عرفات: وسائل التعطيل في وجه «جنيف» أقل فاعلية
أجرت فضائية «الميادين»، يوم الأربعاء 1/2/2017، حواراً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، والقيادي في جبهة التغيير والتحرير، علاء عرفات، تناول آخر المستجدات، على الصعيد السوري، بما في ذلك التجهيزات الجارية للجولة المقبلة من مؤتمر جنيف.
في إطار الحديث عن طبيعة وفد المعارضة السورية، في مؤتمر جنيف المزمع عقده في 20/2، أشار عرفات، إلى أن وفد المعارضة سيكون على الأرجح وفداً واحداً، لأن الوفد الواحد هو ضرورة لإنجاز المفاوضات المباشرة، في مباحثات جنيف من أجل الوصول إلى اتفاق. وهذا المعطى هو معطى جديد فعلاً، لكنه عملياً نتيجة لجملة من العوامل، وهي انعقاد اجتماع «آستانا»، والاتفاق الروسي- التركي، ومعركة حلب.
إن جملة هذه المسائل قد أوصلت الأمور عملياً إلى فتح الطريق أمام مباحثات جنيف، وإلى تمهيد هذا الطريق باتجاه تأمين العناصر كافة لنجاح هذه المباحثات. نأمل بنجاح ذلك، وتشكيل وفد واحد للوصول إلى اتفاق لحل الأزمة السورية.
لم يعد هناك «قائد أساسي»
وحول العقبات المتوقعة أمام تشكيل وفد المعارضة السورية إلى جنيف، شدد عرفات، على أن المطلوب أولاً: هو وفد واحد، وليس موحداً، وأن العائق الأساسي، حسب التجربة السابقة، هو دور وتفكير وبرنامج وسلوك «الهيئة العليا للمفاوضات»، هذه الهيئة التي كانت ترى في نفسها «القائد الأساسي» للمعارضة السورية، والتي تريد أن تفرض رؤيتها وسلوكها على الجميع، وفي الواقع تمكنت في جنيف الماضي من إحباط هذه المباحثات، من خلال تجميد نشاطاتها، ومشاركاتها في هذا الاجتماع بحجة معارك حلب، وقبل ذلك كانت تضع شروطاً مسبقةً لدخول هذه المفاوضات.
إنّ مجمل سلوك هذه الهيئة، هو الذي كان يعيق هذه المفاوضات. أما الآن، فهي ليست في وضع يسمح لها بمثل هذه الممارسات، المطلوب تشكيل وفد واحد لا يستبعد أحداً، وفيه تمثيل عادل، ليتمكن هذا الوفد من خوض المفاوضات المباشرة.
وأضاف عرفات: أعتقد أن الطريق إلى هذه النقطة قد أصبح سالكاً بالتأكيد، وهو ليس خالياً من الصعوبات، إلا أن تصريح السيد دي مستورا يقول أنه من غير المسموح إفشال هذه المباحثات عبر عملية تشكيل أو عدم تشكيل وفد المعارضة.
نحن نريد بالدرجة الأولى أن يتم تشكيل وفد المعارضة من قبل السوريين أنفسهم، وسنبذل جهدنا في هذا الاتجاه. والحقيقة أن وفدنا الذي كان موجوداً في جنيف3 قد تمكن من إنجاز خطواتٍ في هذا السياق، من خلال توحيد منصات موسكو والقاهرة وآستانا، ودخول عملية التفاوض في جنيف3 بشكل واضح. سنبذل جهدنا اليوم، من أجل تشكيل هذا الوفد، ونتمنى أن ننجح، لكن في حال عدم النجاح، لن يكون هناك من مخرج سوى أن يقوم السيد المبعوث الدولي بإنجاز هذه المهمة.
«2254» نقطة استناد
في رده على سؤال حول «ضرورة توحيد الرؤى والانسجام في وفد المعارضة»، شدد عرفات: أنه لا داعي لتوحيد الرؤى، بل المطلوب هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، وهو وثيقة واضحة جداً. على أساس هذا القرار يمكن أن تتوافق القوى بالتنفيذ، ولا أعتقد أنّ هناك صعوبةً كبرى. لا بد من وجود بعض الصعوبات، لكن ليس هناك استحالة في إيجاد توافق على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254. والتجربة السابقة شاهدة على ذلك، إذ أنَّ ممارستنا السابقة قد أدت عملياً إلى وجود أوراق واقتراحات عملية وبنّاءة. في جنيف3، حظيت عملياً بتأييد المبعوث الدولي وفريقه.
وعن «الاختلافات بين المعارضة، حول مصير الرئيس السوري والموقف من جبهة النصرة»، لفت عرفات: إلى أن هذه المسائل هي مسائل محسومة: فموضوع وجود الرئيس من عدمه غير مطروح الآن في القرار 2254، وعملياً طرحه كان يأتي من خارج هذا القرار. أما موضوع «جبهة النصرة» وأشباهها، هو محسوم أيضاً على الأرض، حيث جرت وتجري الآن عملية فرز بين المسلحين الموافقين على الذهاب إلى حل سياسي، وبين المسلحين الإرهابيين، الذين يرفضون الحل السياسي. وبالتالي، فإن القضايا التي كان مختلفاً عليها سابقاً، والتي كانت تشكل عائقاً، هي محسومة على الأرض، سواء بموجب قرارات دولية أو بموجب توافقات على الأرض تجري حالياً، لذلك لا أعتقد أن هذه القضايا ستشكل عقبة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 796