2254 كافية للذهاب إلى جنيف

2254 كافية للذهاب إلى جنيف

أجرت إذاعة «مونتي كارلو الدولية» حواراً مع رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، تطرق إلى المستجدات السياسية المتعلقة بالحل السياسي للأزمة السورية، والمؤتمرات المزمع عقدها بين أواخر الشهر الجاري وبدايات الشهر المقبل.

ماذا يعني أن يتفق الرئيسان الأمريكي والروسي في بيان مشترك أنه لا حل عسكرياً للنزاع السوري؟
في هذا التصريح هنالك تأكيد على ما سبق وجاء من تصريحات من قبل المسؤولين، حيث إن المسؤولين كلهم اليوم، والدول التي لها علاقة بالأزمة السورية، يؤكدون منذ سنتين هذه الحقيقة. البعض يلتزم بهذه الكلمات وهذا الموقف ويدعم المسار السياسي، والبعض الآخر يتظاهر بالدعم السياسي، والبعض الثالث يعرقله.
من الذي يعرقل الحل السياسي؟
المتشددون في الطرفين، في النظام وفي المعارضة.
لماذا يحرص الروس دائماً على انتزاع هذه التأكيدات من الأمريكيين؟
أعتقد أن نهج الروس ثابت منذ بداية الأزمة السورية في موضوع الحل السياسي والحوار، وهم يؤكدون على موقفهم ويريدون نقل الجميع من الموقف الثابت لأوهام الانتصار العسكري إلى الواقع الحقيقي الذي هو الحل السياسي والحل الوحيد. وثانياً: ينتزعون مساحات شيئاً فشيئاً من الجميع في هذا الاتجاه، ونستطيع أن نقول الآن أنهم نجحوا نجاحاً باهراً، والأهم أنه قد تم البدء في تنفيذه.
أعتقد أن أهمية بيان ترامب وبوتين هي ليست التأكيد على ما سبق فحسب، وإنما التأكيد على أن القرار 2254 مطلوب تنفيذه فوراً، وهذا الموضوع يؤكد أنه قيد التنفيذ الفعلي على جدول الأعمال المباشر. الأمر الذي تبحثه جولة جنيف القادمة بين المعارضة والنظام في 28 من هذا الشهر إذا انعقدت.
هل تؤمن الهيئة العليا للمفاوضات المشكلة في الرياض بهذا الموضوع، بأن لا حل عسكرياً للنزاع السوري؟
بالنسبة للتصريحات، فهم يؤكدون أن الحل هو حل سياسي، ولكنهم وضعوا حلاً سياسياً على طريقتهم، على نحوٍ يعرقل تنفيذ القرار 2254، سواء إن كانوا يعون ذلك أم لا يعون، من حيث طرحهم للشروط المسبقة على هذا القرار.
أعتقد أن المشكلة لديهم كبيرة، لأن من رعاهم ودعمهم سابقاً قد قام بإقناعهم أن الحل عسكري، وقام بدعمهم في هذا الاتجاه، والذي قام بدعمهم إقليمياً ودولياً غيَّر تفكيره نتيجة براغماتيته وفهمه للوقائع فغيَّر موقفه، ولكن هم ليسوا بهذه المرونة، فهؤلاء الذين كانوا يمشون على هوى القوى الدولية والإقليمية التي تريد توتير الأوضاع في سورية، عندما كفَّت هذه القوى ورأت أن هذه الأزمة ستنعكس عليهم سلباً تغيّر موقفهم في طريقة معالجة الأزمة السورية، ولكن هذا الأمر لم ينسحب على حلفائهم السوريين. هنالك حالة إنكار من قبل هؤلاء المعارضين المتشددين للوقائع الجديدة، وهذا مرض بحد ذاته.
لكن ألا يمثل هؤلاء شريحة معينة من الشعب السوري الذي ما زال يرفض أو يطالب على الأقل باستقالة الأسد؟
كان يمثّل هؤلاء شيئاً. أما مع تطور الأمور، ففي الحقيقة إن 90% من الشعب السوري يريد أن يعيش، لم يعد يرى نفسه لا مع هذه المعارضة ولا مع هذا النظام، بل يريد حلاً، يريد أن يأكل ويشرب ويريد الأمان، لذلك، لم يُجرِ أحد لا استطلاع في الرأي، ولا استفتاء في سورية كي يعلم ماذا يريد السوريون؟ ما هو جوهر القرار 2254 عملياً؟ إيقاف القتال، والذهاب إلى صندوق الاقتراع، كي نعلم ماذا يريد السوريون بشكل ديمقراطي، وهذه إحدى النقاط التي أكّد عليها بيان ترامب بوتين.
إذاً، هل تعتقد أنكم اليوم ستتفقون مع الهيئة العليا للمفاوضات المشّكلة في الرياض على ورقة مبادئ تؤدي إلى وحدتكم في وفدٍ يفاوض وفد الحكومة السورية في جنيف كما يطالب المجتمع الدولي؟
أعتقد أنه لسنا بحاجة إلى ورقة مبادئ، ولا إلى أية ورقة أخرى، لأنه لدينا ورقة متفق عليها، وهذه الورقة اسمها: 2254، وهي كافية للذهاب إلى جنيف لأننا ذاهبون إلى تطبيقه وليس لشيء آخر، بالتالي، ليست شطارة أن يأتي كل شخص ببرنامجه ليقوم بفرضه على الآخر. عندما نتوجه خلال فترة الانتخابات القادمة إلى السوريين، سندع الجميع يظهر شطارته أمام السوريين.
هل تعتقد أن بيان اليوم يعني تفاهماً ما حول شكل المناطق النفوذ بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في سورية؟
الروس تدخلوا عسكرياً بطلب من الحكومة السورية الشرعية على أساس القوانين الدولية حينما كانت دمشق مهددة بالسقوط على أيدي داعش. نحن نفهم من القرار 2254 أنه عندما يزول خطر الإرهاب، فإن المسار السياسي للتغير الديمقراطي الوطني العميق الذي يرتئيه السوريون، والذي يريده السوريون هو الحل الوحيد، والشعب السوري يعبِّر في نهاية المطاف عن هذه السيادة، عن طريق الاقتراع الديمقراطي، وسيقرر ما يريده سياسياً في إطار العلاقات الخارجية والسياسات الداخلية.. إلخ.
د. قدري أنت كرديٌ، فلماذا ترفض الفيدرالية مع أن البعض يعدُّ ذلك من أبسط حقوق الأكراد؟
أنا سوري أولاً، ويهمني الحفاظ على وحدة سورية. أتفهم طرح الذين يريدون الفيدرالية، لأنهم اكتووا عملياً بسلطة المركز المُبالغ بها، لكن ما يطرحونه يمكن أن يكون خطراً على وحدة سورية. فسورية لا تتحمل فيدرالية، بل هي بحاجة لصلاحيات واسعة للمناطق كي تمارس الحياة، ولا تكون تحت سلطة المركز «بالشاردة والواردة» كما كان يحصل سابقاً. لذلك، الحل السياسي هام بالنسبة لنا سيضمن عدم إعادة إنتاج داعش. تجربة العراق قالت لنا: إن «القاعدة» تحولت إلى «داعش» عندما لم يرافق حل سياسي هذا الموضوع. نحن لا نريد داعش واحد في سورية أن يحل مكانها داعش اثنان. وسورية لا تصلح للفيدرالية، ليس فقط لصغر حجمها، وإنما لأن مكوناتها كثيرة، وإذا انفتح هذا الباب سورية ستتشظى.
هل تعتقد أن حلاً سيكون ربما خلال الأشهر الستة القادمة؟
لا أعتقد خلال الأشهر الستة القادمة، بل خلال الشهرين القادمين.

معلومات إضافية

العدد رقم:
837