عرفات: هدف التصعيدات العسكرية سياسي أولاً

عرفات: هدف التصعيدات العسكرية سياسي أولاً

أجرت إذاعة «ميلودي FM» يوم  حواراً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، القيادي في جبهة التغيير والتحرير، علاء عرفات، الأربعاء 22/3/2017، تطرق فيه إلى التحضيرات الجارية للجولة الخامسة من جنيف3.

 

حول الهدف من التصعيد العسكري الجاري في البلاد، أكد عرفات أنّ: «الهدف سياسي بالدرجة الأولى، فبعد ست سنوات من الحرب، لا أعتقد أنه ثمة من يصدّق أنه من الممكن حسم هذه الحرب عسكرياً، وبالتالي الاتجاه العام سار باتجاه فرض الذهاب إلى جنيف والحل السياسي.

ومع افتتاح الجولة الخامسة من جنيف3، فإن هذا الاتجاه لا يناسب القوى المتشددة التي لا تريد حلاً سياسياً، فالآن هنالك ملف سياسي يريدون إيقافه هو جنيف، ما قصة جنيف؟ القصة أنه ثمة بعض القوى كانت تعتقد أن ترجمة الحل السياسي استناداً لبيان جنيف1 هي تسليم واستلام السلطة، أما القرار 2254 بالتطبيق، وكما تسير الأمور عليه، لن يحصل هكذا، وسوف يحصل شيء آخر، بالتالي مشينا في تنفيذ هذا القرار الذي هو عملياً منطقي جداً ومفيد، ويمكن أن يوقف هذه الحرب، ويأخذ سورية إلى مكانٍ جديد مختلف تماماً؟ القوى التي لا يناسبها ذلك، تريد أن تعرقل هذا الموضوع».

آستانا الأخير مهم جداً

وحول الحديث عن أن آستانا الأخير لم يخرج بجديد، قال عرفات: «الحقيقة أن آستانا الأخير كان مهماً جداً، فقد تحدث المجتمعون عن اتفاقات تتعلق بتعزيز وقف إطلاق النار، وبمراقبة وقف إطلاق النار، وبلجان تبادل الأسرى والمخطوفين، وبموضوع الإغاثة وفتح الطريق.. إلخ. وأهم نقطة برأيي كانت انضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الأطراف الضامنة، وهذا انتقال من العيار الثقيل.. إن عدم انضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الاجتماعات السابقة لتكون طرفاً ضامناً، كان يعني أن هنالك قضايا لا توافق عليها، وبالتالي لا تضمنها.. قال الإعلام، وأقدر أن ذلك صحيحاً: أنه من بين القضايا التي تبحث بالمعنى العسكري هو وجود تلك التنظيمات التي يعتبرونها تابعةً لإيران، أو لها علاقة بإيران، سواء حزب الله أو بعض الفصائل الأخرى، ومن هنا كانت المطالبات من الأتراك والمعارضة المسلحة، التي حضرت بانسحاب هذه القوى، الآن- وليس على كيفهم بطبيعة الحال- أصبحت القضية قيد النقاش».

التعطيل بات أصعب

وحول إن كان يعتقد أنه بإمكان وفد الرياض أن يعطل هذه الجولة من المفاوضات، قال عرفات: «لا أعتقد ذلك، ممكن أن يقوموا بشيء، بمعنى محاولة عدم الوصول إلى اتفاقات، وممكن أن يحاولوا التشدد في طموحاتهم، وممكن أن يحاولوا استفزاز بقية الوفود، كالوفد الحكومي ووفود المعارضة الأخرى، ويمكن أن يقوموا بأشياء كثيرة، ولكن هذه المرحلة تجاوزناها، فالتعطيل صعب، لا أريد أن أقول مستحيل لكنه صعب».

وفي رده على سؤال حول أيهما «أوزن» جنيف أم آستانا، أجاب عرفات: «من غير المفيد أن نقول أوزن، آستانا تناقش قضايا محددة ذات طابع عسكري، وهو شيء يتعلق بوقف إطلاق النار، ووقف إطلاق النار عملياً استكمل بشكل كامل، وبقي شيء واحد الذي هو خرائط الفصل بين داعش والنصرة والجماعات الإرهابية، وهذا إن وصلنا له انتهى الموضوع، أما فيما يتعلق بالفرز الكامل والنهائي لما يسمى بالمعارضة المسلحة، فهنالك من يحاول ألا يوصلنا إلى هذه النقطة، انتبهت الأطراف التي تتفاوض إلى ذلك، فمشت ولم تسأل عنه، وسوف يضعون خرائط بمعزل عنه إذا لم يأتِ».

لا يمكن الوصول إلى اتفاقٍ كامل دون الأكراد

وحول التمثيل الكردي في المفاوضات، شدد عرفات على أن «وجود الأكراد مهم جداً، لأن عدم وجودهم يعني أن هنالك نواقص كبيرة بما يمكن أن يتم التوصل إليه، وبالتالي، لا يمكن الوصول إلى اتفاق متكامل دون وجود تمثيل كردي مناسب، فرغم أنه هنالك تمثيل كردي، ولكنه غير كامل، وهذه المسألة يلزمها حل، وربما تُحل  في هذه الجولة، وربما لا.. لنرى».

وفي رده على سؤال حول إن كانت منصة موسكو تخفض تمثيل وفدها باعتمادها على «شباب من الصف الثالث»، أكد عرفات «لا أذيع سراً، لكن مهند دليقان أحد أمناء الحزب العشرة، ثمة شيء أساسي يجب أن نعرفه وهو أننا نؤمن بأن الشباب قادرون على إنجاز أعمال كثيرة، ويضاهون الرفاق القدامى، وبالتالي، ليس هنالك مانع من تقديمهم لكل المهمات، ولكل مواقع المسؤولية، وبالتالي، نحن لسنا قلقين من قدرة الوفد على أداء دوره، ومن حيث الكفاءة، هو وفد كفؤ، ثانياً حول مشاركة الدكتور قدري، فهذه إشارة. نحن غير متفقين مع المبعوث الدولي، ويوجد بيننا وبين المبعوث الدولي أكثر من قضية تتعلق بالدعوات، وبطبيعة الدعوة بشكل التمثيل، والمحاباة من قبل المبعوث الدولي للهيئة العليا للمفاوضات دون وجه حق، هذه كلها عملياً تمنعنا، وتجعلنا نقول: إننا لن نضع رئيس منصة موسكو ضمن الوفد حالياً، هذا يمكن أن يحصل فيما بعد إذا تعدلت هذه القضايا».

مطالب الكيان مرفوضة

وحول مسألة تشكيل الوفد الواحد للمعارضة السورية، أشار عرفات: «لا أستطيع أن أقول أنه لا يوجد شيء جديد، حسب معلوماتي، إن هنالك مباحثات ما بيننا وبين الهيئة العليا للمفاوضات، وبين منصة القاهرة، ومنصة الهيئة العليا للمفاوضات، ولم يصلوا إلى الاتفاق على تشكيل وفد، لكن اتفق على رفع مستوى التنسيق أكثر، وفيما يتعلق بيننا وبين الهيئة العليا للمفاوضات فقد حصل اجتماع واحد، نحن قلنا عنه أنه كسر للجليد.. هذا الملف يلزمه وقت إلى أن ينضج ويصبح لدينا وفد واحد».

أما عن دور الكيان الصهيوني، والضربات الأخيرة التي وجهها في الأراضي السورية، قال عرفات: «الكيان الصهيوني هو أحد الأطراف الضالعة، فيما يتعلق بالأزمة السورية قولاً واحداً، حتى إن لم تظهر أصابعه فهي موجودة، ويجب ألا يكون عند أحد شك بذلك، مشكلته بتوجيه الضربات، كانت مرتبطة دائماً بحدث ما مهم، إما بنصر عسكري ما وهزيمة لداعش أو النصرة، أو انعقاد جولات جنيف، لذلك كانت ترتبط الضربات بأحداث مهمة، إذاً فهو يوجه رسائل، أنه لا يمكن تجاهله بهذه الخطوات ولديه مطالب، وردّ الدفاعات الجوية السورية كان بمثابة القول أن مطالبك مرفوضة».

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
803