مسرحية الكيماوي المفضوحة
ما زالت التحضيرات جارية على ما يبدو لإخراج مسرحية «الكيماوي» في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، برغم فضحها ومن خلفها، مع مراميها وغاياتها.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية بتاريخ 9/9/2018، أنها «تدرس خيارات عسكرية للرد على القوات الحكومية السورية حال استخدامها الأسلحة الكيميائية».
افتضاح مؤرشف
بتاريخ 26/8/2018 أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تستعد لشن ضربة على سورية من أجل تغطية هجوم كبير يعتزم المسلحون في محافظة إدلب شنه على حماة وحلب، وأفادت الوزارة، بوصول خبراء أجانب إلى إدلب لتنظيم مسرحية «الهجوم الكيميائي» باستخدام الذخائر المليئة بالكلور، ونقل المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف عن مركز المصالحة الروسي أن الضربة (الهجوم) من منصات الإطلاق الصاروخية على التجمع السكني كفرزيتا الواقع على بعد 6 كيلومترات جنوب مدينة الهبيط، باستخدام المواد السامة، وأضاف أنه يتم في كفر زيتا إعداد مجموعة من السوريين الذين تم نقلهم من الشمال للمشاركة في مسرحية «إصابتهم» بـ«الذخائر الكيميائية» و«قنابل البراميل» التابعة للقوات السورية، ومسرحية تقديم المساعدة الطبية من قبل المنقذين المزيفين من «الخوذ البيضاء» وتصوير تقارير مصورة لنشرها في وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية ووسائل الإعلام في الشرق الأوسط.
وبتاريخ 29/8/2018، جدد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في مجلس الأمن الدولي، قلق موسكو البالغ إزاء ورود معلومات حول تحضير استفزاز «كيميائي» خطير في محافظة إدلب السورية، مؤكداً أن موسكو ترى في هذه المعلومات دليلاً على اختلاق «ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية جديدة في سورية، وهو أمر يثير قلقنا البالغ»، ناصحاً الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين بالامتناع عن هذه الخطوة، موضحاً أنها ستكون ضربة شديدة تستهدف الحل السياسي، لكنها لن تخدم المسلحين الذين يذود عنهم الغرب، في كل حال من الأحوال.
وبتاريخ 29/8/2018، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المسلحين في محافظة إدلب حصلوا على شحنة كبيرة من المواد السامة تم إيصالها برفقة عناصر من «الخوذ البيضاء» لتنفيذ فبركة هجوم كيميائي، و«المواد السامة جرى نقلها، وبرفقة 8 عناصر من منظمة الخوذ البيضاء، إلى مستودع يستخدم من قبل مسلحي تنظيم أحرار الشام لتخزين الأسلحة مع وقود وزيوت تشحيم»، لافتة إلى أن «الشحنة استقبلها قياديان رفيعان في هذه الجماعة المسلحة غير الشرعية».
وبتاريخ 8/9/2018 قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف: «تتوفر لدى وزارة الدفاع الروسية معلومات موثوقة تدل على أنه تم في مركز قيادة الإرهابيين الواقع في منطقة مدرسة الوحدة بمدينة إدلب في الـ7 من أيلول الجاري اجتماع لزعماء جماعتي «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة») و«حزب تركمانستان الإسلامي» بمشاركة المنسقين المحليين لـ«الدفاع المدني السوري» («الخوذ البيضاء»).
وأضاف أنه تم في هذا اللقاء التنسيق النهائي لسيناريوهات إجراء وتصوير مسرحيات الحوادث بالاستخدام المزعوم للمواد السامة من قبل القوات الحكومية السورية ضد السكان المديين في التجمعات السكنية بجسر الشغور وسراقب وتفتناز وسرمين.
ارتباك وتوريط
بعد كل هذا الافتضاح للمسرحية المزمعة، بفصولها وممثليها وأبطالها، تؤكد الولايات المتحدة على استمرار دورها الإخراجي لها، حيث قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد: أن بلاده «لم تتخذ بعد قراراً معيناً حول طبيعة ردها على الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي من قبل القوات السورية»، مضيفاً: «لكننا أجرينا حواراً روتينياً مع الرئيس لضمان أنه على علم بمخططاتنا في حال استخدام الأسلحة الكيميائية».
هل هو ارتباك أم مكابرة أم عجز أو توريط..