المصري: التوافق حول الدستور يفعّل المفاوضات..
في السياق أوضحت د.عروب المصري، العضو الاستشاري في منصة موسكو:
«الحقيقة أن هذه الجولة تقع في وقت حساس، لأن هناك خوفاً على المفاوضات من أن تُسحب من جنيف، بمعنى أن تسحب من يد الأمم المتحدة، والأمم المتحدة تتخوف من أن «سوتشي» سيكون بديلاً عن جنيف وبالتالي الأمم المتحدة حريصة على أن تأخذ نوعاً من الضمانات بأن «سوتشي» لن يكون بديلاً عن جنيف، وأن جنيف سيستأنف المفاوضات، ولذلك من الصحيح أن الموضوع الرئيس المطروح هو موضوع الدستور، من حيث وجهة نظر جدول الأعمال، لكن الحقيقة أن هناك أموراً كثيرة أخرى طغت على موضوع الدستور، الذي كان من المفترض أن يُبحث. كان برأينا من الأجدى أن نستغل هذا الوقت بالتظهير السياسي للتوافق على المبادئ الدستورية التي اتُفق عليها سابقاً في لوزان، وبهذه الطريقة يمكن أن نكون قمنا بخطوة إيجابية باتجاه تفعيل المفاوضات بشكل حقيقي، ولكن باعتبار أنه لدينا ضغوطات شديدة في هذه المرحلة، ومن بين هذه الضغوطات هي «سوتشي»، ولدينا الضغوطات التي تجري على الأرض بالمعنى العسكري، أي: موضوع التدخل الأميركي والدخول التركي، وبالتالي لدينا تصعيد كبير في المنطقة الشمالية، بالإضافة إلى ذلك فإن مناطق خفض التصعيد كلها تقريباً في سورية، جرى تصعيد عسكري شديد فيها في الفترات السابقة، وأعتقد أن كل هذا هو نوع من محاولة إبعاد الحل السياسي عن الساحة، وبالتالي نحن بحاجة إلى استعادة الحل السياسي، على الأقل من خلال التركيز على موضوع الدستور. هناك خوف من أن يكون «سوتشي» بديلاً، وخوف من أن يكون هناك عدة جولات من «سوتشي» لكن نحن نعتقد بأن «سوتشي» إذا جرى اتفاق ضمن «هيئة التفاوض» على حضوره فسيكون داعماً للمفاوضات، وداعماً لمسار جنيف كما كان أستانا داعماً له، حيث إنه حل القضايا العسكرية التي كانت عالقة سابقاً، وكانت عائقاً في مسار جنيف التفاوضي».