مات الائتلاف... إكرام الميت دفنه
بعد «مفاجأة» استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، جاءت «المفاجأة» الثانية، حيث أعلن رياض حجاب، رئيس ما يسمى «الهيئة العليا للمفاوضات»، استقالته من رئاسة الهيئة، بعد أن تم «تطنيشه» ولم تتم دعوته إلى اجتماعٍ مصيريّ يخصُّ هذه الهيئة العتيدة
ربما تكون من المرات النادرة في التاريخ التي لا يدعى رئيس هيئة إلى اجتماعٍ من المفروض أن يكون هو الداعي له أصلاً..! ولمن تفاجئه مثل هذه الأحداث، نقول: إن هذه الاستقالة «العجبة» هي أحد مظاهر التفسخ والانحطاط لبنيةٍ بكاملها، تبدأ من البيت الأبيض، وتنتهي بأيّ موقعٍ يرتاده التابعون، وأتباع التابعون، هي جزءٌ من مسلسل صراع، حلقته الأولى: الاتهامات المتبادلة بين أركان الإدارة الأمريكية، وعموم النخبة الأمريكية، ومروراً بالصراع الخليجي_ الخليجي، والفضائح التي تتخللها، والخلاف التركي الأمريكي، و... و....
وفي هذا السياق، وفي الخاص السوري، فإن ما جرى وسيجري في الائتلاف، يعني أن البنى كلها التي تم تصنيعها، لاستدامة الأزمة، وعرقلة الحلول انتهى دورها، وبعبارةٍ أوضح، فإن الائتلاف بخياراته السياسية أصبح جزءاً من الماضي.
بانتظار أن تنتهي الاجتماعات التحضيرية في الرياض، وما ستتمخض عنها، فإن من يريد أن ينجو بنفسه من المركب الغارق، مركب الحرب... إما أن يعود إلى رشده، أو يمضي على خطى السيد حجاب.
خلاصة الكلام: الزمن لم يعد زمنكم، انتهت قدرتكم على التحكم بمصائر الناس، فلا حول ولا قوة لمن يمشي عكس اتجاه التاريخ... بقي أن نهمس في مسامع وجوه القباحة ممن يتصدرون حملات التهويش، والتنهيش، والفبركات ضد حوامل الحل السياسي: مصيركم لن يكون أفضل من مصير حجاب!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 838