قدري جميل: يجب عزل الطاقم المتشدد في منصة الرياض
بعد الغموض الذي أحاط بحقيقة ماجرى خلال إجتماعات منصات المعارضة السورية الثلاث في الرياض، تبين أن منصة الرياض ما زالت متمسكة بالمطالب المسبقة نفسها التي وضعتها كشرط أساسي للدخول في العملية السياسية، بيد أن منصة موسكو رفضت بالكامل هذه الشروط، واتهمت منصة الرياض بالعمل على تخريب المفاوضات بتمسكها بهذه الشروط غير المقبولة في الظرف الحالي.
حول حقيقة ما جرى في اجتماعات الرياض، والنتائج المترتبة عليها كان لبرنامج «ما وراء الحدث « حواراً خاصاً مع رئيس منصة موسكو الدكتور قدري جميل.
نص الحوار:
ماهي العوامل الحقيقية التي جعلت منصة موسكو تشارك في لقاءات الرياض لطالما رفضت كل هذه السنوات اللقاء مع منصة الرياض بناء على الشروط التي تتمسك بها معارضة الرياض يعني: أن هناك ضغوطاً مورست عليكم من قبل الوزير لافروف أو بسبب تأجيل ديمستورا الاجتماع ؟
الغريب ألاّ تجتمع المعارضة لا أن تجتمع، لذلك حينما تطرح أسئلة استغرابية حول اجتماعها فهذا أمر مستغرب أكثر، ولكن هنا يوجد تفصيل واحد، دعينا إلى الرياض في 15 آب وقلنا في حينه: نفضل الاجتماع في جنيف ورحبنا بالفكرة وأيدناها وقلنا: نفضل جنيف، لماذا نفضل جينيف؟ لأننا كنا نعلم أنه في 21 الشهر توجد إجتماعات في جنيف في حينهِ، لم يجيبونا وجاءتنا دعوة ثانية للاجتماع في 20 آب بالرياض، وأرسلنا رسالة رد ثانية وقلنا لهم: تحدد موعد اجتماعات جنيف في الـ22 آب، لماذا الذهاب إلى الرياض، ومن ثم إلى جنيف فلنذهب ولنجتمع هناك مباشرة؟ وبعد أربع ساعات من إرسالنا للرسالة، ديمستورا يعلن تأجيل الجولة التقنية التي كانت مقررة في 22 آب بجنيف إلى أجل غير مسمى، وأعدنا البحث في قيادة المنصة في دمشق في الوضع الناشىء وقررنا الذهاب، لأن عدم ذهابنا في الظرف الجديد سوف يحّملنا وزر إفشال إجتماعات المعارضة التي تبحث في إمكانية تشكيل وفد واحد، ونحن نصب أعيينا ويهمنا اختصار الكارثة الإنسانية وتخفيف معاناة وآلام السوريين، وكل يوم تأخير في المفاوضات المباشرة ثمنه دم وخراب وآلام وعذابات بالنسبة للسورين، هذا مايهمنا، وهذا مايشغل بالنا لذلك ذهبنا. نعلم أن البعض استغرب، فكرهم أننا نتحجج بديمستورا فليضع نفسه مكاننا من يتساءل، وإذا اجتماع ب 20 وديمستورا في 22 ماذا يعني ؟ لذلك لا جدوى من محاولة إيجاد تفسيرات غير موضوعية لما جرى، وهذا ما جرى بالحرف الواحد، ولاتوجد أية ضغوطات أو أي شيء آخر، نحن مستقلون و«شورنا من رأسنا»، وأخذنا القرار على أساس الوضع الناشىء.
ظهر من خلال هذه اللقاءات أنه لا يوجد انسجام فعلي بين المنصات الثلاث وهذ بدا واضحاً في البيانات المتناقضة، ما الذي يجري في حقيقية الأمر، أو بالأحرى ما الذي جرى أو مالذي تم الاتفاق عليه دون الإعلان عنه؟
تقييم منصة موسكو لما جرى هو أن النتيجة العامة وبالمحصلة إيجابية، لماذا ؟
أولاً: لأنه لأول مرة يكسر احتكار منصة الرياض لتمثيل المعارضة السورية رسمياً، وليس من قبل الأمم المتحدة، بل من قبلهم، ومن قبل الخارجية السعودية، وهذا عامل جديد دخل على الخط يجب أخذه بالحسبان.
وثانياً: اتفقنا على كل المبادىء العامة الخاصة بحل الأزمة السورية فيما يتعلق بسورية ووحدتها وسيادتها والحل السياسي والقرارات الدولية وإلخ، اختلفنا حول نقتطين فقط،هاتان النقطتان يمكن تدوير زواياهما حينما نذهب إلى جنيف إلى حين ذهابنا إلى المفاوضات المباشرة، هما: نقطة الإعلان الدستوري، ونقطة الرئيس،هم عندهم رأي، يعني غير معقول اختصار كل المفاوضات القادمة بهاتين النقطتين، المفاوضات القادمة فيهما مئات النقاط،هاتين النقتطين وهما يجوز أنهما مهمتين ولكن هاتان النقطتان مختلفتان مبدئياً، ولا يمكن من خلالهما فقط تقييم كل ما جرى.
بالفعل إلى أي حد يمكن لمنصتي القاهرة وموسكو وتحديداً منصة موسكو مسايرة منصة الرياض التي تتمسك بتعنتها منذ بداية الأزمة لجهة التعامل مع الحالة بشكلها العام، مع الأخذ بعين الاعتبار ما تفضلت به، المطالب التي تتمسك بها بخصوص العملية الإنتقالية والإعلان الدستوري وحتى موقع الرئاسة ؟
السؤال الذي كان يشغل بالي لماذا بعد اللقاء الإيجابي مع الخارجية السعودية خرجت منصة الرياض إلى الاجتماع الثالث وأصبحت أكثر تشنجاً وغير قابلة للحوار.
هل وجدت الجواب دكتور ؟
جميل: أخيراً وجدت
سبوتنيك: ماهو ؟
قبل أن أقول لك ماهو الجواب، النقطتان اللتان اختلفنا عليهما يمكن أن تكون لهما تسوية مبدئية واقترحتها في الاجتماع الثالث وتحدثت عنها يوم أمس في المؤتمر الصحفي، المهم، هم تحججوا أنه لا صلاحيات لديهم ولذلك استنتاجي أن انزعاجهم من الاجتماع مع الخارجية السعودية بما فيه من محتوى، جعلهم عملياً يعكسون هذا الانزعاج على الجلسة الثالثة لإفشالها، هم انتقموا ليس منا وإنما من الخارجية السعودية بالمواقف التي قلت البارحة أن فيها تطوراً، لم أقل أن فيها تغيراً، ولم أقل أن فيها تطوراً كبيراً، كما جاء في بعض وسائل الإعلام، وإنما قلت هناك تطور في مواقف الخارجية السعودية، وهذا لمسته وسمعته بأذني، وعندما ذهبوا إلى الاجتماع المسائي خربطوا كل الطاولة نكاية بالخارجية السعودية، عملياً كانوا «يفشون خلقهم» فينا.
ورقة التسوية ما قبل النهائية طرح فيها: موضوع رحيل الرئيس يبحث في المفاوضات، ويتم الصمت الإعلامي عنه أنا قلت لهم: موضوع بشار الأسد يبحث في المفاوضات ويتم الصمت الإعلامي عنه، لأنه لا يمكن إقرار أننا نريد رحيله، هنا قلت لهم هذه القضية لايعلم بها إلا الله وهذا غيب وتبصير، وعندما سنذهب إلى هناك نقرر ما لذي يجب فعله حسب الظرف الملموس.
هل هذه المنصات أو هذه المعارضات هي من يقرر مصير الرئيس بشار الأسد في الوقت الذي تعترف به كل الدول والأمم المتحدة بأن الشعب السوري هو من يقرر ؟
هم قصدهم أننا نحن سنلتزم بهذا العمل في هذا الإتجاه، الكل يعني، قصدهم إلزام المعارضة بالعمل على هذا التوجه.
أنا أسأل عن توجههم هم أنا أعلم تماماً توجهكم ؟
أنا قلت لهم إذا أصررتم على هذه الفكرة لن تكون هناك مفاوضات، لأننا نكون خالفنا القرار 2254 وسنعطي النظام الحق بأن يقول: هؤلاء يخرجون عن القرار ولماذا أفاوضهم، إذاً لن يكون هناك مفاوضات ويعني استمرار العذاب والآلام للشعب السوري.
الحل أن الطاقم المتشدد الذي كان ينتقم من الموقف السعودي يجب التعامل معه بعزله وإبعاده عن العمل السياسي، وإبعاد قيادة منصة الرياض الحالية التي تستخدم سلطاتها وصلاحياتها لتخريب بدء المفاوضات، وأعتقد أن الفرصة الأخيرة أعطيت لهم.
هذا كلام كبير يادكتور قدري!
أنا تحدثت بهذا الكلام يوم أمس في المؤتمر الصحفي، أنه الآن نحن ذهبنا إلى هدفين، الهدف الأول هو: التفاهم بالإجماع، والهدف الثاني هو: إذا لم نتفاهم يكون بفرز المعارضة السورية بين المتشددين والمعتدلين، المتشددون يعطون الغطاء السياسي للمتشددين عسكرياً، القصة خطيرة، لذلك من لا يريد تنفيذ القرار 2254 حرفياً، ويضع له أيدي وأرجل غير موجودة فيه، يجب أن يخرج من عملية التفاوض نهائياً، ولا مكان له فيها، لأن المسألة لم تعد مسألة كلام فقط، هي قصة لها آثارها المادية السيئة، والسلبية، بالدم الإضافي والخراب الإضافي.
سبوتنيك
26/08/2017
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 826