشكلٍ أساس حتى عام 2017، حيث دفع الجانبان الصيني والروسي كوريا الشمالية لإطلاق مبادرة حوار مع الجنوبية، تلاها لقاء تاريخي جمع رئيسي البلدين، الأمر الذي فتح باب الجحيم على واشنطن وبات يُهدد نفوذها إستراتيجياً في المنطقة قبل خُطط إشعالها أساساً، الأمر الذي دفعها في ذات الفترة لإجراء القمّة الأولى حينها بين ترامب وكيم لبحث الملفات العالقة، مما جعل الملف الكوري المفتوح عقب الحرب الكورية في الخمسينينات، يقطع أشواطاً بالحل في ظرف أقل من سنة... بفعل ثقل الوزن الصيني، الروسي، وتجاوب الموقف الكوري الشمالي، وعدم استجابة كوريا الجنوبية واليابان للتصعيد بالحدود المطلوبة أمريكياً.

الملف الفنزويلي

هنا أيضاً يحاول الأمريكيون أن يفتحوا ثغرة، تماماً في حديقتهم الخلفية، أمريكا الجنوبية، نقطة نفوذهم وامتدادهم الأولى والأقرب. حيث كل الأهازيج التي ظهرت خلال الأشهر القليلة الماضية والوعود والتهديدات بحلّ حكومة فنزويلا الشرعية، واستبدالها بالـ «ديمقراطية الأمريكية»، خمدت بسرعة أكبر بعد أول فيتو روسي- صيني مزدوج في مجلس الأمن، فيما يخصّ منطقة تقع على تخوم الولايات المتحدة. حيث تتحول فنزويلا إلى نقطة تركيز أمريكية، ومنعطف «لإثبات الوجود». ولكن توازن القوى الدولي امتدت تأثيراته إلى الحديقة الخلفية الأمريكية، ليكون الفيتو، ثم الردع العسكري الروسي الذي بدأت معالمه في فنزويلا، والنشاط الدبلوماسي مع دول أمريكا اللاتينية الأخرى لمنع التصعيد والحرب. الأمر الذي يزيد من صعوبة موقف التصعيد الأمريكي، وسيدفعها تدريجياً للتراجع.
إن هذه الملفات الثلاثة دليل على أزمة مشروع الفوضى الغربي الأمريكي، فكما أن هذا المشروع لا يعرف حدوداً، فإن الهجوم عليه، والدفاع عن السلم، لا يعرفا حدوداً أيضاً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
907
آخر تعديل على الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2019 13:39