سورية وشرق المتوسط في الولاية الرابعة لبوتين
كتب رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو، فيتالي نعومكين، مقالاً بعنوان: «سورية وشرق المتوسط في الولاية الرابعة لبوتين».
وفيما يلي بعض مما جاء فيه:
سياسة روسيا الشرق أوسطية ستصبح أكثر نشاطاً وإبداعاً. ورغم احتدام الخلافات أحياناً حول بعض القضايا، يمكن التنبؤ بتطور علاقاتها مع دول المنطقة في خطٍ بيانيٍ متصاعدٍ، مع أنه متعرج وليس مستقيماً..
جميع دول المنطقة بحاجة ماسة لتنويع علاقاتها السياسية والاقتصادية الخارجية، لأنه من خلال تجربتهم الخاصة فهموا المخاطر المتعلقة بهيمنة لاعبٍ قويٍ وحيدٍ، بالإضافة إلى وجود ميول له تجاه استخدام القوة في فرض قرارات تعود عليه بالمنفعة. ومن المستبعد أن تستطيع إعاقة هذه العلاقات محاولات جهات ثالثة لها مصلحة في كبح استمرار التقارب بين موسكو ودول الشرق الأوسط.
بالطبع، فإن دول المنطقة لا ترغب في تعقيد علاقاتها مع الولايات المتحدة، والدول الغربية بشكل عام. بيد أنه:
أولاً: التوجه السائد في العلاقات السياسية لهذه الدول هو السعي المتزايد للامتثال إلى مصالحها الوطنية، وعدم الخضوع للضغوطات الخارجية.
وثانياً: تطوير الشراكة مع روسيا لا يحمّل هذه الدول أية أعباء والتزامات، بل على العكس يمكن استخدامها كوسيلة للضغط على الشركاء الغربيين، بهدف الحصول على شروط أفضل للتعاون.
إنّ روسيا لم تضع أمامها أبداً مسألة إزاحة دول ثالثة من المنطقة، أو استبدالها (معترفة بمحدودية إمكاناتها، وانطلاقاً من أن أولويات سياستها الخارجية تقع في منطقة أخرى؛ بالدرجة الأولى في أوراسيا)، ولم تحاول إخضاع الأنظمة لسيطرتها، أو الأكثر من ذلك: تغييرها. نعم، بعض الحكومات في الشرق الأوسط قلقة للغاية من أفق مواجهة حادة بين روسيا والولايات المتحدة في هذه المنطقة، بيد أن الوجود «من غير نزاع» للطرفين، وحتى غير المتناظر في هذه المنطقة، خصوصاً تعاونهما في عدد من القضايا (مكافحة الإرهاب والتسوية السورية) التي تمثل مصلحة متبادلة للطرفين، يتسق تماماً مع مهمة التصدي لهذه التهديدات..