عرفات: رثاء جنيف سلعة في سوق الإعلام
أجرت إذاعة «ميلودي FM»، الأربعاء 17/5/2017، حواراً صحفياً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، القيادي في جبهة التغيير والتحرير، علاء عرفات، تناول فيه آخر المستجدات المتعلقة بجولة جنيف والوضع السياسي الميداني في سورية.
لماذا لم نشاهد لقاءات مباشرة بين الوفود حتى الآن، هل فقد مؤتمر جنيف الأهمية الخاصة به بما يخص تطبيق القرار 2254 وأصبح هنالك كلام آخر بما يخص لقاءات أخرى؟
بالتأكيد كلا، الكلام الذي تفضلت فيه عن أن جنيف فقد أهميته ويموت هو سلعة في سوق الإعلام، وإما هو تقديرات غير صحيحة وغير دقيقة لمحللين سياسيين، أو أن البعض يقول ما يتمناه.
مسار جنيف هو المسار الحقيقي والوحيد لحل الأزمة السورية، ولا يوجد شيء ظاهر الآن كبديل عنه. مسار آستانا هو مسار عسكري تابع وملحق لمسار جنيف عملياً، وهو يحل مشاكل كبيرة لم يكن من الممكن حلها في إطار مسار جنيف بتركيبته السابقة. حالياً تتحسن التركيبة، لأن العسكر أو المجموعات المسلحة بدأت تنضم إلى هذه المفاوضات، وبالتالي، فإن مسار آستانا هو طاولة أخرى يجري عليها بحث المسائل العسكرية، لأنه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق سياسي طالما هناك صدامات عسكرية.
ماذا عن موضوع التواجد الأميركي بالشمال السوري والحشد الأميركي والبريطاني الموجود على الحدود الجنوبية، والتوغل الذي حصل منذ يومين لبعض القوات الأميركية والبريطانية إلى شرق تدمر وبالجنوب دير الزور؟
الفكرة العامة الآن هي أن الأميركي بحالة انكفاء، لكن عادة من ينكفئ لا يهرب، بل ينكفئ ويتراجع تراجع منظم، وبالتالي، فإن من يتراجع تراجعاً منظماً يضرب ضربة هنا وضربة هناك، ويهدد هنا وهناك، من أجل أن يدير عملية التراجع المنظم (...) في موضوع الجنوب، الأميركان وحلفائهم حاشدين سبعة آلاف عسكري أما الجيش السوري وحلفائه حاشدين سبع وعشرين ألف عسكري، أي أن ميزان القوى واحد لأربعة.. الفكرة القائلة بأن واشنطن إذا دخلت فلن يتجرأ أحد على مواجهتها بات قديماً. لا أعتقد أنها ستجرؤ على الخطو بأية خطوة. تحاول أن تقوم بضربات أو تحركات أو ضغوط ردع وهمية من أجل أن تأخذها الأطراف الأخرى بعين الاعتبار، فهذا التهميش لا يعجبها، ولن تتجاوز القضية حدود ذلك.
موضوع تقدم هذه القوات ووجودها في هذه المنطقة، أقصد من التنف وحتى دير الزور، هنالك من حلل وقال بأنه تواجد هذه القوات هو لقطع الطريق على السوريين والعراقيين لفتح طريق دمشق بغداد، هل أنت مع هذه الرواية؟
القوة الأميركية بالمعنى العسكري ليست بوارد فرض سيناريوهات من هذا القبيل، وهي تفكر بشيء آخر هو تفجير الأوضاع، بحيث أن تنشأ تداعيات لفترة طويلة يمكن أن توجد وقائع مختلفة هم راضيين عنها، وبحيث يمكن أن يراقبوها من بعيد. وحتى هذا السيناريو هنالك قوى جدية على الأرض أصبحت موجودة وقادرة على منعه. لذلك، فإن قطع الطريق بين سورية والعراق من أجل قطع العلاقة بين إيران وسورية هذا غير وارد بالمعنى الجذري، لكن ممكن أن يقوموا بذلك كأن يدخل أحد يسيطر على مكان ويقطع الطريق، لكن هذا ليس له مستقبل، ولن تكون هنالك قوة قادرة على حمايته وترسيخه. الأميركي يتراجع و«يأكل قتل»، أتريده أن يسكت؟ بالطبع، سيقوم ببضعة حركات.
هل لا يوجد مفر من جنيف ومن 2254؟
لا مفر. قلت وأكرر: 2254 وضع لينفذ.
هل ستنصاع الولايات المتحدة لـ2254؟
الولايات المتحدة مضطرة أن تنصاع لـ2254. وليس الولايات المتحدة فحسب، بل أوروبا والدول الإقليمية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 811