دليقان: لا ورقة تيلرسون، صك انتداب..
أجرى عضو منصة موسكو، وعضو وفد الهيئة المفاوضة للمعارضة في جنيف، مهند دليقان، حواراً مع كل من قناتي «سكاي نيوز» و «الميادين» في إطار الحديث عن اجتماعات فيننا والتحضيرات لمؤتمر «سوتشي»، وفيما يلي نقدم بعضاً مما تقدم به..
فيينا ناقشت الدستور فقط
وحول جولة المفاوضات في فيينا، قال دليقان: «بالفعل هي أقصر جولة بتاريخ جولات جنيف جميعاً، وهي جولة من يومين فقط، والموضوع الأساس للبحث هو فقط الدستور، وحتى لن يبحث موضوع الانتخابات، فقط موضوع الدستور ويمكن أن تسمى كما سماها دي مستورا فعلياً «اجتماع خاص» ولم يسمّها جولة من جولات جنيف، ويبدو أن الأمم المتحدة كانت مصرة على عقد هذه الجولة، أو هذا الاجتماع الخاص من يومين ربطاً بمسألة «سوتشي»، بمعنى: أن الإصرار من الأمم المتحدة على عقد لقاء من يومين لا يمكن أن يعوّل عليه بشكل فعلي وحقيقي، أن يخرج بنتائج كبرى أو نتائج حقيقية في حين الاجتماع الماضي استمر لثلاثة أسابيع ولم يكن هنالك نتائج حقيقية، فما بالك باجتماع من يومين، ولكن مع ذلك، الأمم المتحدة أصرت لكي تربط الملفين ببعضهما بمعنى ملف الحوار في «سوتشي» مع ملف محاورات جنيف، ومن حيث المبدأ هذا ليس خطأ، بمعنى أن الأمم المتحدة ينبغي أن تكون المشرف على العملية السياسية ككل، وفقاً للقرار 2254 شرط أن تكون جدية، وأن يكون الفريق الأممي جدياً بالدفع فعلياً باتجاه الحل السياسي. ما تم نقاشه اليوم: جرى لقاء مع الوفدين، وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة، وفي اللقاء مع وفد المعارضة جرى حديث مكرر إلى حدٍ ما عن مسألة سلة الدستور، وكيف ينبغي أن تكون العملية الدستورية، إضافة إلى ذلك جرى بحث جزئي وغير مفصل لطروحات تدور في الأفق، حول لا ورقة تيلرسون، أو مجموعة الخمسة، ولكن لم يجرِ نقاش حقيقي لهذه اللاورقة، وإنما جرى عملياً فقط المرور عليها مرور الكرام».
وأكد دليقان: لا أتفق مع الرأي القائل بأن «سوتشي» هي تشويش على جنيف وعلى القرار 2254 وأذكّر الجميع بأن هذا الكلام نفسه قيل سابقاً عن مسار أستانا في بدايته، ومن ثم مع الوقت أصبح من الثابت، أن مسار أستانا هو واحد من المسارات الداعمة لمسار جنيف، وهو داعم في الإطار العسكري في مسار جنيف بمعنى: أنه في اتجاه وقف إطلاق النار بقدر الإمكان بحيث يسمح للعملية السياسية بالتنفس».
مناطق خفض التصعيد لم تسقط..
وحول مناطق وقف إطلاق النار، بيّن دليقان: أن وقف إطلاق النار موجود في مناطق خفض التصعيد، وإن كان قد تراجع في الفترة الأخيرة ضمن التصعيد الماضي، فهذا لا يعني أن مناطق خفض التصعيد قد سقطت. صحيح، البعض يقولون الأمور من القياس على أساس أسبوع، ويقولون سقط أستانا، هذه ليست المرة الأولى التي تُمتحن فيها مناطق خفض التصعيد، في أكثر من مرة سابقة جرى التصعيد لأيام وأسابيع، وأحياناً كان يصل إلى شهر متواصل في عدة مناطق من مناطق خفض التصعيد، ثم كانت الأمور تعود إلى نصابها، ويعود خفض التصعيد إلى درجات جيدة ومعقولة من النجاح، ولذلك إذا أردنا أن نكون موضوعيين وواقعيين ينبغي أن ننظر إلى الأمور بحركتها وضمن مجال زمني يسمح باتخاذ قرار ليس على أساس تصعيد جزئي ضمن فترة محددة، التصعيد خلال هذه الفترة الأخيرة يتعلق في تقدم مسار الحل السياسي، واحتمالات الانفراج الموجودة سواء على مسار جنيف أو على المسارات الداعمة له، وأقصد بشكل أساسي بما يُحكى اليوم عن مؤتمر الحوار الوطني في «سوتشي».
المطلوب أمريكياً استنزاف روسيا
وحول ما يتم تداوله عن أنّ أمريكا والغرب داعمون لجنيف وللقرار 2254، وفي المقابل: أن الروس هم ضد 2254، دعا دليقان الجميع لقراءة تقرير راند (النسخة الرابعة/ سلام لأجل سورية) التي تتبناها عملياً الإدارة الأميركية، والتي تصريحات تيلرسون وسلوكه خلال الفترة الماضية كلها منسجمة مع هذا التقرير، وكذلك اللا ورقة التي صيغت في أميركا، وانتهت صياغتها في باريس خلال الثلاثاء الماضي أول أمس، هي كلها في اتجاه واحد، اتجاه هذا المشروع الذي اسمه راند، والذي يتكون عملياً من فكرتين أساسيتين: «المطلوب أميركياً اليوم هو إبقاء النظام كما هو في المناطق التي يسيطر عليها ودون تغيير، وذلك لإبقاء عملية الحرب والاستنزاف، وفي المقابل المناطق التي تسيطر عليها أمريكا أو التي لهم نفوذ فيها، فالاتجاه نحو عملية إعادة إعمار وهمية على شكل «سوليدر لبنان» أو المربعات والمناطق الخضراء في بغداد لكي تكون عملية الاستنزاف مستمرة حتى النهاية، والمطلوب في النهاية، هو: استنزاف روسيا بإطار العداء الاستراتيجي الذي أُعلن بالاستراتيجية الأميركية».
لا ورقة تيليرسون تخالف 2254..
وحول ما يسمى بـ لا ورقة تيلرسون، التي سربت أمس الخميس، أكّد دليقان: أن الورقة مضادة بشكل كامل للقرار 2254 الدولي، وقال: «هناك إشكالات عديدة في هذه الورقة، من بينها مثلاً: أن هناك سطوة على حق الشعب السوري في تقرير مصيره فيما يخص مسألة الدستور، هم يحددون مسبقاً ما هو شكل سورية المستقبلي، وكيف ستكون طبيعة النظام، وفي تفاصيل التفاصيل فيما يتعلق بشكل سورية المستقبلي، ولهذا نحن أسمينا الورقة بصك انتداب، وفق الشكل المطروحة فيه، حيث الصياغة توحي بأن المطلوب من السوريين فقط التوقيع، ولذلك هي انتداب يجري تسويقه تحت قبعة الأمم المتحدة».
وحول موقف هيئة التفاوض من هذه الورقة: أوضح دليقان: «نحن ضد هذه الورقة، وحين طرحنا رأينا ضمن الوفد، تبين بأنه هناك شبه توافق حول الموقف من هذه الورقة، لأن البنود واضحة جداً، وهم مثلاً: يحددون بأن صياغة الدستور ستتم قبل المرحلة الانتقالية، وهذا خرق واضح وصريح للتسلسل الزمني وفق القرار 2254».
«سوتشي» ستفعّل جنيف..
وبالتعليق على خطوة روسيا بعقد مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، أوضح دليقان: بأنه: نعتقد أن المستقبل هو أمام هذه الخطوة، لأنها تندرج ضمن إطار تطبيق القرار 2254، وتدفع باتجاهه، حتى لو لاقت ممانعة في البداية، ولكنها في النهاية ستجد طريقها إلى تفعيل عملية جنيف والمساهمة في دفعها إلى الأمام».