حول الوفد الواحد!
تتجه الانظار الى التفاعلات الجارية، ضمن صفوف المعارضة، وتحديداً منصة الرياض، وعلاقتها مع المنصات الاخرى، وامكانية تشكيل وفد واحد للمعارضة، بغية الشروع في مفاوضات مباشرة مع وفد النظام في جولة جنيف المرتقبة، كما هو متوقع..
إن الشرط الاول للوصول الى مثل هذا الوفد يتطلب بالدرجة الاولى، الإقلاع كلياً عن محاولات احتواء المنصات الاخرى، والتعامل معها بندية، ودفن فكرة « الممثل الشرعي والوحيد» التي ولدت ميته بالاساس، وفشلت محاولات فرضها، كونها لا تعبر عن حقيقة الواقع التعددي في المعارضة السورية.
إن اي وفد واحد يجب ان يستمد توافقاته وبرنامج عمله من المرجعية الدولية الناظمة لعملية التفاوض، اي القرار 2254، فمهة الوفد الواحد هي أصلاً اجراء مفاوضات لتنفيذ قرار متفق عليه، وبالتالي ضاقت كثيراً مساحة الاجتهادات، والمناورات في هذه العملية.
إن الشروط المسبقة، والخطاب الاستفزازي والتعاطي وفق منطق الفعل ورد الفعل، الذي اعتمدته منصة الرياض، تعود إلى ظرف موضوعي آخر، وحسابات سياسية أخرى أثبت تطور الاحداث على أنها خاطئة، ومبنية على أوهام، فالمواقف الدولية والإقليمية ليست تلك المواقف التي تم فيها إصدار ما يسمى بيان الرياض، وليس ذنب أحد من قوى المعارضة في المنصات الأخرى، إن منصة الرياض خذلت من حلفائها، وبالتالي، فإن الدعوة إلى الالتزام ببرنامج منصة الرياض واعتباره المرجعية في تشكيل الوفد الواحد، لا يستند إلى أي مبرر واقعي في ظروف اليوم، ناهيك عن أنه كان خاطئاً بالأساس لأنه انطلق من الشروط المسبقة، التي تخالف روح ونص القرار 2254.
تشير كل الوقائع، أن عملية فرز جديدة وجدية تجري بين القوى العاقلة وبين القوى المتشددة في منصة الرياض، على أساس المناخ الدولي والاقليمي الجديد، الذي يؤمن الظرف الموضوعي لتقدم العملية السياسية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 823