خالد رشيد خالد رشيد

المعايير المبدئية لوحدة الشيوعيين

من الواضح أن النقاط التي طرحها الميثاق كافية لتناول جميع القضايا التي تخص وحدة الحركة الشيوعية في سورية، نظراً لعموميتها الشديدة. ولكن من الواضح والمنطقي أن نتناول أهمية طرح هذا الميثاق الآن، ضمن الظروف الراهنة، قبل أن نتناول النقاط الواردة فيه.

إن واضعي الميثاق يقرون ضمناً، بوضعهم هذا المشروع، أن جميع الخطط السابقة لتوحيد الشيوعيين السوريين فاشلة، وإلا لما كان لطرح هذا المشروع أي معنى.

وإذا علمنا أن أي مشروع لتوحيد قوى سياسية لابد أن يتضمن برنامجاً سياسياً فإننا نكون أمام حالتين:

 إما أن نضع برنامجاً سياسياً يختلف عن كل البرامج السابقة.

 أو أن نعيد قراءة برنامج سابق بطريقة جديدة.

والمشكلة أن النقاط الواردة في الميثاق فضفاضة لدرجة تسمح بكلتا الحالتين.

ولكن إذا أمعنا الفكر في مقدمة الميثاق، أي أثناء عرض أسباب تبعثر الحركة الشيوعية السورية، أمكننا استنتاج قضية مفادها دعوة إلى تأسيس حزب قادر على استيعاب الحركة الشيوعية وتوحيدها. حيث يعيد واضعو المشروع سبب تبعثر الحزب، وقد كان الحزب الشيوعي السوري ممثلاً لكل الحركة الشيوعية في إحدى الفترات، يعيدونه إلى تطور وعي القواعد في عموم الحزب. أي أن القيادات، ومعها سياساتها، أصبحت متخلفة عن التطور في عموم الحزب.

والسبب الثاني هو إرادة القيادة وما استتبعها من ظلم.

إن السبب الأول دعوة لنفي جدلي للبرامج السابقة لتتلاءم مع الواقع.

والسبب الثاني دعوة لنفي ميتافيزيقي عدمي لمخلفات الماضي، أي للقيادات الحالية.

وبالتالي نستنتج أن الحالة الأولى هي الصحيحة. أي أن الميثاق يشكل دعوة لوضع برنامج سياسي جديد يختلف عن البرامج السابقة ويشكل نفياً ديالكتيكياً لها. أي يشكل مرحلة في ا لوعي السياسي أرقى من سابقاتها.

ومن هنا قلنا أن الميثاق يدعو إلى تأسيس حزب جديد قادر على استيعاب الحركة الشيوعية وتوحيدها، ولكن هل تجاوز واقع الحركة الأحزاب السابقة، أي الحالية، حتى أصبح العمل السياسي ضمنها معيقاً لتطو رالحركة؟

إن البيانات التي صدرت من مناطق مختلفة من البلاد تشير إلى انفضاض قسم كبير من الشيوعيين عن حزبهم. مما يدل على تخلف هذا الحزب عن تطور الحركة.

وفي كل الأحوال فإن الحزب الجديد لن يعارض أي تحالف أو عمل توحيدي مع أي قوة سياسية يراها مفيدة لوحدة الحركة.

لذلك كله، نؤيد تماماً النقاط الواردة في الميثاق كأساس لتوحيد الحركة. ولكننا نشير إلى عقم أي نقاش لا يراعي النقاط التالية:

1.  تقاس مهام الحركة الشيوعية في سورية بالنسبة إلى مهمة الحركة الشيوعية العالمية في تقويض النظام الرأسمالي العالمي وبناء النظام الاشتراكي مكانه.

2. إن وجود معوقات أساسية داخلية، أي تخص سورية، يفرض على الشيوعيين السوريين ضرروة فهمها وحلها وفق المقياس السابق.

3. من الضروري أن يضع الشيوعيون السوريون سبلاً نظرية واضحة لحل هذه المعوقات.

هذه هي النقاط التي يجب أن يراعيها أي برنامج سياسي يهدف إلى وحدة الحركة الشيوعية في سورية.

 

 ورغم أننا وضعنا معايير لمناقشة أي نقطة في هذا المشروع أو غيره فإننا لا نود الآن أن نناقش أي نقطة، وذلك لأن نقاش النقاط الواردة في الميثاق تفترض في البداية اتفاقاً مبدئياً بين المتناقشين. ونحن عرضنا مبادئنا في البنود الثلاثة أعلاه، ولانعرف مدى قبولها عند من يريد مناقشتنا، وإننا بدون هذه المعايير واعتبارها أساساً للحوار مع بقية الشيوعيين نرفض دخول أي حوار حول مشروع وحدوي للشيوعيين السوريين، حرصاً على تحقيق الهدف المنشود.

معلومات إضافية

العدد رقم:
182